نظريات غريبة حول أسباب حوادث الاختفاء في مثلث برمودا

أربعة عشر رجلاً في خمس قاذفات طوربيد. واحد وثلاثون راكبًا على متن رحلة تجارية. سفينة تابعة للبحرية الأمريكية تقل 306 رجلاً. كل هؤلاء للأسف هم ضحايا لما يُسمى “مثلث برمودا”، وهي منطقة من جنوب المحيط الأطلسي تحدها ميامي، فلوريدا؛ سان خوان، بورتوريكو؛ وجزيرة برمودا.

جاء أول ذكر لمثلث برمودا – يُسمى أحيانًا مثلث الشيطان – في عام 1964، عندما قام كاتب يُدعى Vincent Gaddis بفهرسة العديد من الكوارث التي حدثت هناك منذ أواخر القرن التاسع عشر في مجلة تسمى Argosy. بعد عشر سنوات، أصدر Charles Berlitz، المُهتم بالخوارق، كتابًا ذائع الصيت حول هذا الموضوع، يُدعى The Bermuda Triangle، والذي بيع منه أكثر من 14 مليون نسخة.

منذ ذلك الحين، اتخذ مثلث برمودا مكانة دائمة في خيالنا الجماعي، وأصبح مصطلحًا مرادفًا لحالات الاختفاء والحوادث الغامضة. اليوم، هناك نظريات مؤامرة حول مثلث برمودا أكثر من السفن الموجودة في البحر؛ فيما يلي سبعة من أكثرها شيوعًا.

المخلوقات الفضائية تقف وراء مثلث برمودا

لا مفاجآت هنا: وقتما تحدث الأحداث الغريبة، عادة ما تكون بسبب وجود أجسام غريبة. في هذه الحالة، تقول النظرية أن الفضائيين يستخدمون مثلث برمودا كبوابة لكوكبنا. حيث يأتون من أجل جمع الأشخاص والتكنولوجيا التي يحتاجون إليها لإجراء أبحاثهم على جنسنا البشري. تشرح هذه النظرية سبب فشل العثور على العديد من السفن والطائرات التي تهبط في مثلث برمودا.

الثقوب الدودية

هل يمكن أن يكون مثلث برمودا بوابة إلى مكان وزمان آخر؟ هناك طيار أمريكي يُدعى Bruce Gernon يقول ما يدعم ذلك بناء على رحلته الجوية التي مرت من خلال مثلث برمودا. يقول غيرنون: “لم أكن أؤمن بالسفر عبر الزمن أو الانتقال الآني حتى حدث لي”.

يدّعي الطيار أن الضباب أحاط بطائرته فجأة ومن ثمّ قفزت للأمام مسافة 100 ميل. لا تصدق ذلك؟ لا ألومك على الإطلاق. الجدير بالذكر أن Gernon قام بتوثيق كل ما حدث وذكر كل تفاصيل تلك الرحلة، ونشر كتابًا عن تجربته في عام 2017 يُدعى Beyond the Bermuda Triangle.

فقاعات غاز الميثان

في عام 2016، أعلنت مجموعة من الباحثين من جامعة القطب الشمالي في النرويج أنهم اكتشفوا حُفرًا ضخمة بطول نصف ميل في قاع بحر بارنتس قبالة سواحل النرويج. وافترضوا أن الحُفر كانت ناجمة عن انفجارات مفاجئة في رواسب الميثان العميقة المُترسبة تحت الماء.

غذّت الفكرة الكثير من عقول أصحاب نظرية المؤامرة، وآمن الكثير بأن تلك الظاهرة قد تكون مسؤولة عن حطام السفن في مثلث برمودا. ومع ذلك، بعد بضعة أشهر فقط، دحض الباحثون أنفسهم تلك النظرية، وأفادوا في بيان تم إصداره عن مركز هيدرات غاز القطب الشمالي والبيئة والمناخ، وهو تحالف من العلماء الذين يبحثون في الجيولوجيا البحرية في القطب الشمالي بأن ذلك الأمر لا يمت بأي صلة على الإطلاق لـ مثلث برمودا.

القوى المغناطيسية

مثلث برمودا هو مكان من ضمن اثنين على الأرض فقط حيث تشير البوصلة إلى الشمال الحقيقي بدلاً من الشمال المغناطيسي. في حين أن الشمال الحقيقي هو النقطة الثابتة حيث تلتقي خطوط الطول على الخريطة، فإن الشمال المغناطيسي يتغير باستمرار؛ إنها النقطة الموجودة على سطح الأرض حيث يشير مجالها المغناطيسي إلى الأسفل مباشرةً. يُطلق على الفرق بين الاثنين اسم “الانحراف”، ويعرف جميع طياري السفن والطائرات المدربين حساب ذلك عند رسم مسارهم الجوي.

