ما الذي سيحدث لو ثارت براكين أنتاركتيكا الخامدة؟


قارة أنتاركتيكا، أو القارة القطبية الجنوبية هي واحدة من أكثر المناطق المعزولة على وجه الكوكب، قارة لا يسكنها سوى البعثات العلمية والاستكشافية، رغم مرور أكثر من 200 عام على اكتشاف هذه القارة الفريدة، إلا أنّها لا تزال تحمل في طيّاتها العديد من الأسرار والمفاجئات التي تتكشف شيئاً فشيئاً، كان آخرها عام 2013، حينما اكتشف علماء الجيولوجيا في القارة أنّها تخفي تحت جليدها الذي يبلغ عمقه في بعض المناطق منها أكثر من 4 كيلومترات، أكثر من 138 بركاناً هامداً، قد يكون ثوران هذه البراكين في يوم من الأيام سبباً من أسباب دمار الكوكب، وانقراض معظم الأنواع الحية فيه. في مقالنا اليوم سننظر في الأحداث التي من الممكن أن يسببها هذا السيناريو الكارثي، والذي تثور فيه براكين أنتاركتيكا الخامدة، وفقاً لعلماء الجيولوجيا.

بداية، ما الذي يحدث حينما ينفجر بركان في الحالة العادية

تتألف عملية انفجار البركان فعلياً من عدّة مراحل، فالبراكين لا تثور بشكل مفاجئ، إذ يسبق ثورانها في البداية تصاعد كميات صغيرة من الدخان من فوهة البركان، وفي البراكين الكبيرة، من الممكن أن يسبق ثوران البركان حركات زلزالية نتيجة تحرّك الحمم البركانية تحت سطح الأرض، يتلو ذلك خروج الحمم البركانية التي لا تتجاوز سرعتها عادة 10 كيلومترات في الساعة، ما يجعل الهروب منها أمراً ليس بذلك الصعوبة، لكنّ لحظة الانفجار هي اللحظة الأكثر رعباً فعلياً، إذ تندفع سحابة من الرماد البركاني بعد انفجار ضخم يصدر عن فوهة البركان، حيث تنتقل هذه السحابة بسرعة تفوق 80 كيلومتراً في الساعة، وهي ذات حرارة تفوق 700 درجة مئوية، ما يجعلها قادرة على إبادة أي كائن حي يعترض طريقها.

إذاً، ما الذي سيحدث إذا ثارت براكين أنتاركتيكا؟

في البداية، نحن غالباً لن نواجه في مشكلة الدخان الذي يظهر في حالة البراكين العادية، وذلك لأنّ براكين أنتاركتيكا الخامدة مدفونة تحت غطاء جليدي عميق، لكنّ المشكلة الأساسية التي ستعترض طريقنا هي انهيار الطبقات الجليدية الناتج عن قوة الانفجار وحرارة الحمم المتدفقة، ما سيدفع بجبال جليدية عملاقة في المحيط المتجمد الجنوبي.

من ناحية، فسيتاح لنا للمرة الأولى رؤية الأرض الصلبة التي تشكل أساس قارة أنتاركتيكا في العديد من المناطق التي لا ينكشف عنها الجليد أبداً في العادة، لكنّ الجانب السيء هو أنّ انفجار اثنين من هذه البراكين سيشعل فتيل انفجار باقي براكين أنتاركتيكا، والمحصلة؟ تحطّم كامل الغطاء الجليدي الذي يغطي القارة وذوبانه، وهي كارثة مطلقة بالنسبة للجنس البشري.

يقدر العلماء أنّ ذوبان كامل جليد أنتاركتيكا سيتسبب في رفع منسوب البحر بمعدل يصل إلى 60 متراً! هذا الأمر يعني غرق معظم المناطق الساحلية في العالم (بعض جزر العالم كالمالديف لا ترتفع أساساً عن سطح البحر سوى نصف متر)، وبالتالي فسيؤدي ذلك إلى وفاة الملايين من الأشخاص حول العالم بشكل فوري (في زمن لا يتجاوز 24 ساعة)، ويلحق دماراً شاملاً بالاقتصاد العالمي بشكل عاجل أيضاً.

أمّا عن الكميات الهائلة من الحمم التي سينتجها انفجار براكين أنتاركتيكا، فهو في الواقع سيزيد من كتلة القارة وسيضيف إلى مساحتها أراض جديدة شاسعة الامتداد.

أما السؤال الأخير: ما هي احتمالية انفجار براكين أنتاركتيكا الخامدة؟

وفقاً للعلماء، فالأمر مستبعد بشكل كبير على المدى الطويل، وحتى في حال حدوثه، فسيكون العلماء قادرين على التنبؤ به قبل عقود حتى من وقوع الكارثة، لذلك لا ينبغي عليك الخوف من هذه الاحتمالية، خلال العقود القليلة القادمة على الأقل.

Exit mobile version