شاءت الأقدار أن يسافر رجل سويسريّ يدعى روبرت فيدرر في سبعينيات القرن الماضي إلى جنوب إفريقيا في رحلة سياحية، ليلتقي بلينيت فيدرر، والتي ستصبح زوجته لاحقاً، وينجبا معاً علماً من أعلام الرياضة عموماً، والتنس خصوصا؛ أسطورة التنس روجر فيدرر. عاش فيدرر معظم حياته في الريف السويسري بالقرب من الحدود الألمانية الفرنسية، وكبر مع الوقت ليصبح أحد أعظم لاعبي التنس في التاريخ. في مقالنا اليوم سنستعرض بعض الحقائق المتعلّقة بهذا اللاعب العظيم الذي يقف اليوم على مشارف عامه الواحد والأربعين، فلنباشر:
خسر روجر فيدرر مباراته الأولى كمحترف:
دخل فيدرر عالم الاحتراف في رياضة التنس كمراهق في السابعة عشر من عمره عام 1998، حيث بدأ مسيرته الاحترافية في مسابقة غستاد السويسرية بالقرب من مسقط رأسه، لكنّ هذه البداية لم تكن كما يرجو، حيث منيَ بالهزيمة أمام اللاعب الأرجنتيني لوكاس أرنولد. لو كان روجر فيدرر ملاكماً، وخسر مباراته الأولى كما حدث معه، لكانت هذه الخسارة ضربة قاضية لمسيرته في بدايتها، ولكن لحسن الحظ، فالتنس أكثر تسامحاً من الملاكمة فيما يتعلّق بالخسارة. على الجانب الآخر، فلوكاس أرنولد الّذي خلّده التاريخ كأول لاعب يهزم فيدرر كان هذا الإنجاز هو أكبر إنجاز حقّقه، حيث لم يتمكّن خلال كامل مسيرته من الفوز ببطولة فردية على الإطلاق.
يولي روجر فيدرر اهتماماً كبيراً بالأنشطة الخيرية:
لطالما أظهر روجر فيدرر سعياً دائماً لمحاولة تحسين العالم الذي يعيش فيه، حيث سبق له أن قام ببيع مضربه الذي فاز به بنهائي ويمبلدون عام 2004، وتبرّع بثمنه لجهود الإغاثة المتعلّقة بإعصار كاترينا، كما نظّم حفلاً خيرياً عام 2006 رفقة عدد من زملائه الرياضيين لجمع التبرعات لصالح ضحايا تسونامي المحيط الهندي التي حصلت عام 2004. بالإضافة إلى ذلك، فقد أقام روجر فيدرر مباراة ودّية بينه وبينه منافسه الأزلي رافاييل نادال عام 2010، ذهب ريعها بالكامل لصالح التعليم في جنوب إفريقيا. بالمجمل، يقدّر الخبراء مجموع ما أسهم روجر فيدرر فيه من أعمال خيرية بحوالي 60 مليون دولار.
الدكتور روجر فيدرر:
منحت جامعة بازل السويسرية المرموقة عام 2017 فيدرر شهادة الدكتوراه الفخرية تكريماً له لما قدّمه من أجل رياضة التنس، ورفع اسم مدينته وبلده بشكل عام، بالإضافة إلى الثناء عليه لما قدّمه من أعمال خيرية خصوصاً في مجال تعليم الأطفال في جنوب إفريقيا، حيث أسهم برفع سويّة التعليم لدى ما يقارب 100 ألف طفل جنوب إفريقي.
كان من الممكن أن يتّجه فيدرر إلى الاحتراف في مجال كرة القدم بدلاً عن التنس:
مارس روجر فيدرر العديد من الرياضات أثناء طفولته، لكنّه لمع بشكل مخصوص في رياضتي التنس وكرة القدم، حيث أكّد مدربه في رياضة كرة القدم أن فيدرر كان بلا شكّ أفضل لاعب وسط قام بتدريبه في مسيرته، كما أنّه كان مستعدّاً للرهان عليه بأنّه قادر على أن يصبح واحداً من أفضل صانعي اللعب في العالم. في عامه الثاني عشر، قرر فيدرر التخلّي عن كافة الرياضات التي كان يمارسها، وتكريس نفسه للتنس بشكل كامل، حيث أيقن أنّ مهارته الفطرية في التنس تفوق قدراته في كرة القدم.
يعدّ فيدرر أحد أعلى الرياضيين دخلاً في التّاريخ:
قد لا يبدو مبلغ الجوائز المالية المباشرة التي حصل عليها فيدرر في مسيرته -والذي يقدّر بـ 19 مليون دولار- مبلغاً طائلاً إذا ما قورن بثروته الصافية التي تصل إلى 450 مليون دولار، ذلك لأنّ مصدر دخله الأساسي يعتمد في الواقع على عقود الرعاية والإعلان التي يوقّعها، والتي تؤمّن له دخلاً يتجاوز 70 مليون دولار سنويّاً!