تعجّ صفحات ومواقع القصص الغامضة بحالات الاختفاء لأشخاص كثر، كانوا حاضرين ثم غابوا دون سابق إنذار، ولعلّ قصتنا اليوم هي واحدة من أشهر هذه القصص و أكثرها غموضاً في التاريخ الأمريكي. برايان شيفر؛ طالب في كلية الطب في جامعة أوهايو الأمريكية، محبوب من قبل عائلته وزملائه في الكلية، ويخطط لطلب يد زميلته في الكلية في عطلة الربيع التي كان سيتّجه فيها إلى ميامي بعد يومين، يختفي فجأة في إحدى حانات مدينة كولومبوس الأمريكية دون سابق إنذار، وكاميرات المراقبة زادت الشرطة حيرة في القضية!
احتفالات الربيع
يحافظ الطلاب في جامعة أوهايو الأمريكية على طقوس احتفال بمناسبة قدوم شهر الربيع في مارس من كل عام، حيث يخرجون للتنزه والالتقاء في الحانات، وهذا هو ما كان عليه الحال بالنسبة لـ برايان شيفر، والذي قرر الخروج للاحتفال بمناسبة موسم الربيع، وسعياً منه للخروج من حالة الحزن التي كانت تحيط به بعد وفاة والدته في الشهر ذاته بسرطان العظام. توجّه كلّ من برايان شيفر وصديقه في السكن ويليام كلينت في الواحد والثلاثين من مارس من عام 2006 صوب حانة تدعى “Ugly Tuna Saloona”، والتي تقع بجوار حرم الجامعة.
جلس كل من برايان وويليام في الحانة يتناولان المشاريب حتى الساعة العاشرة مساء، حين اتصل برايان بحبيبته -التي كانت تزور أهلها في مدينة توليدو- لتأكيد موعد لقائهما في رحلة ميامي التي كانا يخططان لها، والمقررة يوم الاثنين (أي بعد ثلاثة أيام).
خرج الشابان من الحانة بعد الساعة العاشرة بقليل، وتجولا في المنطقة المحيطة بحرم الجامعة، ليلتقيا بـميريديث ريد، والتي كانت إحدى صديقات ويليام، حيث عرضت عليهما أن تقلّهما مرة أخرى إلى حانة “Ugly Tuna Saloona” التي كانا فيها بالأساس.
أظهرت كاميرات المراقبة عند باب الحانة دخول برايان شيفر إلى الحانة رفقة صديقيه في الساعة الواحدة والربع صباحاً، ليظهر برايان مرة أخرى في المكان ذاته في حدود الساعة الثانية وهو يتحدث إلى فتاتين في العشرينات من عمرهما، ليكون هذا آخر ظهور مؤكّد للشاب، مع العلم أن الكاميرات لم تسجّل خروجه من الحانة.
حاول كل من صديقيه؛ ويليام وميريديث الاتصال به مراراً دون أيّة جدوى ليخرجا لاحقاً من الحانة في موعد إغلاقها دون أن يلتقيا به. في اليومين التاليين، اتصل كل من راندي شيفر (والد برايان) وحبيبته أليكسس فاغنر مراراً به، لكنّ هاتفه كان مغلقاً، وفي صباح يوم الاثنين التالي، تغيب برايان شيفر عن طائرته التي كان من المفترض أن تقلّه إلى ميامي، ليتمّ اعتباره منذ ذلك اليوم شخصاً مختفياً بشكل رسميّ.
رحلة البحث عن برايان شيفر
في الأيام التالية، شارك أكثر من خمسين شرطياً في رحلة البحث عن برايان شيفر في المدينة الجامعية وما حولها، وتمّ استجواب كلّ معارفه حتى الفتاتين اللتين ظهرتا معه في شريط كاميرا المراقبة، ولكنّ شيئاً لم يساعد الشرطة في التوصل إلى مكانه.
بقيت حبيبته أليكسس فاغنر تحاول الاتصال به لشهور بعد الحادثة، حيث كانت النتيجة دائماً أن يتمّ تحويلها إلى صندوق الرسائل لأنّ الهاتف مغلق، باستثناء محاولة في سبتمبر من العام ذاته (بعد ستة أشهر من حادثة الاختفاء)، حينما رنّ الهاتف بالفعل ثلاث مرات، ليعلل مزوّد الخدمة الهاتفية تلك الحادثة بأنّها ناتجة غالباً عن خطأ تقني.
ظهرت صورة مؤخّراً لرجل مشرد في المكسيك يشبه برايان شيفر بشكل كبير، حيث سارعت الـ FBI بإدخال الصورة في برنامجها للتعرف على الوجوه، لتؤكّد أنّ الرجل ليس بريان المختفي منذ سنوات، ليبقى بريان شيفر الرجل المختفي واحداً من أكثر القضايا غموضاً في ولاية أوهايو الأمريكية، والتي لم يتمّ حلّها إلى يومنا هذا.
