لا شكّ أنّ سيارات الفورمولا 1 تعدّ تحفاً فنيّة منقطعة النظير، فهي تملك محرّكات هي الأقوى والأكثر ضجيجاً من نوعها في العالم، الهندسة المذهلة المستخدمة في صناعة هذه السيارات تمكّنها من تغيير مجرى الهواء والتلاعب به حتى تتمكّن من الانعطاف بشكل مثالي من غير إنقاص من سرعتها، في الواقع فمصمّمو هذه السيارات يستحقّون بكل تأكيد نفس مقدار التكريم الذي يحوز عليه السائق الفائز في السباق لما يقومون به من ابتكارات مذهلة. في مقالنا اليوم سنستعرض عدداً من الجوانب العظيمة التي تتميّز بها هذه السيارات عن غيرها من السيارات العادية، فلنبدأ:
كلّ سيارة مكونة من 80 ألف قطعة منفصلة!
لا عجب أنّ سائقي سيارات الفورمولا 1 يشعرون بالكثير من الذنب في حال تحطّم هذه السيارات نتيجة الحوادث، فبغضّ النظر عن التكلفة المادية الهائلة، سيضطر الميكانيكيون العاملون على السيارة لاستبدال وإعادة تثبيت عدد مهول من القطع والبراغي والأسلاك. سيارات الفورمولا 1 عادة هي مزيج مضغوط بشدّة من الأنظمة الهيدروليكية، الكربون، الوقود، الإطارات، وأجهزة تتحكم بميكانيكية وعطالة السيارة، حيث ينبغي لكلّ هذه المكونات ألا يتجاوز وزنها مجتمعة 720 كيلوغراماً، ولهذا السبب نرى العديد من القطع الصغيرة المتناثرة عقب أي حادث تحطّم أو اصطدام يطرأ على المركبة.
جهاز الأمان الموضوع فوق قمرة القيادة مصمم ليتحمل وزنا يصل إلى 5 طن:
تطوّرت معايير السلامة في سيارات الفورمولا 1 عن السابق، فالسائق لم يعد يخشى على حياته عند دخوله كل سباق خوفاً من الاصطدامات كما السابق، ويعود الفضل في ذلك إلى العمل الدؤوب الذي يقوم به المصممون، مع العلم أنّ هذا الإجراء أنقذ حياة السائق تشارلز لوكلير في سباق بلجيكا لعام 2018. حيث تمّ التأكيد في الفترة الأخيرة على صناعة السقف العلوي لقمرة القيادة من التيتانيوم، وهو معدن بالغ الخفة، وشديد قوة التحمّل في الآن ذاته، لدرجة تحمّله لوزن يصل إلى 5 طن، ما يجلعه قادراً على حمل 5 فيلة فوقه، أو 6 سيارات سباق فورمولا 1!
سيارات الفورومولا 1 قادرة على الانطلاق من 0 إلى 100 ميل في الساعة والعودة مرة أخرى إلى الـ 0 في 4 ثوانٍ!
كلّنا نعلم أن سيارات الفورمولا 1 سريعة، ولكنّ هذه سرعة تصل لحد الجنون، هذه السرعة الهائلة التي تبلغ 100 ميلاً في الساعة (160 كيلومتراً في الساعة) هي شهادة على كفاءة صندوق الغيارات، نظام بطاريات الـ ERS، المحركات، مبدّلات السرعة القادرة على نقل هذا الزخم الهائل من المحرّك إلى العجلات بهذه السرعة الفائقة، وبكل تأكيد المكابح فائقة القوة التي سنخصص عنها فقرة كاملة!
يمكن أن تتحمل المكابح في سيارات الفورمولا 1 درجات حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية دون أن يتأثر عملها:
من المعروف أنّ أحد أهم مهارات سائق الفورمولا 1 هي استخدام المكابح في أكثر وقت متأخر ممكن، وهذا ما يميّز سائقين عظيمين كإيرتون سينا، لويس هاميلتون، ودانيال ريكاردو، ولكنّ الفضل يعود في هذا الاستخدام –بالإضافة لمهارة السائقين طبعاً- إلى المكابح الخارقة المستعملة في هذه السيارات. تتجلّى آلية عمل المكابح بشكل أساسي في تحويل الطاقة الحركية إلى طاقة حرارية، وهذا ما يحدث بالفعل مراراً وتكراراً خلال جولات السباق، الأمر الذي يجعل المكابح في مواجهة تحدّ كبير أمام الطاقة الحركية الضخمة للسيارات، حيث تصنع المكابح استجابة لذلك من مواد خاصة لتحمل درجات حرارة عالية قد تصل لـ 1000 درجة مئوية، كما يتمّ تهويتها بشكل كبير من فتحات في بدن السيارة وقنوات ضمن المكابح نفسها، الأمر الذي يجعل عمل هذه المكابح ممكناً.