شخصيًا لست من مُحبي مشاهدة الأفلام الوثائقية بل أجد نفسي أميل أكثر للمسلسلات أو الأفلام العادية بأشكالها المختلفة. لكن أحد أصدقائي المُقربين رشح لي الفيلم الوثائقي الجديد Inside The Mind of a Cat عبر شبكة Netflix، وهذا الفيلم فتح لي آفاقًا جديدة في عقلي حول كيفية التعامل مع الحيوانات خاصةً مع كم التجارب الرائعة التي تم عرضها في هذا الوثائقي. ضف على ذلك أننا حصلنا على معلومات مميزة عن القطط لم نكن نسمع بها من قبل!
هل تعلم أن علاقة الإنسان والقطط بدأت من 10 آلاف سنة؟
منذ فترةٍ قريبة كانت آخر معلومة توصل لها العلم هي أن البشر والقطط أصبحوا قريبين جدًا من بعضهم خلال الحضارة الفرعونية منذ 4000 عام، ولكن تم التوضيح في الوثائقي أن استكشاف علمي جديد أكد أن العلاقة أقدم من ذلك بكثير!
في الآونة الأخيرة، اكتشف علماء الآثار هيكلًا عظميًا لقطة في موقع دفن من العصر الحجري الحديث المتأخر بجزيرة قبرص. قامت أحد العلماء باستخدام الحمض النووي، وبذلك أصبح هذا الاكتشاف هو أول دليل فعلي على العلاقة بين الإنسان والقطط والتي ترجع إلى 10 آلاف سنة وليس 4000 فقط.
فيديوهات القطط مشهورة جدًا على الإنترنت
تم إجراء مجموعة من الأبحاث العلمية التي توضح مدى شهرة مقاطع مُعينة على الإنترنت، واتضح أن مقاطع القطط هي ثاني أكثر مقاطع يتم مشاهدتها دائمًا عبر الإنترنت حيث أنها مقاطع عائلية لطيفة تبعث البهجة والسعادة داخل أي شخص يشاهدها.
التجارب التي تمت في هذا الوثائقي أوضحت أن مشاهدة فيديوهات القطط تزودنا بكميات كبيرة من الدوبامين التي تجعل أي مشاهدة يشعر أنه بحالة أفضل حتى ولو كان الفيديو عاديًا لا يوجد به أي شيء مُثير للانتباه. مجرد وجود قطة في المقطع يُزيد من الشعور بالسعادة!
مثل البشر، فإن القطط هي الأخرى لديها اختلافات ثقافية
أحد أهم الاكتشافات التي تم توضيحها في وثائقي Inside the Mind of a Cat هو أن القطط مثل البشر تقريبًا في الاختلافات الثقافية. أنت كبشري إذا انتقلت من منطقة لأخرى فستشعر بإحساس غريب ولن تكون متعودًا على هذا المكان بسرعة. نفس الأمر يحدث مع القطط.
لاحظت الدكتورة “ساهو تاكاجي” من اليابان أن القطط التي تعيش في اليابان تبدو أقل راحة في البيئات غير المألوفة مقارنة بالقطط التي تعيش في الولايات المتحدة، وتم ترجيح أن هذا الأمر يعود لأن القطط في اليابان يتم الاحتفاظ بها معظم الوقت داخل المنزل ولا تتعامل مع غرباء كثيرين. على عكس الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة ويزورون بعضهم بل ويقيمون حفلات منزلية أيضًا.
هل سألت نفسك، لماذا تهبط القطط دائمًا على قدميها؟
إحدى أكثر الأسئلة الشائعة التي يسألها البعض هو لماذا عندما تقفز أي قطة في الهواء، فهي تستطيع أن تعدل جسدها سريعًا حتى تهبط على أقدامها. هذا السؤال تمت الإجابة عنه بشكل توضيحي رائع في الوثائقي.
مثل العديد من الحيوانات والبشر، تمتلك القطط شيئًا يسمى “انعكاس الاستقامة”، والذي يساعدها على التعرف على مكان وجودها في الهواء. هذا المنعكس هو وظيفة من وظائف الجهاز الدهليزي، وهي استجابة عصبية تتضح عبر الشعر شديد الحساسية في آذانهم الذي يلتقط معلومات مثل وضع الجسم والطول والسرعة ويرسل هذه المعلومات مباشرة إلى أدمغتهم حتى يتصرفون سريعً بناءً عليها.
القطط تذهب إلى أصحابها لتحصل منهم على نصائح عاطفية!
وفقًا لبحوث الدكتورة “كريستين” التي ظهرت بالوثائقي، قد تكون القطط تلتقط ما نشعر به. من خلال عرض توضيحي لاختبار “المراجع الاجتماعية”، أوضحت “كريستين” أن قطتها يكون لها ردة فعل واستجابة مختلفة لشيء مُعين وفقًا لإستجابة “كريستين” لنفس هذا الشيء!
في الوثائقي تم تجربة الأمر على مروحة حيث أوضحت “كريستين” أنها خائفة من تلك المروحة، وكانت ردة فعل قطتها أنها هي الأخرى أصبحت خائفة من المروحة هي الأخرى. لكن عندما اقتربت “كريستين” من المروحة وأوضحت أنها تشعر بالسعادة والراحة تجاهها، تغير رد فعل القطة وأصبحت تشعر أكثر بالراحة والأمان تجاه تلك المروحة.
تلك الاكتشافات الرائعة التي ذكرتها ما هي إلا جزء من الذي تم عرضه في وثائقي Inside the Mind of a Cat ولذلك أنصحك بمشاهدة هذا الوثائقي سواء كنت من مُحبي تربية الحيوانات الأليفة أم لا. الوثائقي يُقدم لك نظرة شاملة حول كيفية تفكير عقل القطة. ليس ذلك وحسب، بل توجد معلومات أخرى ستُساعدك أثناء التعامل مع مختلف الحيوانات حتى تكون إنسان صالح لا يؤذيهم بأي شكل من الأشكال.
وثائقي Inside the Mind of a Cat متوفر للمشاهدة عبر شبكة Netflix بترجمة كاملة للغة العربية.
