السفر إلى الخارج: ما هي أفضل الدول للهجرة؟

يُشار إلى مستوى الثروة والراحة والضروريات والأشياء المادية التي يمكن الوصول إليها في موقع جغرافي معين بمستوى المعيشة الذي يُشكل عاملًا حاسمًا في قرار الهجرة والسفر إلى الخارج لأي شخص. إنه مقياس للازدهار المادي لبلد أو منطقة. ترتبط جودة الحياة ارتباطًا وثيقًا بمستوى المعيشة، وتشمل مقاييس الازدهار الخاصة بأي مجتمع أو دولة مستوى المعيشة، بالإضافة إلى الصحة البدنية والعقلية / العافية.

نظرًا لأن مستوى المعيشة ونوعية الحياة عبارة عن مصطلحات غامضة بعض الشيء، فإن المؤشرات التي تسعى إلى تقييم نوعية الحياة على أساسها تنطوي أيضًا على تقييم مستوى المعيشة. معايير مثل القوة الشرائية (بما في ذلك القدرة على تحمل الإيجار)، والسلامة، والرعاية الصحية، وتكلفة المعيشة، ووقت التنقل المروري، والتلوث، والمناخ، جميعها تُعد مؤشرات يُمكن أن نستنبط منها كيف يكون مستوى المعيشة في بلد ما.

إذا كنت قد استقريت على ترك بلدك وبدء حياة جديدة في دولة أخرى، فقائمتنا اليوم لأفضل الدول للهجرة ستُجيب على كل تساؤلاتك.

أفضل دول العالم للهجرة من حيث مستوى المعيشة

سواء كنت تطمح للانتقال إلى أحد تلك الدول أو يتملكك الفضول فقط لمعرفة الترتيب، في هذه المقالة سنسرد قائمة مُفصلة تضم أفضل بلاد العالم المناسبة للهجرة والتي تتميز بمستوى معيشي مميز وحياة هانئة لمُجتمعاتها والتي ستُغريك بالتأكيد من أجل التفكير بصورة جدية في الانتقال إلى أحدها.

كندا

كندا هي واحدة من أكثر الدول أمانًا على مستوى العالم. في حين أن مستوى المعيشة في أي بلد يختلف اختلافًا كبيرًا من فرد لآخر، فإن نظرة على العديد من المؤشرات الاجتماعية تكشف عن العديد من الأشياء التي يمكن للكنديين أن يكونوا ممتنين لها. الكنديون هم عادةً أشخاص أصحاء ولا يعانون من أي أمراض خطرة أو معدية بأعداد كبيرة.

كندا مجتمع صناعي يرتكز بشكل كبير على التقنية الحديثة. في حين أن الصناعة هي المحرك الاقتصادي الأكثر أهمية في كندا، فإن الدولة تُصدر أيضًا الكثير من الطاقة والغذاء والمعادن. كندا هي ثالث أكبر منتج للنفط في العالم. كما أن لديها ثالث أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة. بسبب قوة الاقتصاد الكندي، يتمتع الكنديون بمستوى معيشي مميز جدًا.

من حيث معظم معايير الجودة البيئية، تحتل كندا المرتبة الأولى بين الدول. ينص الدستور الكندي على أن الرجال والنساء متساوون قانونًا، وتحميهم تشريعات حقوق الإنسان الإقليمية والفيدرالية من التمييز بين الجنسين من قبل الحكومة وشركات القطاع الخاص. الزواج والطلاق والخدمة العسكرية هي مواضيع حيادية من الناحية الرسمية بين الجنسين بموجب القانون الفيدرالي ولا يتم تمييز أي طرف عن الآخر.

الدنمارك

تأسست مملكة الدنمارك في القرن العاشر وتضم جزر فارو وجرينلاند، وهما جزيرتان في شمال المحيط الأطلسي. إنها جزء من الدول الاسكندنافية، وهي منطقة ثقافية في شمال أوروبا، والتي تضم أيضًا السويد والنرويج.

تتمتع الدنمارك بنظام رعاية صحية وطني يوفر علاجًا طبيًا مجانيًا لجميع سكانها بفضل الضرائب التصاعدية. التعليم العالي المجاني متاح أيضًا. أكبر صناعاتها تتمثل في تصنيع الأغذية والسياحة وصناعة الحديد والصلب والمعدات.

لا عجب في أن المواطن الدنماركي يتمتع بـ مستوى المعيشة في أوروبا بأكملها بفضل الحكومة الدنماركية التقدمية للغاية والنظام الاجتماعي والاقتصادي الرائع. قد يكون هذا هو السبب في ارتفاع معدلات الدولة باستمرار في استطلاعات السعادة والرضا في جميع أنحاء العالم، حيث أشار الدنماركيون إلى التوازن الرائع بين العمل والحياة كعامل حاسم.

