يُعد فيلم The Texas Chainsaw Massacre أحد أفضل أفلام الرعب الكلاسيكية التي أبهرت العالم في وقت إصدارها. أطلق عليه البعض أحد أفضل الأعمال الفنية في ذلك الوقت (1974)، والبعض وصفه بأنه فيلم مجنون لا يجب عرضه بسبب كثرة الدم والعنف الذي بدى حقيقي للغاية وقتها.
لكن ماذا إذا قلت لكن أن فيلم Texas Chainsaw Massacre وشخصية Leatherface هي في الأساس مستوحاة من حدث حقيقي وقع في ولاية Wisconsin بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1957. حدث أوصل السلطات بقاتل متسلسل كان يختبئ على مرأى من الجميع. تلك هي قصة القاتل المتسلسل Ed Gein.
اختفاء Bernice Worden عن الأنظار
16 نوفمبر 1957. كان من المفترض أن يكون يومًا عاديًا في مدينة Plainfield, Wisconsin. متجر Worden’s Hardware كان أحد أكثر المتاجر شهرة في المنطقة بسبب السيدة الرائعة التي تعمل به Bernice Worden والتي كانت لا تترك باب متجرها مُغلقًا أبدًا.
صاحب المتجر المقابل لمتجرها بدأ يقلق عليها ولذلك اتصل بإبنها Frank Worden والذي كان يعمل كنائب عمدة هذه المدينة. عند دخوله لمتجر والدته تفاجئ Frank بوجود نقود مُلقاة في الأرض، ولكن الذي زاد قلقه بالفعل هو وجود بقعة كبيرة من الدماء في الأرض، وأثر لهذه الدماء يمتد حتى الباب الخلفي من المتجر.
علم وقتها Frank Worden أن والدته في خطر، وعندما سأل صاحب المتجر المُقابل لمتجر والدته، تأكد من أن Ed Gein كان هو آخر شخص قد دخل هذا المتجر قبل أن يُغلق. لذلك، انطلق Frank إلى منزل Ed Gein، ولكنه لم يكن يتوقع أبدًا المشهد المظلم والمخيف الذي سيراه.
اكتشاف الجثث في منزل Ed Gein
عندما وصل Frank Worden إلى منزل Ed Gein، لم يستطع الدخول من الباب الرئيسي ولكنه وجد غرفة خشبية متصلة بالمنزل يستطيع الدخول منها. ما وجده Frank وزملائه ذلك اليوم، ظل عالقًا في أذهانهم كأفظع مسرح جريمة شاهدوه في حياتهم.
أحد زملاء Frank تفاجئ بجثة Bernice (والدة Frank) معلقة من قدميها في السقف. Bernice توفت بطلقة نارية، ولكن هذا لم يهم Ed Gein حيث بدأ في تقطيع جثتها وكأنها ماشية، وأيضًا كانت رأسها غير متواجدة على جسدها. هذا المشهد المفزع كان فقط البداية لما استمروا في العثور عليه بمنزل Ed.
عندما توجهت الشرطة إلى مطبخ Ed، وجدوا أطباق من الشوربة مصنوعة من جماجم بشرية، ضف على ذلك وجود كم كبيرة من البرطمانات التي تحتوي على أعضاء البشر، مع تجميعات مختلفة من أطراف وأجزاء مُعينة من جسد الأشخاص. وعلى الرغم من أن هذه الأمور مُخيفة، إلا أنها كانت شيء بسيط لما وجدوه بعد ذلك.
اكتشفت الشرطة أن Ed كان يسلخ الجثث التي يحصل عليها ويستخدم جلدوها في تصنيع أشياء مختلفة في المنزل مثل الكراسي والطاولات، بل وأيضًا كان يستخدم هذه الجلود في صنع أقنعة ويُعلقها في أنحاء غرفته. ليس ذلك وحسب، بل استخدم جلود ضحاياه في صناعة ملابس منها حيث وجدت الشرطة بنطلون مصنوع من جلد بشري!
محاكمة Ed Gein وحجزه في مستشفى للأمراض العقلية
تم القبض على Ed Gein في الحال وبعد فترة من التحقيقات، اعترف Ed Gein أنه بالفعل قتل Bernice Warden وإمرأة أخرى تُدعى Mary Hogan، بل وأيضًا عمل على انتشال مجموعة من الجثث من قبورها واستخدمها في كل (أعماله الفنية) التي عثرت عليها الشرطة بمنزله.
في عام 1958 تم التأكيد على أن Ed Gein يُعاني من العديد من الأمراض النفسية، وأنه ليس مؤهلاً حتى يقف في محاكمة أمام القضاء. تم تحويل Ed Gein لإحدى مستشفيات الأمراض العقلية والتي ظل يتعالج فيها حتى عام 1968. في ذلك الوقت، أصبح Ed Gein بالفعل جاهزًا حتى يتم محاكمته على جرائمه التي ارتكبها.
خرج حكم بحبس Ed Gein مدى الحياة في مستشفى للأمراض العقلية والنفسية (Central State Hospital) وظل بها حتى عام 1984 حتى بدأت صحته في التدهور، وتم نقل لمستشفى أخرى. لكن على الرغم من ذلك، فقد توفى Ed Gein في نفس العام بسبب تعقيدات من مرض السرطان.
