سافر إلى إيطاليا لتشجيع فريقه .. فبقي مُشردًا في الشارع لأكثر من عقد

أن تُسافر لتشجيع فريقك في جميع المحافل المحلية والدولية هو أمر طبيعي، فلا عيب في الترحال وراء ناديك المُفضّل لدعمه في مبارياته الهامة وخصوصًا إذا كان مُقبًلا على مواجهة واحد من أعرق الفرق في أوروبا والعالم وتحديدًا انتر ميلان الإيطالي في بطولة لا يُشارك فيها كل يوم. كان من المفترض أن تكون رحلة سفر روتينية لـ رولف بانتلي ولكنها تحولت بعد ذلك لأكثر قصص التشجيع مأساوية في التاريخ.

رولف بانتلي هو مشجع وفي من الطراز الأول لنادي بازل السويسري، أقوى فريق في تلك الدولة الهادئة وتاريخه القاري متواضع للغاية، وضعته القرعة في مواجهة قوية أمام انتر ميلان الإيطالي عام 2004 وذلك ضمن مباريات الدور التمهيدي المؤهل لدوري أبطال أوروبا.

رغم أنه تجاوز الستين عامًا، لم يأبه رولف بأي شيء وأصرّ على استقلال سيارته برفقة أصدقائه والذهاب إلى ملعب جوزيبي مياتزا في مدينة ميلانو والحضور من أجل مساندة فريقه المفضل ومشاهدته أمام فريق إيطالي عريق في المباراة التي دارت يوم 24 أغسطس 2004 بالتحديد.

لم تسر أحداث المباراة مثلما كان يرغب رولف بانتلي وباقي مُشجعي بازل للأسف، وخسر الفريق في النهاية بأربعة أهداف مقابل هدف، ليُقرر قبل دقائق من إطلاق صافرة النهاية الذهاب إلى الحمام لالتقاط أنفاسه واستيعاب الخسارة الأليمة، ولكنه لم يكن يدري أن تلك الدقائق ستُغير مجرى حياته للعشر سنوات القادمة!

دقائق قليلة قلبت حياة رولف بانتلي رأسًا على عقب

خرج المشجع المُثقل بالهزيمة بعد دقائق من انتهاء المباراة ليجد أن الجميع قد غادر المُدرجات بالفعل بما فيهم أصدقائه الذين انتظروه بالخارج طويلًا وعندما لم يعد تركوه وعادوا إلى أدراجهم في سويسرا بدونه.

بحث بانتلي كثيرًا عن أصدقائه بين جميع الجماهير التي حضرت المباراة وعن السيارة أيضًا كذلك ولكن جهوده لم تُفلح للأسف. ومن سوء الحظ أنه لم يكن بحوزته سوى 20 يورو في جيبه فقط وبدون هاتف حتى للتواصل مع أي شخص.

جاب المُشجع التائه شوارع ميلانو لعله يجد أصدقائه في أحد الحانات أو المطاعم، ولكنه في النهاية قرر قضاء ليلته في الخلاء بعد عدة محاولات لم تُجدي نفعًا، على أمل أن يستيقظ صباحًا على بُشرى سارة قد تعود به إلى موطنه.

شعوره بالحرية المُطلقة في شوارع المدينة وسعادته بأجواء المدينة الساحرة، دفعاه للعدول عن فكرة العودة إلى سويسرا واستكمال الحياة في إيطاليا.

ضعف بنيته الجسدية وتهتك صحته لم يُساعداه في الحصول على أي وظيفة لجني المال، فاقتصرت حياته بعد ذلك على تلقي المُساعدة من أهالي ميلانو والعيش تائهًا ومُشردًا في شوارع المدينة واتخاذ العراء بيتًا دائمًا له.

الجانب المُشرق من تلك القصة الأليمة هو أن رولف بانتلي حصل على شعبية كبيرة بين أوساط مدينة ميلانو واكتسب تعاطفًا لا بأس به من المجتمع الذي لم يبخل بمساعدته باللباس والطعام.

رولف يعود إلى أدراجه أخيرًا بعد سنوات التشرد

أحد عشر عامًا مرت على تشرّد بانتلي في شوارع ميلانو، سنوات طويلة يبحث عنه ذويه بدون جدوى، كان من المفترض أن تكون رحلة لتشجيع فريق بازل ولكنها انتهت بمأساة ضياع مشجع في شوارع ميلان مُتناسيًا أصدقائه وأهله وغير مُكترث بحبه لفريق بازل الذي كان السبب في تلك المأساة من الأساس.

كان الحادث الذي تعرض له في إحدى محطات النقل سببًا إلهيًا لإنقاذه، حيث لم يستطع الأطباء تحديد هويته عند إسعافه واكتشفوا أنه لا يملك أي ضمان اجتماعي يُمكنه من تحمل تكاليف العلاج، فما كان منهم سوى التحقق من خلفيته ليتواصلوا بعد ذلك مع السفارة السويسرية التي نجحت في إعادة المشجع المُشرّد إلى موطنه الأم بعد 11 عامًا في شوارع ميلانو ضريبةّ للسفر وراء فريقه المُفضل وتشجيعه.

Exit mobile version