هولندا

هولندا، الواقعة في ضواحي أوروبا الغربية، عبارة عن سهل ساحلي تنتشر فيه طواحين الهواء، وهي علامة على تمحور البلاد حول المياه. تتمتع هولندا باقتصاد قوي وهي تحتل المرتبة 18 في أفضل دول العالم اقتصاديًا، وهو أمر رائع بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه 17 مليون نسمة فقط.

منذ اكتشاف خيراتها الطبيعية في عام 1959، وفرت هولندا أكثر من 25٪ من إمدادات الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي، وكانت الصناعة هي المجال الاقتصادي الأقوى في البلاد. يشتهر اقتصادها بارتفاع راتب الفرد الإجمالي ليصل إلى (48.860 دولارًا) سنويًا، ومعدل بطالة قليل للغاية، وعلاقات خارجية ممتازة مع جميع الدول.

أكثر من 85% من الشعب الهولندي أكد أنه سعيد في حياته. بفضل مؤسسات التعليم والرعاية الصحية المتميزة، فضلاً عن المستويات العالية من التماسك الاجتماعي والانفتاح، تتمتع هولندا بمستوى عالٍ من المعيشة وهي بلد ممتع حتى للأجانب.

السويد

لا عجب في أن السويد تحتل مرتبة متقدمة فيما يخص أفضل الدول فيما يخص مستوى المعيشة. تبرز الدولة الاسكندنافية فيما يخص جودة الحياة وتحديدًا النظام الصحي والتعليم العام المتطور والأمن والاقتصاد. كل ذلك يتوافق بشكل جيد مع السياسة المستقرة والعلاقة المثالية مع أغلب الدول المُجاورة.

علاوة على ذلك، تلتزم السويد بالاستدامة وحقوق الإنسان وتخصيص راتب عادل للفرد والتعليم الجامعي. إنها دولة جميلة ذات مناظر طبيعية خلابة ومدن مذهلة وشعب متعلم ومُتحضر للغاية ومن المؤكد أن المواطن السويدي يعيش فترات سعيدة للغاية على جميع الأصعدة.

أستراليا

أستراليا بلد غني يتمتع باقتصاد قوي ودخل مرتفع للفرد. يعمل قطاع الخدمات وصادرات السلع على تعزيز اقتصاد الدولة. يتمتع كل من الذكور والإناث بمتوسط عمر طويل نسبيًا في الدولة. تحتل أكبر مدنها مرتبة عالية باستمرار في تقييمات مستوى المعيشة الأفضل حول العالم.

مع نمط حياة مريح وجودة كل عناصر الحياة، من السهل معرفة سبب ارتفاع معدلات أستراليا باستمرار فيما يخص مؤشرات جودة الحياة. في حين أن تكلفة المعيشة باهظة الثمن نوعًا ما، إلا أنه يصبح من الأسهل كثيرًا التعامل مع ذلك الأمر عندما تعتبره نوعًا من ضريبة مستحقة مقابل العيش في أحد أفضل دول العالم من حيث رخاء الفرد؛ كما أن متوسط الدخل المرتفع في أستراليا يساعد على تبديد هذه المخاوف.

آيسلندا

البراكين، الينابيع الساخنة، والحمم البركانية هي ما تُميّز أيسلندا، الدولة الباردة التي تقع على حافة المحيط الأطلسي. على عكس المدن الأوروبية الأخرى، فإن عاصمة آيسلندا، ريكيافيك، هي مدينة جميلة بها مناطق حضرية نابضة بالحياة وتعيش حياة هادئة. منذ الأزمة المالية التي عصفت بها في 2008، تحسن الوضع الاقتصادي لأيسلندا بشكل كبير.

تبلي آيسلندا أداءً حسنًا في العديد من مقاييس السعادة والحياة. كما تتمتع بمستوى معيشي مرتفع، وهي آمنة للغاية، ولديها نظام تعليمي عالي الجودة، وبنية تحتية معاصرة، وإدارة سياسية مستقرة. علاوة على ذلك، يتمتع 100٪ من السكان الآن بإمكانية أفضل للحصول على مياه الشرب النظيفة، في حين أن 1.2٪ فقط من السكان يفتقرون إلى مرافق الصرف الصحي المحسنة.

النمسا

النمسا دولة ديمقراطية برلمانية غنية ثقافيًا، وهي موطن للعديد من المنظمات الدولية الهامة. تشكلت الدولة النمساوية الحالية، الواقعة في قلب أوروبا الوسطى، من رحم المعاناة من خلال الحربين العالميتين في القرن العشرين.

مع ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، تفتخر النمسا بواحد من أفضل مستويات المعيشة في العالم. يرتبط اقتصادها ارتباطًا وثيقًا بألمانيا، أهم شريك تجاري لها. الخدمات والصناعة والزراعة هي القطاعات الاقتصادية الثلاثة الرئيسية في البلاد. أصبحت النمسا وجهة سياحية مشهورة بفضل سلسلة جبال الألب الشهيرة.

ألمانيا

من المؤكد أن الحكومة القوية والبيروقراطية الفعالة تساهم في الترتيب العالي لألمانيا في قائمة أفضل الدول من حيث مستوى المعيشة، ولكن الأمن الاقتصادي المُستمد من كونها الدولة الأكبر في أوروبا اقتصاديًا قد يكون العنصر الأكثر أهمية.

تعكس القوة العاملة الثرية في ألمانيا الاقتصاد القوي للبلاد والذي يتمثل في صناعة السيارات والعديد من المجالات الصناعية الأخرى، والتي تستفيد كذلك من تكلفة المعيشة الرخيصة في كل النواحي والمجالات. علاوة على ذلك، ألمانيا غنية بالثقافة والتاريخ، والتي، إلى جانب المأكولات اللذيذة ذات المستوى العالمي، توفر الكثير من الأسباب التي تجعل سكانها يعيشون سعداء.

ليس من المفاجئ أن المواطن الألماني يعيش بسعادة داخل حدود دولته ويمتلك في حسابه مئات الآلاف من اليوروهات، ولديه سيارة أحدث طراز BMW أو مرسيديس.

نيوزيلندا

في العقود التي أعقبت استقلالها، شهدت نيوزيلندا توسعًا وتحولا كبيرًا حيث تم زيادة التصدير لمنتجات الألبان والأغنام ولحم البقر والدواجن والفواكه والخضروات وكذلك مُعدل التصنيع بشكل عام والسياحة.

يحتل اقتصاد نيوزيلندا المرتبة 53 في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي، ويعتمد جزء كبير منه على التجارة الدولية مع دول مثل أستراليا، والاتحاد الأوروبي ككل، والولايات المتحدة، والصين، وكوريا الجنوبية، وكندا، واليابان. لا يزال دخل الفرد مرتفعًا، والإنفاق على التعليم كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي هو من بين أعلى المعدلات في العالم.

لا تزال نيوزيلندا تُحافظ على مرتبة عالية في مؤشر مستوى المعيشة، وذلك بفضل الاقتصاد المُزدهر ومناظرها الطبيعية الرائعة وتوافقها السياسي مع جميع الدول المُحيطة والرعاية الصحية عالية الجودة والمناخ اللطيف.

لوكسمبورغ

لوكسمبورغ هي دولة أوروبية غربية صغيرة تحدها بلجيكا وفرنسا وألمانيا. يبلغ عدد سكان لوكسمبورغ أقل من 700 ألف نسمة. مدينة لوكسمبورغ العاصمة، إلى جانب فرانكفورت وبروكسل وستراسبورغ، هي واحدة من أربع عواصم رسمية للاتحاد الأوروبي. تتمتع لوكسمبورغ بواحد من أسرع معدلات النمو السكاني في العالم.

تتفوق لوكسمبورغ على غالبية البلدان الأخرى في مجموعة متنوعة من مؤشرات مستوى المعيشة المُرفهة. تم تصنيفها في مرتبة عالية من حيث الدخل والثروة فيما يخص الفرد، والروابط الاجتماعية، والمشاركة المدنية، والوظائف ومعدل البطالة، والتوازن بين العمل والحياة، والأمن والأمان، والرفاهية الشخصية، والحالة الصحية، والمناخ البيئي، والإسكان. لوكسمبورغ هي دولة اقتصادية بحتة تتمتع بمعدل نمو مرتفع وهو ما يتحقق بسبب ارتفاع مستوى دخل الفرد.

معدل البطالة منخفض، والتضخم منخفض، وكل عوامل المعيشة الهنيئة تتوفر في البلاد. في حين أن المال لا يشتري المتعة، إلا أنه يمكن أن يساعد الناس على تحقيق مستويات معيشية أفضل. هذه الدولة هي واحدة من أغنى دول العالم، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 119.719 دولارًا سنويًا.

ختامًا

إذا كنت تفكر في الهجرة في المستقبل القريب، فإن البلدان المدرجة في هذه القائمة تستحق الدراسة بسبب ما تتميز به من ارتفاع في مستوى المعيشة لأفرادها. للأسف لا تتواجد أي دولة عربية في تلك القائمة ولكن نتمنى الأفضل في المستقبل لجميع مجتمعاتنا بالتأكيد، لا عيب من التواجد خلف مصافِ الدول في الوقت الحالي ونلتمس العذر لجميع الحكومات بسبب الربيع العربي والأزمات العالمية، لكن العار الأكبر هو عدم محاولة اللحاق بركب تلك المجتمعات والرضى بالوضع الحالي بدون أدنى رغبة في تغيير وتحسين مستوى الفرد.

Exit mobile version