تقنية وعلوم

5 حقائق مذهلة عن بابل القديمة، أعظم حضارات بلاد الرافدين

خلفت الحضارة البابليّة القديمة الأكاديين في السيطرة على القسم الجنوبي من بلاد الرافدين (العراق اليوم)، بعد أن انهارت الأخيرة وتقسّمت أراضيها ما بين الآشوريين في الشمال، والبابليين في الجنوب. شكّلت بابل القديمة منذ عام 2300 قبل الميلاد ولألفي عام تلتها إحدى أعظم الدول في العالم القديم، ومنارة حضارية تركت الكثير من الشواهد على عظمتها وتطوّرها بالنسبة لقريناتها، حتى أنّ مدينة بابل القديمة كانت تعدّ في إحدى المراحل أكبر مدن العالم القديم، بتعداد سكّان يصل إلى 200 ألف نسمة. في مقالنا اليوم سنستعرض عدداً من الحقائق التي تظهر عظمة الحضارة البابلية، ومقدار التنظيم الذي وصلت إليه.

حدائق بابل المعلّقة:


بنى نبوخذ نصّر الثاني حدائق بابل المعلقة لملكته لتتذكّر الحقول والتلال التي كانت في بلدها. بلغ ارتفاع حدائق بابل المعلّقة 25 متراً، وتكوّنت من عددٍ المنصّات المرصوفة بعضها فوق بعض، والمغطاة بالحدائق الغنّاء، والتي تحوي أنواع نباتات مختلفة. تم تصنيف الحدائق كأحد عجائب الدنيا السبع القديمة، واعتبرت شاهداً على مهارات البابليين القدماء في البناء والريّ، ولكنّها للأسف تعرّضت للتدمير بشكل كامل بسبب زلزال ضرب المدينة في القرن الثاني.

شريعة حمورابي:


مع وصول الملك الطموح حمورابي إلى عرش بابل، أخذت المدينة تنمو في زمنه بشكل هائل، وحتى ينظّم الحياة العامّة فيها، وضع حمورابي دستوراً مكوناً من أكثر من 200 بند، نظّم فيه الشؤون العامة والملكية والصناعة والزراعة. تمّت كتابة شريعة حمورابي على ألواح طينية، كما كتبت على أعمدة حجرية طويلة. اتّسمت قوانين شريعة حمورابي بالحزم، وقامت على مبدأ “العين بالعين، والسنّ بالسنّ”، وتعتبر أساساً للكثير من الأنظمة القانونية المتّبعة اليوم. تمّ تطبيق هذه القوانين من قبل القضاة الذي كانوا يدعون بـ “أميلو”، والذين كان يتمّ اختيارهم من قبل الطبقة العليا في المجتمع.

حظيت المرأة في بابل بكامل حقوقها:

تمّت معاملة النساء في بابل القديمة باحترام وتقدير جيدين، حيث تمّ السماح لهنّ باختيار مسار حياتهنّ، سواء إذا ما اختاروا حياة الكهنة والطقوس الدينية، أو اتّجهوا لبيع البضائع وإنشاء مشروعهنّ الخاص، لكنّ دروهنّ في المنزل كان أساسياً. كان يسمح للمرأة في بابل بالاحتفاظ بمهر الزواج الخاص بها، كما كانت تمتلك حقوقاً متساوية مع زوجها فيما يخصّ ملكيّته حتى بعد وفاته.

زيادة الأطفال أمر محمود في بابل القديمة:

تعتبر مشكلة النمو السكاني في عصرنا الحالي أزمة عصيبة غرقت فيها العديد من دول العالم، ولكنّ الأمر لم يكن على هذا الحال في بابل القديمة –والعالم القديم عموماً-، حيث كان المجتمع بحاجة للكثير من القوّة العاملة، كما كانت العائلات الكبيرة مصدراً للفخر، بالإضافة إلى أنّ زيادة عدد الأطفال كان يضمن حياةً أفضل للآباء حين يكبرون في العمر.

الفنّ والعمارة في بابل القديمة:

امتازت بابل القديمة بفنون بديعة على جميع المستويات، بدءاً من مستوى الصناعات الدقيقة ووصولاً إلى المباني الهائلة، حيث عرف عن البابليين مهارتهم في صناعة الحلي والجواهر، وهو الأمر الذي شكل نقطة انطلاق لصناعة الحلي والجواهر المتطورة التي لا يزال الإنسان يستخدمها إلى يومنا هذا. على الجانب الآخر، فقد كانت القصور والمعابد البابلية مثالاً شاهداً على الخبرة المعمارية العالية التي تمتّع بها أهل بابل، وأشهر هذه الآثار الباقية إلى يومنا هذا هو زقورة (معبد بابلي) أور قرب مدينة الناصرية في العراق، وبوابة عشتار الموجودة في متحف برلين.

https://screenmix.net/2022/03/07/3-%d8%ad%d9%82%d8%a7%d8%a6%d9%82-%d9%85%d8%b0%d9%87%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%b7%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ba%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9/

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى