اقترب عدد البشر في السنوات الأخيرة من كسر حاجز الـ 8 مليار نسمة، ومع هذا العدد الهائل، فما زلنا لا نمثل سوى بقعة صغيرة إذا ما قارنّا أنفسنا بالكوكب الواسع الذي نعيش فيه؛ الأرض. بالنسبة لكائنات لم تستعمر الكوكب سوى في السنوات القليلة الماضية –بالنسبة لعمر الأرض- فإنّنا كائنات بالغة الفضولية، نسعى لاكتشاف منزلنا الكبير بشكل حثيث، وعلى الرغم من ذلك، فما زال أمامنا الكثير لنبحث فيه. في مقالنا لليوم، سنسعرض عدداً من الحقائق الجغرافية المذهلة، والتي ستغير غالباً منظورك لكوكبنا الذي نعيش فيه.
القطب الجنوبي: أكبر صحراء في العالم
عندما تذكر أمامنا كلمة صحراء، فأول ما سيتبادر إلى أذهاننا منظر الكثبان الرملية الممتدة في الربع الخالي أو الصحراء الكبرى في أفريقيا. في الواقع، فالصحراء جغرافياً هي كل منطقة جغرافية يكون الهطل المطري فيها أقل من 10 إنشات سنوياً، وإذا ما أخذنا هذا التعريف بالاعتبار، فسنجد أن قارة أنتاركتيكا القطبية الجنوبية هي أكبر صحراء في العالم، فهي عبارة عن صحراء باردة تغطي مساحة 14.5 مليون كيلومتراً مربّعاً، مكسوّة بالجليد ورقائق الثلج.
روسيا كبيرة المساحة لدرجة أنها تمتدّ على 11 منطقة زمنية:
تمتدّ بلاد الدبّ الروسي على مساحة تزيد على 17 مليون كيلومتراً، ما يجعلها الدولة الأكبر في العالم من ناحية المساحة، لذا فتوزّعها على عدة مناطق زمنية يبدو أمراً طبيعياً. تضمّ روسيا بجغرافيتها الواسعة 11 منطقة زمنية، ما يعني أن المواطنين الروس في آخر البلاد يبدأون صباحهم في الوقت الذي يقترب فيه أبناء بلدهم على الجانب الآخر من الوصول إلى وقت النوم!
تتحرك القارات سنويا بنفس وتيرة نموّ أظافر اليد:
استغرق الأمر من القارة الهائلة (قارة بانجيا) مئات الملايين من السنين حتى تنقسم وتتفرق إلى القارات السبع التي نعرفها اليوم. لمدة 40 مليون عاماً، كانت كل من قارة أمريكا الشمالية وأفريقيا تتحركان بسرعة 1 ميلي متر سنويا، لكن قبل 200 مليون سنة من وقتنا الحالي، أخذت سرعة الصفائح التكتونية بالتزايد لتصل إلى 20 ميلي متراً في السنة، وهي السرعة التي تعادل سرعة نمو الأظافر، واستمرّت على هذا المنوال طيلة 10 ملايين عاماً، قبل أن تعود لاحقاً إلى سرعتها البطئية. اتّضح لاحقاً للعلماء أنّ الصفائح التكتونية تمتلك نوعين من الحركة؛ حركة سريعة وأخرى بطئية، وهي تبدل فيما بينهما باستمرار.
على الرغم من أنّ المسافة الفاصلة بين جزيرتي ديوميد الكبرى والصغرى لا تزيد على 3.8 كيلومتراً، إلّا أنّ الفارق الزمني بينهما يصل إلى 21 ساعة:
جزيرتا ديوميد هما جزيرتان في أقصى شمال المحيط الهادئ، تتبع جزيرة ديوميد الكبرى لروسيا، بينما الصغرى للولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من المسافة الصغيرة الفاصلة بينهما، إلا أنّهما تقعان على جانبين مختلفين من الخط الزمني العالمي، الأمر الذي سبب اختلافاً بينهما بالوقت مقداره 21 ساعة، وبناء على ذلك فقد تمّ منحما لقب جزيرتي اليوم والغد.
إسطنبول هي المدينة الوحيدة في العالم التي تقع في قارتين مختلفتين:
إذا كنت تحاول زيارة قارات العالم السبع، اغتنم فرصتك واضرب عصفورين بحجر واحد وقم بزيارة مدينة إسطنبول التركية، فهي المدينة الوحيدة في العالم التي تقع في قارتين مختلفتين، حيث يفصل مضيق البوسفور بين قسمي المدينة الأوروبي والآسيوي.
