نظرة في تاريخ أفلام الرعب، كيف بدأت وأين وصلت في الوقت الحالي

عُرِض أول فيلم يمكن تصنيفه كفيلم رعب قبل أكثر من 125 عاماً، خلال هذه الرحلة الطويلة التي مرت عبرها الصناعة، تغيّرت العديد من المفاهيم المتعلّقة بـ أفلام الرعب، لكنّ الثابت الوحيد كان الهدف من أفلام الرعب، وهو إثارة أسوأ مخاوف النفس البشرية، وضخ الأدرينالين في عروق المشاهدين، وذلك من خلال  وسائل مختلفة، من الأساطير القديمة كالأشباح والشياطين والجنّ، أو من خلال مشاهد القتل والتعذيب والدماء، ووصولاً إلى الرعب النفسي الذي يعدّ المفهوم الأحدث في عالم الرعب. في مقالنا اليوم سنلقي نظرة على المراحل التاريخية التي تطوّرت خلالها صناعة أفلام الرعب، والمؤثرين العظام في هذه الصناعة خلال تاريخها.

بداية أفلام الرعب:

صنع المخرج الفرنسي جورج ميلييس -والذي يعدّ من مؤسسي صناعة السينما ومحور أحداث فيلم Hugo- أول فيلم سينمائي يمكن تصنيفه كفيلم رعب، وذلك قبل صناعة فيلمه الرائد A Trip to the Moon (1902) بحوالي ستة أعوام، وهو فيلم La Manoir Du Diable (The Haunted Castle) والذي عرض أنماطاً جديدة وإبداعية من المؤثرات فيه، كاستخدامه لوطاويط طائرة مزيّفة، وأشباح ذات مظهر مقنع، الأمر الذي جعله فيلماً مرعباً بشدّة للناس في ذلك الزمن. كانت مدّة الفيلم لا تتجاوز 3 دقائق، وتمحورت قصّته البسيطة حول وطواط يتحول إلى شيطان، الأمر الذي قد لا يجد الناس فيه اليوم أي رعب، لكنّه كان حابسا للأنفاس بالنسبة للذين عاشوا في القرن التاسع عشر.

الحقبة الذهبية لـ أفلام الرعب:

فتح ميلييس الباب أمام المبدعين في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي ليطلقوا العنان لمخيلتهم في تصنيف أفلام الرعب الواسع، لتبدأ حقبة جديدة انتشرت فيها أفلام الرعب بشدّة مع بداية سطوع نجم أفلام هوليوود على حساب الأفلام الأوروبية، ولعلّ أهمّ أفلام هذه الفترة The Cabinet of Dr. caligari (1920)، Frankenstien (1931)، The Mummy (1932).

في هذه المرحلة من صناعة السينما، تمّ إنشاء تصنيف “أفلام الرعب” لأول مرّة، حيث لم تكن قبلها تحمل اسماً أو تصنيفاً معيناً، وذلك وفقاً لصحيفة النيويورك تايمز الأميركية

هيتشكوك وحقبة الخمسينيات والستينيات:

اعتبر دخول المخرج الأمريكي الأسطوري عالم صناعة أفلام الرعب بمثابة بداية حقبة جديدة فيها، حيث تخلّى بشكل كبير عن الخطوط العامّة التي لجأت لها أفلام الرعب في العشرينيات والثلاثينيات، واستخدم عوضاً عنها عامل الرعب النفسي، والذي كان مفهوماً جديداً على عالم السينما وقتها؛ والذي كان يعتمد بشكل كبير على الإبهار البصري، وخصوصاً في الأفلام التي كانت تصنف كـ أفلام رعب.

حفر هيتشكوك بصمته بشكل واضح في هذه المرحلة من خلال عدد من الأفلام المحورية، كفيلم Dial M for Murder (1954)، Rear window (1954)، Psycho (1960)، وThe Birds (1963).

السبعينيات والثمانينيات وهوس السحر:

مع قدوم سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ضرب الناس في أمريكا تحديداً هوس بالسحر والظواهر الماورائية، كالمسّ الشيطاني للمنازل أو الأطفال، وبإمكاننا رؤية ذلك جليّاً في الأفلام التي علّمت تلك المرحلة، وأصبحت كلاسيكات خالدة إلى يومنا هذا، منها The Exorcist (1973)، وThe Omen (1976).

لتتبعها في السنوات اللاحقة عدد من أفلام الرعب التي حققت نجاحاً جيّداً من أهمّها Scream (1996)، سلسلة Halloween، وتحفة ستانلي كوبريك المذهلة The Shining (1980).

أفلام الرعب في السنوات الأخيرة:

رغم التطور الكبير الذي شهده عالم السينما في السنوات الأخيرة، وخصوصاً في مجالات التصوير والـ CGI، والواقعية المذهلة التي أصبحت التأثيرات قادرة على خلقها، إلّا أنّ كثيراً من النقاد يجادلون على أنّ عصرنا الحالي يشهد فتوراً واضحاً في عالم أفلام الرعب، حيث أصبحت الأفلام الاستهلاكية المكررة هي الطابع العامّ للصناعة، مع ظهور فيلم جيّد بين الفينة والأخرى.

Exit mobile version