الجانب المظلم لمنصّة TikTok، آثار حادة على صحّة الأطفال النفسية والعقلية.

تجاوزت منصّة TikTok الشهيرة مطلع العام الحالي 2022 عتبة 3 مليارات تحميل على أنظمة الأندرويد والـ IOS، كما شهدت نسبة تواجد الأطفال ضمن مستخدميها في الآونة الأخيرة زيادة لافتة للنّظر، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أنّ واحداً من كلّ ثلاثة مستخدمين نشطين للـ TikTok هو من الأطفال دون سنّ الرابعة عشر. مع هذا التواجد الكبير للأطفال على المنصّة، برزت تساؤلات في الآونة الأخيرة حول الأُثر الذي يسبّبه الـ TikTok على الصحّة النفسية والعقلية للشريحة اليافعة من مستخدميه. سنبحث في مقالنا اليوم الآثار السلبية التي كشفها التحقيق الذي أجراه جون بيرن؛ مؤسس موقع Raw Story، حول منصّة الـ TikTok، وعلاقتها المحورية بالمشاكل النفسية لدى الأطفال والمراهقين.

إيجابيات منصّة TikTok:

حتى لا نكون مجحفين، لا يمكننا إغفال العديد من الميزات التي تقدمها منصة TikTok لمستخدميها على اختلاف أعمارهم، فهي وسيلة ترفيهية ممتازة تتنوع فيها أشكال الترفيه، بالإضافة إلى استغلالها من قبل العديد من الجهات العلمية والمعرفية لنشر أفكارها من خلالها على شكل مقاطع قصيرة محببة للمستهلكين، وأكثر قبولاً لديهم من المقالات الطويلة الرتيبة، كما توفّر المنصة جواً اجتماعياً يساعد الأطفال الخجولين في الحياة الواقعية على التعرف إلى أقرانهم، لكنّ كل ما سبق لا ينفي بكل تأكيد الآثار السلبية الجمة التي يسببها TikTok خصوصاً للأطفال.

كوارث يحملها TikTok على صعيدي الصحة النفسية والعقلية للأطفال:

تتعدّد المشاكل التي يسببها TikTok لمستخدميه عموماً، وللأطفال منهم خصوصاً، بدءاً من خوارزمية الموقع التي تستمرّ بعرض مقاطع فيديو قريبة من التي يشاهدها المستخدم، ولكنّها قد تنزاح في بعض الأحيان لمحتوى قريب مشتمل على العنف، أو مؤذٍ بشكل خصوصي للأطفال، إذ يمكن للـ TikTok على سبيل المثال أن يعرض لطفل مهتمّ بالصيد أو الحياة العسكرية مقاطع لجرائم قتل حقيقية بشكل مباشر.

يؤثر التيكتوك بشكل كبير أيضاً على النوم، فهو يسبب الأرق نتيجة الإدمان الاجتماعي عليه خصوصاً من قبل الأطفال، إذ يقضي عليه الأطفال عادة في الجلسة الواحدة أكثر مما يقضون على كلّ من منصتي الفيسبوك والإنستاغرام، ما يجعلهم أيضاً عرضة لانتهاك خصوصيتهم من قبل المنصة.

يؤدي أيضا الـ TikTok كحال العديد من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى لتفاقم المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الأطفال، فهو يزيد من القلق والاكتئاب، كما يوصى بشدّة بالابتعاد عنه خصوصاً للأطفال المصابين بالاكتئاب وأمراض اضطرابات الطعام (Eating Disorders)، خصوصاً وأنّ المحتوى الذي يظهر أذية للذات أو أفكاراً انتحارية لم يستغرق سوى أسبوع من فتح حساب على TikTok للوصول إليه، وذلك وفق ما توصّلت إليه تجربة بيرن.

سبب آخر يدفع العلماء للتوصية بعدم استخدام الأطفال ذوي الأمراض النفسية للـ TikTok، هو أنّهم في حال تصريحهم عنها على المنصة بشكل أو بآخر قد يجعلهم ذلك عرضة للتنمّر والإساءة من قبل المستخدمين الآخرين، أو حتى أن يتلقوا تشجيعاً من قبل الآخرين على الإقدام على الانتحار للخلاص من مشاكلهم.

تتوالى الآثار السلبية للـ TikTok على الأطفال من خلال تعريضهم لمحتويات لا تخلو من الإباحية وتعاطي المخدّرات، بالإضافة إلى التحدّيات التي يطلقها مستخدمو المنصة بشكل دائم، والتي قد تدفع بالأطفال للقيام بأفعال تخريبية أو غير قانونية، وأحد الأمثلة على ذلك تحدّي “The Devious Lick” الذي انتشر منذ فترة في الولايات المتحدة عبر المنصة، وتسبب في حدوث العديد من عمليات السرقة والتخريب في المدارس على امتداد البلاد.

يذكر أنّ منصّة TikTok بدأت في الآونة الأخيرة بإجراءات تهدف لمنع وصول المحتوى غير الملائم للأطفال للحد من الآثار السلبية التي قد يسببها استهلاك المنصة لهم، فهل تنجح المنصّة الصينية في ذلك؟

Exit mobile version