منوعات

جوزيف دي آنجيلو؛ القاتل المتسلسل الذي خدع العدالة 40 عاماً

في الحادي والعشرين من أغسطس الماضي، أصدرت محكمة ساكرامنتو القضائية العليا الحكم بالسجن المؤبّد 13 مرّة على جوزيف دي آنجيلو؛ والذي يحمل عدداً من الألقاب التي منحه الإعلام إياها، أهمّها “قاتل الجولدن ستيت”، ويعني قاتل الولاية الذهبية (في إشارة لولاية كاليفورنيا)، وذلك بعد إدانته بالقتل بـ 8 جرائم قتل مؤكّدة، إضافة إلى ما يزيد عن 50 حالة اغتصاب، وعشرات عمليات السرقة، حيث نفّذ جرائمه بين سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في مناطق مختلفة من ولاية كاليفورنيا، قبل أن يغيب عن الأنظار بشكل قطعي، لتصل إليه شرطة الولاية أخيراً في عام 2018. في مقالنا اليوم سنلقي نظرة على الجرائم التي ارتكبها جوزيف دي آنجيلو، وكيف بقي طليقاً لأكثر من 40 عاماً قبل أن تصل إليه أيدي العدالة.

سارق سيلفيا ومغتصب منطقة الخليج في كاليفورنيا

بدأ جوزيف دي آنجيلو مسيرته الإجرامية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي كسارق في مدينة سيلفيا في كاليفورنيا الأمريكية، ولكنّه لم يكن سارقاً اعتيادياً بسيطاً، بل اعتمد خوارزمية بالغة التعقيد في عمله تضمن له أن يبقى بعيداً عن قبضة الشرطة، حيث كان يعمد دوماً إلى استهداف النساء الوحيدات اللواتي تنتمين إلى الطبقة المتوسطة من ساكني المنازل ذات الطابق الواحد، والتي تتوضّع في أماكن يسهل الهرب منها في حال قدوم الشرطة، كما كان يراقب نشاطات ساكني المنزل بشكل حثيث ولفترة طويلة، قبل أن تأتي الليلة المنشودة، والتي يقتحم فيها المنزل ويقيّد ساكنيه بشكل وثيق، ليتمّ عملية السرقة ويخرج من المنزل دون أن يترك أي أثر مادي أو أذى للضحايا، باستثناء عملية واحدة أودت لمقتل أستاذ جامعي أتى ليساعد ابنته، فانتهى به المطاف مقتولاً برصاصة في رأسه.

انتقل دي آنجيلو لاحقاً إلى المدن الواقعة في جنوب الولاية، ومع انتقاله غيّر شكل جرائمه، حيث تحوّل من السرقة إلى القتل والاغتصاب، إذ قام خلال السنوات التالية الواقعة في بداية الثمانينيات باغتصاب أكثر من 50 ضحية، بالإضافة إلى 8 قتلى مؤكدين، والتقديرات ترفعهم إلى أكثر من 15.

بقي جوزيف دي آنجيلو متخفيا عن أعين قوات الشرطة على مدى 45 عاماً، وذلك من خلال الانخراط في صفوفهم، حيث عمل لسنوات طويلة مع قوات الشرطة، تعلّم خلالها الطرق التي تستخدمها الشرطة في القبض على المجرمين، وقام ببناء جرائمه على الثغرات التي وجدها في عملهم، ومع قدوم منتصف الثمانينيات بدأ دي آنجيلو يشعر بالخطر نتيجة ظهور تقنيات تحليل الـ DNA، فقرّر الابتعاد عن عالم الجريمة خوفاً من أن يقع في قبضة العدالة.

قاتل الولاية الذهبية في أيدي العدالة

رغم مرور عقود على آخر جريمة قام بارتكابها، بقي قاتل الولاية الذهبية، أو جوزيف دي آنجلو على قوائم المطلوبين لدى قسم شرطة ساكرامنتو الذي لم يغلق قضيّته.

خطرت الفكرة الذهبية لمحققي قسم شرطة ساكرامنتو، وهي تحليل أدلة الـ DNA المرتبطة بالقاتل، ومقارنتها مع قواعد بيانات الـ DNA المتوافرة على الإنترنت (وذلك لأن مقارنتها بقواعد بيانات الشرطة لم يجدِ نفعاً، فـ دي آنجلو لم يكن يملك سجلاً إجرامياً)، والتي تحوي أناساً عاديين لا يمكتلكون سجلاً إجرامياً، الأمر الذي أوصلهم إلى أكثر من 100 قريب من الأقارب الجينيي البعيدين لدي آنجيلو، ليقوموا بحصر الأقارب شيئاً فشيئاً، وتضييق بحثهم في أقارب حملة الجينات المتشابه مع القاتل، ومقارنة المواصفات التي توصلوا إليها معهم، ليتمكنوا في النهاية من الكشف عن جوزيف دي آنجيلو والقبض عليه في عمر الخامسة والسبعين، وبعد أكثر من 30 عاماً من آخر جريمة قام بارتكابها.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى