ظهر نجم هوليوود المتألق روبرت باتينسون خلال شهر مارس من العام الحالي في دور البطولة لفيلم The Batman، الفيلم الذي حقق أرقاماً كبيرة في البوكس أوفيس لم يحققها النجم الإنجليزي منذ أيام بداياته أثناء عمله في سلسلة أفلام Twilight، الأمر الذي يجعلنا نفكّر بعض الشيء، لو أنّ شخصاً من عام 2008 قيل له أن روبرت باتينسون سيقوم بأداء دور كبير وسوداوي كدور باتمان ماذا كانت ردّة الفعل المتوقّعة منه؟ إذ إنّ روبرت باتينسون في تلك الفترة كان مقولباً لدى المعجبين حول العالم في قالب بطل أفلام المراهقة الرومانسية. في مقالنا اليوم سنستعرض مراحل من رحلة روبرت باتينسون خلال السنوات الماضية، الرحلة التي استطاع فيها الخروج من قالب شخصية إدوارد كولن (من فيلم Twilight) الضعيفة من الناحية الفنيّة، والتحوّل إلى أحد أكثر الممثلين الشباب طلباً من قبل منتجي الأفلام في هوليوود وأقواهم على صعيد الأداء.
بدايات مشككة:
رغم الأداء الأول الجيّد الذي قدمه روبرت باتينسون في الجزء الرابع من سلسلة أفلام هاري بوتر، إلّا أنّ انطلاقته الحقيقية كانت مع سلسلة أفلام المراهقين الرومانسية؛ Twilight، والّتي شارك فيها كبطل للسلسلة على مدار 5 أفلام في خمس سنوات متتالية. رغم التقييم المنخفض من قبل النقّاد لسلسلة Twilight إلّا أنّها حظيت بشعبية كبيرة، وقدّمت أداء ممتازاً في البوكس أوفيس بمجمل أرباح وصل إلى 3 مليار دولار، وهو ما أسهم بشكل سلبي في بناء مسيرة النجم الشابّ الموهوب، فقد التصقت به شخصيّة إدوارد كولن في أذهان المشاهدين، وأضحى من الصعب الخروج منها، وتقديم أدوار جديدة تعكس موهبته الحقيقية.
أصدر باتينسون أثناء عمله في سلسلة Twilight عدداً من التلميحات الحذرة التي فسّرها متابعوه على كونها دليل على عدم إعجابه بالسلسلة بالمجمل، وما يؤكّد ذلك تصريحات روبرت باتينسون في مقابلته مع صحيفة USA Today عام 2019، والتي قال فيها: “من الجميل أن الهوس لم يعد بتلك الشدّة، أظنّ أن الجزء المخيف كان عندما كان الهوس في أقصاه حينها، أمّا الآن فلم يبقَ من العمل سوى الذكريات الدافئة.”
إثبات المستوى:
حاول روبرت باتيسنون التملّص من ظلّ سلسلة Twilight حتى قبل أن يتركها، حيث شارك عام 2012 في فيلم “Cosmopolis” من إخراج ديفيد كرونينبيرغ، والذي لعب فيه باتينسون دور شابّ ثريّ متنمّر، يدور في شوارع منهاتن بسيارة الليموزين الفارهة الخاصة به، وهو ما كان تصريحاً مبطّنا منه بنوعية الأدوار التي سيلعبها في العقد التالي.
رغم أداء روبرت باتينسون الممتاز في “Cosmopolis”، إلّا أنّ إعادة تقديمه بشكله الجديد للعالم جرى في فيلم الأخوين سافادي “Good Time”، وهو فيلم جريمة وتشويق لعب فيه روبرت دور كوني؛ المجرم القادر على التلاعب بكلّ من حوله ليحقق أجنداته. قدّم روبرت باتينسون في هذا الدور أداء مذهلاً سريع الإيقاع أظهر فيه النجم الشاب قدراته التمثيلية الهائلة، حيث شكّل الدور نقلة محورية في مسيرته رفعته إلى ممثل من الطراز الرفيع في هوليوود، وأحدثت تحولاً في قاعدة معجبيه من المراهقين الباحثين عن مشاهد الرومانسية، إلى محبّي الفنّ السابع بشكله الصافي.
قدّم روبرت باتينسون من بعدها عدداً من الأفلام المميزة أهمّها “High Life” عام 2018، و “The Lighthouse” في العام الذي تلاه، بالإضافة إلى اشتراكه مع المخرج الكبير كريستوفر نولان في فيلمه الذي أصدره عام 2020 “Tenet”، والذي أدى فيه باتينسون أداء طيباً.
بالعودة إلى عامنا الحالي، رأينا باتنسون يجسّد شخصية الرجل الوطواط بشكل جديد وفق رؤية المخرج مات ريفز، تجسيد أتقنه النجم بشكل مبهر، وأعطاه طابعاً واقعياً غارقاً في السوداوية أكسب الشخصية نكهة جديدة ببصمة روبرت باتنسون ، ليثبّت بذلك الممثل الذي لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره مكانته بشكل أكبر في هوليوود، ويحافظ على الانطباع الجديد الذي اكتسبه في السنوات الأخيرة، وهو “النجم المتوحّد.”