دعونا الآن نعود للماضي قليلاً. من هو Ed Gein، وكيف أُصيب بتلك الأمراض العقلية، وما أسباب قيامه بكل تلك الجرائم وصناعة أشياء غريبة من جلود البشر؟
حياة Ed Gein المضطربة وهوسه بوالدته
وُلد Ed Gein في عام 1906 وكان له أخ وحيد اسمه Henry. والده George Gein كان سكير ودائمًا ما كان يُرى وزجاجة الخمر بيده. أما بالنسبة لوالدة Ed فكان اسمها Augusta والتي كانت متدينة بشكل أكثر من الطبيعي وكانت هي التي تحكم المنزل بشكل كامل.
كانت Augusta دائمًا ما تحاول تربية Ed و Henry على أسس عقائدية قوية للغاية وكانت تخبرهما دائمًا أن النساء أشرار، وأنهم يوقعون الرجال لاستخدام شهوتهم بطرق غير جيدة.
بالنسبة لـ Ed، فيمكن قوله أن كان يعبد والدته. أما Henry فكان عكس ذلك حيث خرج من المنزل ووقع في حب امرأة وتزوجها. في عام 1940، توفى والدهما George. واضطر Ed و Henry أن يعملا بشكل أكبر في المزرعة حتى يحصلا على قوت يومهم.
في ليلة وأثناء عملهم، احترقت المزرعة وخرج Ed للشرطة لمساعدته في إطفاء الحريق والعثور على أخيه المفقود. بعد إطفاء الحريق سألت الشرطة Ed عن مكان أخيه، ولكن أخبرهم أنه لا يعرف مكانه، لكن على الرغم من ذلك فقد تمكن تقريبًا من توصيلهم إلى مكان أخيه وهو ميت وسط الحقول المحترقة وكان على رأسه من الخلف كدمة قوية، وكأن أحدهم قد قتله!
الطب الشرعي أكد أن سبب وفاة Henry Gein هو الاختناق بسبب الحريق. وبذلك أصبح George يعيش مع والدته فقط في منزلهما. بعد وفاة Henry، تعرضت Augusta لسكتة دماغية وأصبحت الآن مشلولة بالكامل، ولكن Ed أصبح يعتني بها بشكل كامل، وكرس حياته لخدمتها.
كان يخرج Ed للعمل في العديد من الوظائف المختلفة مثل العمل في مستشفى، أو حتى العمل كجليس أطفال ومساعدة الآخرين ليحصل على الأموال لمعالجة والدته. أهل المدينة كان يحبونه خاصةً وأنه كان يهتم بشكل كبير بالأطفال ويساعدهم دائمًا. في عام 1946، توفت والدة Ed Gein، ومن هنا بدأت حالته النفسية في التدهور بشكل كبير!
عندما فُتح التحقيق مع Ed بعد العثور على جثة Bernice Worden والآخرين في منزله، أكد أنه كان يسمع أصواتًا تناديه داخل عقله، وأنه كان لا يستطيع التفريق بين ما هو حقيقي، وما هو خيالي.
يعتقد الكثير أن افتقاد Ed Gein لوالدته هو ما دفعه لنبش القبور وانتشال الجثث حتى يجد أشخاص آخرين معه في المنزل بدلاً من الوحدة التي يعيش فيها. هذا الاعتقاد بالطبع منطقي خاصةً وأن الشرطة وجدت منزل Ed Gein مُبعثر بالكامل ما عدا غرفة والدته حيث حافظ عليها بشكل كامل كما هي على مدار 11 عامًا لأن تلك الغرفة هي الشيء الوحيد الذي تبقى من والدته.
توفى Ed Gein في مستشفى للأمراض العقلية عام 1984، ودُفن بجوار والدته التي كان يُقدسها بشكل غير طبيعي.
توفى Ed Gein، ولكن إرثه ظل حيًا!
قصة Ed Gein وهوسه بالقتل وصناعة الأقنعة من جلود ضحاياه كانت السبب الرئيسي وراء صناعة فيلم The Texas Chainsaw Massacre حيث استوحى المخرج الرائع Tobe Hooper فكرة الفيلم والقاتل الشهير (Leatherface) من قصة Ed Gein، وبسبب هذا القاتل المتسلسل الأكثر وحشية ورعبًا، ظهر لنا نوع جديد من أفلام الرعب.
ليس فيلم The Texas Chainsaw Massacre وحده هو الذي خرج لنا بسبب قصة Ed Gein، بل حصلنا على رواية Psycho والتي ركزت على رواية قصة شبيهة بتعلق أحد الأشخاص بوالدته بهذا الشكل المريض مثلما كان الحال مع Ed. تلك الرواية تحولت بعد ذلك لفيلم بنفس العنوان.
أيضًا شخصية Buffalo Bill من الفيلم الأكثر روعة The Silence of the Lambs كانت مستوحاة بشكل أساسي من قصة Ed Gein وقيامه بصنع ملابس من جلود ضحاياه!
في النهاية، قصة Ed Gein هي واحدة من أكثر قصص القتلة المتسلسلين غرابة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. لُقب Ed بعد انتشار قصته بـ The Butcher of Plainfield، وهذا لقب ظل عالقًا مع سكان مدينة Plainfield، ويستمر في قشعرة أبدانهم حتى يومنا هذا
أقرأ أيضًا: