عالم كرة القدم الذي نعرفه اليوم أصبح مبنياً على الاحتراف والانتقال السلس بين الأندية المختلفة، لكنّ انتقال لاعب من ناديه إلى المنافس المباشر يبقى له أثر كبير في قلوب مشجعي النادي، ويخلق بينهم وبين اللاعب نوعاً من العداوة التي لا تكون الأيام في كثير من الأحيان قادرة على محوها. في مقالنا لليوم سنتابع 5 من أشهر قصص انتقال اللاعبين إلى منافسي ناديهم المباشر، فلنبدأ:
لويس فيغو
لا شكّ أنّ انتقال لويس فيغو من نادي برشلونة إلى غريمه الأزلي؛ نادي ريال مدريد شكّل الصدمة الأكبر في التاريخ القريب لانتقالات كرة القدم. لم تتقبل جماهير برشلونة هذا الانتقال بصدر رحب، بل اتهموا اللاعب بأنّه “كلب مال”، ألقوا رؤوس الخنازير عليه، وحكموا عليه بالخيانة العظمى. على الجانب الآخر، فقد برر فيغو انتقاله هذا بأنّه شعر في ريال مدريد بالتقدير الذي يستحقه، وهو الأمر الذي لم يكن يشعر به في برشلونة.
“كلاهما ناديان عظيمان، لكنّ الفرق هو في الواقع بين الأشخاص الذين يديرون كلّاً من الناديين.”
لويس فيغو
روبن فان بيرسي
أظهر أرسين فينغر روبن فان بيرسي للعالم بالشكل الذي نعرفه اليوم، إذ درّبه واهتمّ به اهتماماً فائقاً وحوّله لوحش سفّاح أمام المرمى، ولم يشتكِ أبداً من إصاباته المتكررة.
“إذا ما قارنته بالمهاجمين من أبناء جيله، إنّه من أفضل المهاجمين في العالم.”
أرسين فينغر
ليقابله فان بيرسي بطعنة في الصدر، وذلك بعد انتقاله إلى نادي مانشستر يونايتد لأنّه “سأم من الخسارة المتكررة مع أرسنال”. لينفجر مجدداً في ناديه الجديد، ويحاول أليكسس سانشيز لاحقاً أن يسير على خطاه، فيفشل في ذلك، ويكون أحد أكبر الأخطاء في مسيرته.
غونزالو هيغواين
بلغت المنافسة على لقب الدوري الإيطالي ذروتها بين نابولي ويوفنتوس في ثمانينيات القرن الماضي، وذلك حينما التحق الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا بنابولي لينجح معهم في تحقيق الدوري الإيطالي للمرة الأولى في تاريخهم. لم يكن أحد يتوقع أن تتكرر هذه المنافسة مجدداً قبل أن يظهر فارس أرجنتيني آخر هو غونزالو هيغواين، والذي نجح خلال سنواته الثلاث في النادي الجنوبي بإحراز 71 هدفاً رفعت بشكل كبير من مستوى نابولي، لكنّ المفاجأة الأكبر كانت في الطريق، حيث أعلن هيغوايين عن انتقاله ليوفنتوس عام 2016، الأمر الذي لم يسر بشكل جيد بالنسبة للأرجنتيني، ولا بالنسبة لجماهير نابولي التي اعتبرت هذا الانتقال خيانة من الأخير.
زلاتان إبراهيموفيتش
بدأ زلاتان إبراهيموفيتش مسيرته مع نادي مالمو السويدي، ليلفت أنظار عمالقة أوروبا، وينجح لاحقاً نادي أياكس أمستردام بخطفه، فينتقل منه بعد ذلك إلى نادي يوفنتوس. في نهاية موسم عام 2006، ضربت أزمة الكالتشيو بولي الدوري الإيطالي عموماً، ونادي يوفنتوس خصوصاً، حيث تمّت معاقبة نادي السيدة العجوز بالهبوط لدوري الدرجة الثانية، ما سمح للاعبيه بالانتقال بشكل مجاني لأندية أخرى. كان انتقال إبراهيموفيتش صادماً بشكل كبير لمشجعي يوفنتوس، حيث اختار نادي إنتر ميلان الغريم المباشر لناديه الأصلي، ولم يكتفِ بذلك، بل بعد خروجه من الدوري الإيطالي من بوابة برشلونة، عاد مجدداً إليه ليلعب هذه المرة لحساب نادي ميلان، الأمر الذي جعل مسيرته حافلة بالانتقال بين الأندية الإيطالية الكبرى الثلاثة.
رونالدو الظاهرة
أبهر رونالدو الظاهرة جماهير نادي برشلونة في مراهقته، وقدّم معهم موسماً للتاريخ، ليعود لاحقا بعد سنوات ويمثّل منافسهم الأهمّ؛ نادي ريال مدريد. انتقل أيضاً في مرحلة من مراحل مسيرته إلى إنتر ميلان في صفقة هي الأغلى حتى تاريخها، ثمّ مثل في آخر سنوات مسيرته الأوروبية منافسهم المباشر نادي ميلان، ورغم كل هذه الانتقالات المثيرة للجدل، إلّا أنّه من النادر أن تجد أحداً يكره بالفعل رونالدو لويس نازاريو دي ليما، لعلّ السبب في ذلك ابتسامته الساحرة وشخصيته اللطيفة.