يمتلك جزء كبير من جيل التسعينيات ذكريات بالغة السعادة بخصوص لعبة كرة القدم الأشهر في العقد الأول من الألفية الجديدة PES 6، والتي كان أدريانو نجمها الأول بلا منازع، حيث منحته شركة Konami المنتجة للعبة تقييماً مماثلاً لتقييم رونالدو البرازيلي نظراً لتسديداته المهولة، وكونه الخليفة المنتظر لهاجم البرازيل الأقوى. لم يكن الأمر مقتصراً على ألعاب الفيديو، فقد صنع أدريانو لنفسه اسماً لامعاً في عالم المستديرة الساحرة من خلال تمثيله لنادي إنتر ميلان والمنتخب البرازيلي، وجعل الكثير يراهنون على نجاحه المستقبلي، قبل أن تحدث الكارثة التي دمّرت حياة اللاعب، وجعلت مستواه يأخذ في الانحدار شيئاً فشيئاً. في مقالنا اليوم سنسلط الضوء على صعود النجم البرازيلي من أحياء ريو دي جينيرو الفقيرة وتألّقه، ثمّ عودته مرة ثانية إليها.
شابّ واعد ,وآمال كبيرة:
نجح أدريانو في عامه السابع عشر في حجز مكان أساسي له في تشكيلة نادي فلامينغو البرازيلي العريق، وجذب إليه أنظار عمالقة الكرة الأوروبية بشكل سريع، ليقوم نادي إنتر ميلان الإيطالي بالتعاقد معه في عامه التاسع عشر مقابل 13 مليون يورو. لم يتمكّن أدريانو في البداية من إثبات نفسه في الأيام الأولى له في السان سيرو نتيجة شحّ الفرص الممنوحة له، ليرسله ناديه بعد ذلك في عقد إعارة لنادي بارما الإيطالي المتألق في ذلك الحين. لعب أدريانو في بارما 44 مباراة تمكّن خلالها من تسجيل 26 هدفاً حاسماً، الأمر الذي مكّنه من العودة إلى ناديه إنتر ميلان من أوسع الأبواب.
سنوات المجد:
خلال الفترة التي تلت عودة أدريانو إلى الإنتر، قدّم البرازيلي أداء استثنائياً مع الأفاعي جعله محطّ أنظار العالم أجمع، وعلى الجانب الآخر، فقد كانت آمال البرازيليين جميعاً معقودة على أدريانو، حيث تميّز برجل قوية ودقيقة في الوقت ذاته، وبنية بدنية ممتازة للالتحامات، جعلت من اللاعب الشاب خليفة رونالدو دي ليما في نظر محبّيه، خصوصاً بعد حصوله على الحذاء الذهبي لمسابقة كوبا أمريكا 2004، والتي تمكّن أدريانو من حسمها لصالح منتخبه من أمام غريمهم التقليدي؛ الأرجنتين.
لحظة الانهيار:
“تلقّى أدريانو مكالمة هاتفية من البرازيل أخبروه فيها أنّ والده قد توفّي. لقد رأيته يبكي ويلقي الهاتف بعيداً، وأخذ يصرخ بشكل مأساوي.” هكذا وصف خافيير زانيتي؛ قائد نادي إنتر ميلان ولاعبهم الأسطوري الحادثة التي غيّرت مسار حياة أدريانو، “اعتنى والد أدريانو به بشكل كبير، وحرص على توجيهه إلى الصواب دوماً، لذا فقد كان أثر فقدانه عليه كارثياً، لقد قررنا أنا وموراتي منذ تلك اللحظة أن نعتني بأدريانو كأنّه أخونا ونحميه بكل ما أوتينا من قوة.”
بدأ مستوى أدريانو منذ تلك اللحظة يهوي، على الرغم من استمراره مع النادي الإيطالي لأربعة مواسم تالية تمكّنوا فيها من تحقيق 4 ألقاب دوري إيطالي متتالية، لكنّ شيئاً ما قد انطفأ روح اللاعب، حيث أدمن اللاعب الكحول بشكل كبير، “لم يكن أحد يشعر بما شعرت به، لقد كنت أجد سعادتي في الكحول فقط، حتى وصل بي الأمر إلى أن آتي في بعض الأيام إلى التمرين وأنا ثمل.”
الخروج من الباب الصغير:
لم يكن إداريو نادي الإنتر قادرين على احتمال تدهور مستوى أدريانو أكثر من ذلك، فعلى الرغم من استمراره في تسجيل الأهداف في كثير من الأحيان وإهدائها لوالده المتوفّي، إلا أنّ تصرّفاته كانت أبعد ما يكون عن الانضباط، ليعلن النادي تخلّيه عن أدريانو في النهاية ويعود مرة أخرى إلى الدوري البرازيلي من بوابة ناديه الأصلي فلامينغو. عاد بعدها أدريانو بعدها بعام إلى الكالتشيو ليمثّل نادي روما، ولكنّ عودته كانت استمراراً لفشله وتراجعه المتواصل، لينتقل منه إلى الدوري البرازيلي مرّة أخرى، ثم إلى الدوري الأمريكي مع فريق ميامي يونايتد، قبل أن يقرر اعتزال الكرة للأبد.
تؤكّد الكثير من التقارير البرازيلية أنّ أدريانو أهدر كامل ثروته، وأنّه عاد في آخر المطاف إلى الأحياء الشعبية التي نشأ منها بالأساس، كما انتشرت له صورة تؤكّد علاقته بإحدى العصابات الشهيرة في ريو دي جينيرو؛ عصابة “The Red Command”، إذ يظهر في الصورة حاملاً بندقية آلية مطلية بالذهب من طراز AK-47.