ليس من السهل على أي مخرج صنع فيلم رعب نفسي قوي يجعل المشاهدين على أعصابهم طوال الساعتين، ولذلك فإن فيلم Smile هو مفاجأة كبيرة خاصة وأنه يأتينا من صانع أفلام قصيرة (Parker Finn) يدخل عالم السينما و Hollywood لأول مرة بشكل فعلي. وعلى الرغم من وجود بعض المشاكل البسيطة في القصة وطريقة سردها، إلا أن الفيلم كمجمل هو تجربة مميزة ومختلفة عن أي شيء شاهدناه سابقا. جهزوا أنفسكم لساعتين من تعب الأعصاب المستمر!
قصة فيلم Smile بدون حرق
يُركز فيلم Smile بشكل رئيسي على شخصية الطبيبة النفسية Rose Cotter والتي تعمل في مستشفى ويصلها يوميًا عشرات الحالات التي تُعاني من بعض المشاكل النفسية. في يوم مثل أي يوم تأتي مريضة إسمها Laura Weaver وتجلس مع الطبيبة لتبدأ في توضيح وجود كيان يتبعها في كل مكان، يبتسم لها، ويُخبرها بأن موتها قادم.
تحاول الطبيبة النفسية تهدأتها لكن فجأة تبدأ Laura في الصراخ وينال منها هذا الكيان ليدخل فيها مما يجعلها تقف بشكل مُرعب مبتسمة للطبيبة، قبل أن تبدأ في ذبح نفسها أمامها في مشهد مُروع. الآن تبدأ الطبيبة هي الأخرى في رؤية أشياء غريبة لا تستطيع تفسيرها، ويجب عليها مواجهة ماضيها من أجل البقاء على قيد الحياة والهروب من هذا الكيان الشيطاني!
القصة مبتكرة، وهذا أمر لا يمكن أن أُنكره، لكنها تُعاني من مشكلة أساسية وهي عدم فهمك للأحداث بعد الانتهاء من الفيلم. القصة مفتوحة بشكل أكثر من اللازم والفيلم يترك لك حرية تفسير ما حدث بالشكل الذي تراه أنت مُناسبًا كمشاهد.
هذا الأمر دمّر أهمية القصة بالنسبة لي شخصيًا حيث انتهيت من رؤية الفيلم ولم أعلم ما الذي حدث في النهاية. هل هذا تلميح لجزء ثاني، أم انتهت القصة على تلك الهيئة الغريبة. لا يوجد شيء واضح ولا توجد أي تفسيرات وأنا لا أحب ذلك.
السينماتوغرافي خرافية أحيانًا، وأحيانًا أخرى سيئة للغاية!
على الرغم من أن هذا أول عمل كبير لصانع الأفلام والمخرج Parker Finn، إلا أنه قدم لنا إخراجًا رائعًا في الكثير من المشاهد. الفيلم يعتمد بشكل كبير على فزع المشاهد عن طريق خضات كثيرة على مدار الساعتين، وبالفعل توجد مجموعة من الخضات التي تم تقديمها بشكل خرافي لدرجة أن السينما كلها كانت تصرخ من الفزع!
لكن في بعض الأحيان الأخرى فإن إخراج تلك المشاهد لم يكن على أفضل مستوى من الممكن تخيله خاصةً وأنك كمشاهد كنت تتوقع أن الخضة قادمة، و Parker Finn أخذ وقتًا أطول من اللازم لتجهيزك للخضة، مما جعل تأثيرها ينتهي قبل أن تبدأ حتى.
بعض المشاهد تم عرضها بسينماتوغرافي رائعة تُركز بشكل أساسي على الـ Easter Eggs ووجود الوشوش المبتسمة في كل لقطات الفيلم بشكل لن يُلاحظه كل المشاهدين، ويجب عليك التركيز حتى تأخذ تلك الجرعة الزائدة من الرعب.
أيضًا تم استخدام طريقة تصوير جيدة جدًا وهي قلب الصورة رأسًا على عقب في بعض المشاهد الهامة لتوضيح مدى دمار عقل الطبيبة النفسية Rose Cotter والمعاناة التي تشعر بها حيث أنها لا تفهم أي شيء من الذي يحدث حولها.
الفيلم واقعي بشكل كبير من ناحية العرض، ولذلك لا يوجد استخدام كبير للمؤثرات البصرية والجرافيك معظم لقطات الفيلم. هذا الأمر يتغير مع نهاية Act 3 حيث نرى استخدام واضح للمؤثرات البصرية والتي تبدو أنها جرافيك وليست واقعية. هذا كان متوقعًا بسبب ميزانية الفيلم التي لم تتعدى 20 مليون دولار، لكنها مؤثرات مقبولة نوعًا ما.
ما الذي يحدث مع المؤثرات الصوتية هنا؟
الموسيقى التصويرية للفيلم كانت من تلحين Cristobal Tapia de Veer والذي قدم العديد من الألحان الرائعة التي تتناسب مع الكثير من المواقف، وجعلك تنغمس وتشعر بما تشعر به الشخصية الرئيسية في الكثير من الأحيان، لكن المشكلة لا تقع هنا، بل مشكلتي الرئيسية مع المؤثرات الصوتية.
الفيلم يعتمد بشكل كبير على استخدام المؤثرات الصوتية في الكثير من المشاهد والتي كانت غريبة جدًا معظم الوقت مع التركيز على الأصوات المرتفعة والمُريبة. إذا كان العاملون على الفيلم يعتقدون أن هذا سيُخيفني، فلا، هذا لم يحدث. أنا فقط كنت مُنزعجًا بسبب تلك الأصوات الغريبة التي لا داعي لها!
في النهاية
إذا كنت تبحث عن تجربة رعب نفسي قوية تجعلك على أعصابك لفترة طويلة، وتجعلك خائفًا من رؤية أي شخص يبتسم لك في الحقيقة، فأنصحك بمشاهدة فيلم Smile في أقرب فرصة. مشكلتي الأساسية مع الفيلم تكمن في القصة والتي على الرغم من وأفكارها المبتكرة، إلا أنها لم تُستغل بالشكل الكافي، وكنت أتوقع أفضل من ذلك. لكن في العموم، فيلم Smile فاجئني خاصةً وأنه من صُنع شخص ليس له خبرة كبيرة في مجال السينما!
أقرأ أيضًا:
التقييم النهائي - 8
8
جيد جدًا
فيلم Smile يُقدم العديد من الأشياء الرائعة كأول عمل احترافي لـ Parker Finn، لكن ينقصه بعض التحسينات والإضافات التي كان من المُحتمل أن تجعله تجربة رعب نفسي خرافية تظل راسخة في عقول المشاهدين للأبد.