لماذا لم تنجح DC على غرار Marvel في بناء عالمها السينمائي؟

مضى على إعلان DC عن بداية عالمها السينمائي بفيلم Man of Steel قرابة العشر أعوام، ولكنّنا لم نرَ حتى الآن أي ملمح متماسك لهذا العالم، على النقيض من منافس DC المباشر؛ مارفل، والتي استطاعت خلال 14 عاماً فقط إنشاء عالم أبطال خارقين متكامل الأركان مكوّن من قرابة 30 فيلماً سينمائياً و18 مسلسلاً، وذلك رغم تفوّق DC والشركة المالكة لها Warner Bros التاريخي من الناحية السينمائية، بأفلام أيقونية كـ Superman (1978)، فما هي الأسباب التي أودت إلى فشل DC في مهمّة إنشاء عالمها الخاص الشبيه بعالم مارفل رغم أفضليّتها –من الناحية النظرية- سابقاً؟

عقليّة الشركة التي تحكم DC:

قبل بداية مشروع عالم مارفل السينمائي، كانت شركة مارفل شركة مستقلة صغيرة لا تقوم بإنتاج أفلامها الخاصة، بل تبيع حقوق الشخصيات لاستوديوهات الإنتاج الكبيرة كـ Sony وغيرها، الأمر الذي جعل من الاستحالة أن تتداخل عوالم الشخصيات فيما بينها نتيجة توزع حقوقها بين شركات مختلفة، ما دفع شركة مارفل لأخذ الرهان والإعلان عن نيّتها إنتاج أفلامها بشكل ذاتي حتى يتمّ تقديمها بأفضل شكل يناسب رؤية الشركة، ويوافق ما هو عليه في الرسوم المصورة الأصلية.

قامت شركة ديزني لاحقاً عام 2009 بالاستحواذ على شركة مارفل بعد النجاح الساحق الذي حققه فيلم البداية لعالم مارفل السينمائي؛ Iron Man حيث قررت الشركة العملاقة الاستمرار في الرهان الذي بدأه إداريو شركة مارفل، وهو ما أثبت نجاحه الهائل بعد 13 سنة من القرار.

على الجانب الآخر، فقد كانت شركة DC ملكاً لشركة Warner Bros منذ عام 1968، وبالتالي فقد كان من الصعب اتّخاذ قرار بهذا الجرأة بالنسبة لشركة مقيّدة بكونها مسنّناً صغيراً في منظومة عمل شركة Warner العملاقة.

تاريخ DC حافل بالاضطراب وغياب الثبات:


كانت سلسلة X-Men أولى النجاحات الواضحة لشخصيات مارفل في عالم السينما، وتبعتها لاحقاً سلسلة Spiderman التي تمّ إنتاجها من قبل Sony، حيث كانت نجاحات هذه الأفلام وأرباحها تتالى بشكل مضطرد، أمّا بالنظر في تاريخ شخصيات DC سنجد الكثير من التذبذب في المستوى، كسلسلة Superman الشهيرة التي بدأت عام 1978، والتي انطلقت انطلاقة مذهل بالفيلم الأول، تبعه فيلم ثانٍ بمستوى قريب، قبل أن ينحدر الجزء الثالث جزئياً، ويأتي الجزء الرابع ككارثة تنهي السلسلة بأسوأ شكل ممكن. تكرّر هذا السيناريو بحرفيّته في سلسلة أفلام باتمان التي بدأت عام 1989، بجزأين أولين ممتازين، لحقهما جزأ ثالث ضعيف، ورابع كارثي على كل المقاييس.

هذا الاضطراب في المستوى بشكل مستمرّ جعل شركة Warner Bros تغضّ الطرف بشكل كبير في العديد من الأحيان عن المشاريع الكبيرة فيما يخصّ أبطال DC الخارقين، ومنهم فكرة عالم DC السينمائي.

حاجة DC لقيادة مستقرّة:

تولّى كيفين فيج مهمّة إدارة المشاريع الفنّية في شركة مارفل بما فيها عالم مارفل قبل بدايته وحتى الآن، بل إنّ الشراكة بينهما تعود حتى عام 1998، حيث أضحى كيفين شخصية مشهورة لدى قاعدة المعجبين الخاصة بمارفل رغم عدم ظهوره في أيّ من أفلامها.

بالعودة إلى شركة DC، ترى أنّها قامت بتعيين جيوف جونز كمدير للمشاريع الإبداعية عام 2010، لتقيله لاحقاً عام 2016 نتيجة الفشل النسبي الذي تعرّض له فيلم Batman vs superman، و تستبدله بجون بيرغ الذي لم يصمد كثيراً هو الآخر، حيث تمّ استبداله عام 2018 بوالتر هامادا، والذي ما يزال يشغل المنصب حتى اليوم.

يعتبر كثير من المحلّلين غياب النظرة القيادية الموحدة لدى DC عاملاً هاماً في التخبّط الذي يعاني منه عالمهم السينمائي.

أثر زاك سنايدر على عالم DC:

يعدّ موضوع المخرج زاك سنايدر من أكثر المواضيع خلافية ما بين معجبي DC، حيث يعتبره البعض مخرجاً ممتازاً مثالياً لعالم DC، بينما يصنّفه آخرون كأكبر سبب للكوارث التي حلّت بالمشروع، إذ قدّم نظرة جديدة سوداوية لقصّة سوبرمان في فيلمه Man of Steel، والذي لقي نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، ليتمّ توكيل مهمّة إخراج الفيلمين التاليين المحوريين في السلسلة Batman vs Superman و Justice League إليه، قبل أن يفشل الأول بالنسبة لتوقّعات الشركة، ويتمّ تسريحه من العمل على الثاني بسبب ذلك.

Exit mobile version