لذا، فإن نظرية المؤامرة التي تُفيد بأن أعطال البوصلة وراء التاريخ المروع للمثلث يمكن دحضها بسهولة. بادئ ذي بدء، تفترض تلك النظرية أن العديد من الطيارين المتمرسين لم يكونوا على دراية بالانحراف المغناطيسي وهو ما ساهم في انحرافهم عن مسارهم واختفائهم عن الأنظار. للأسف تلك النظرية ليست صحيحة على الإطلاق وهو ما يتجلى بوضوح في مرور العديد والعديد من السفن والطائرات عبر المنطقة دون وقوع أي حوادث.

ظاهرة العمود المائي

أعمدة دوارة تتكون من الهواء الرطب المضغوط تتشكل فوق الماء الدافئ، هذه هي ظاهرة العواميد أو الشواهق المائية التي أرجع البعض أنها قد تكون السبب الرئيسي في حدوث الكثير من الحوادث في مثلث برمودا.

دعم المؤمنون بتلك النظرية اعتقادهم بأن تلك الشواهق المائية تتميز بسرعة عتيدة تبلغ 125 ميل في الساعة، ويُصادف أن تلك الظاهرة المناخية القاسية تحدث بصورة أكبر على قبالة سواحل فلوريدًا، وبالتالي بنوا نظريتهم حول حدوث العديد من الكوارث داخل ذلك المثلث المرعب على ظاهرة الشواهق المائية.

على الرغم من عدم البتّ في صحة هذه النظرية من عدمها، إلا أنها قد تكون فعلًا هي الأقرب إلى الحقيقة، حيث أفاد كل من خفر السواحل الأمريكية والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن أي حوادث تحدث في تلك المنطقة الجغرافية، من المحتمل أن تكون ناجمة عن تردي الظروف الجوية بالإضافة إلى الملاحين والطيارين عديمي الخبرة. في الوقت نفسه، أكدت كلتا الوكالتين أنه لا يوجد ما يُثير الغموض حول مثلث برمودا على الإطلاق.

جزيرة أطلانتس الضائعة

روّج العديد من أصحاب نظريات المؤامرة في بداية القرن العشرين أن مدينة أطلانتس الضائعة كانت مسئولة بطريقة أو بأخرى عن تحطم الطائرات والسفن في مثلث برمودا. استند الكثير من ذلك الحين على تلك الفرضية مُرجعين ذلك بأن – الشبكات البلورية التي تُعد من أسباب الاختفاء الغامض لتلك المدينة الأسطورية – لا تزال موجودة في قاع المحيط الأطلسي، وبالتالي ربما تكون قد تسببت في حدوث أعطال ميكانيكية في جميع السفن والطائرات التي ارتكبت حوادث.

ما يدحض هذه النظرية بقوة هو أن مدينة أطلانتس الضائعة التي تُعد من أكثر الألغاز غموضًا ليست موجودة من الأساس وجميع الاكتشافات المتعلقة بها هي مجرد تكهنات لا أكثر ولا يوجد ما يُثبت صحة وجود هذه المدينة على الإطلاق.

موجات المارقة

تُعرّف الموجة المارقة على أنها موجة تسونامي مائية شديدة التضخم لا يمكن التنبؤ بمدى خطورتها، وعادة ما تُمثّل ضعف حجم الأمواج المحيطة بها. قبل بضع سنوات، ادعى العلماء في جامعة ساوثهامبتون في إنجلترا أن مياه مثلث برمودا تُعد بيئة خصبة بشكل خاص للموجات المارقة بسبب تحرك العواصف من جميع الجوانب، وافترضوا كذلك أن بعض الأمواج يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 100 قدم. على الرغم من أن عمل العلماء على تلك الفرضية العملية حصل على قدرًا كبيرًا من الاهتمام والتقدير، لم يتم إثبات وجود رابط بين تلك الظاهرة الجغرافية وأي حدث تحطم أو اختفاء داخل مثلث برمودا.

ختامًا

سيظل الغموض مُكتنفًا حول مثلث برمودا وستستمر النظريات والفرضيات العلمية في الطفو على سطح مياه مثلث الشيطان في محاولة لتفسير حوادث اختفاء الركاب والطائرات والسفن. بينما لم يتم تفسير حتى الآن سبب هذه الحوادث ألا أن هذه النظريات لا تقترب معظمها من الحقيقة بالتأكيد، ربما يكون السبب بسيطًا للغاية مثل سوء الأحوال الجوية وربما هناك فعلًا عامل خفي وراء تلك الأحداث الغامضة لم يتوصل إليه أحد حتى الآن!

Exit mobile version