اكتشاف حطام سفينة Gloucester الأسطورية بعد ثلاث قرون على اختفاءها

في سر تم إخفائه لمدة 15 عامًا، أعلن باحثون أنه تم اكتشاف حطام سفينة حربية ملكية غرقت عام 1682 في قاع البحر، كانت تقل دوك يورك جيمس ستيوارت الذي أصبح فيما بعد ملك إنجلترا. تعود أحداث الواقعة قبل ثلاثة قرون كاملة عندما جنحت سفينة HMS Gloucester في أعقاب نزاع بين جيمس ستيوارت، دوق يورك آنذاك، وقائد السفينة جيمس أيريس.

حيث كانوا يتجادلون حول الإبحار في ضفاف نورفولك الرملية من عدمه وتشتت تركيز قائد السفينة مما أدى إلى غرقها على بعد 28 ميلاً قبالة غريت يارموث في الساعة 5.30 صباحًا يوم 6 مايو، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 250 من أفراد الطاقم والركاب.

تم العثور على الحطام من قبل فريق يتكون من الأخوين جوليان، ولينكولن بارنويل، واللذان يبلغان من العمر 55 عامًا، وذلك بعد أربع سنوات من البحث على مدى 5000 ميل بحري.

سفينة ماري روز

وقد وصف المؤرخون العثور على حطام سفينة HMS Gloucester بأنها أهم اكتشاف بحري منذ ماري روز، السفينة الحربية من أسطول تيودور التابع للملك هنري الثامن.

ومن بين ما تم العثور عليه داخل السفينة هناك مصنوعات يدوية، ملابس وأغراض شخصية، وزجاجات نبيذ عتيقة غير مفتوحة والتي يحتوي إحداها على ختم بشعار عائلة Legge، أجداد أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية جورج واشنطن.

أفاد الغواصون الذين نجحوا في العثور على السفينة ان عملية البحث لم تكن سهلة ولا هيّنة حيث استمرت أربع مواسم غوص كاملة، وأن أول المؤشرات الإيجابية كان عثورهم على مدفع كبير على الرمال البيضاء ومن هنا أدركوا أنهم وجدوا فعلًا سفينة HMS Gloucester المفقودة منذ 350 عام.

كواليس اختفاء سفينة HMS Gloucester لثلاثة قرون

سفينة HMS Gloucester

في عام 1682 تم اختيار الفرقاطة البحرية الملكية المكونة من 50 بندقية لنقل جيمس ستيوارت إلى إدنبرة لجمع زوجته الحامل وباقي أفراد الأسرة، لكنها جنحت. بدلاً من أن يأمر الرجال بترك السفينة، طالب وريث العرش بنزح المياه خارج السفينة.

بحلول الوقت الذي أدرك فيه أن الأوان قد فات من أجل إنقاذ السفينة، صعد على متن قارب نجاة، وترك رجاله وجنوده الذين كانوا يُصارعون من أجل إنقاذ أنفسهم والبقاء على قيد الحياة.

وثّق المسئول البحري Samuel Pepys الذي شهد جميع الأحداث من سفينة أخرى في الأسطول، جميع ما حدث في تلك الليلة، ووصف التجربة المروعة للناجين، حيث التقط بعضهم “نصف ميت” من الماء.

كان هذا مُقدرًا للحدوث للأسف نظرًا لأن البروتوكول يعني أن الطاقم لا يستطيع ترك السفينة قبل الملوك. لم يقبل جيمس ستيوارت أي مسؤولية عن ذلك الحادث، وبدلاً من ذلك ألقى باللوم على القبطان، السيد أيريس، الذي سُجن.

وتولى جيمس مقاليد حكم البلاد حيث تم تنصيبه ملكًا وأصبح جيمس الثاني ملك إنجلترا وأيرلندا وجيمس السابع ملك اسكتلندا من عام 1685 حتى عام 1688، عندما أطيح به من قِبل الثورة المجيدة.

تم العثور على الموقع في عام 2007 ولكن الآن فقط تم الإعلان عن اكتشافه، حيث تم اعتباره كاكتشاف أثري وسيتم عرضه في متحف قلعة نورويتش ومعرض الفنون أمام العامة لكي يُلقوا نظرة على سفينة HMS Gloucester التي حيّرت المستكشفين والعلماء لمدة 300 عام.

مقالات ذات صلة:

Exit mobile version