تزخر كتب التاريخ بالعديد من المنجزات التي قدّمتها حضارات عظيمة كالحضارة المصرية والإغريقية والرومانية للنتاج البشري، ولا تزال آثارهم بعد آلاف السنين شاهدة على مدى التطور الذي وصلوه، سواء كمباني مشيدة ذات قيمة فنّية وأثرية عالية، أو كعادات وعلوم لا تزال تداور بين البشر إلى يومنا هذا. لكنّنا في مقال اليوم سنتحدث عن الجانب الغريب من عادات القدماء الذي –ومن حسن حظّ البشر اليوم- أنّه اندثر ولم يعد رائجاً، بل أصبح موضع استنكار واستغراب شديدين، فلنتنقل بين هذه الحضارات وننظر إلى أغرب عاداتها التي كانت تمارس فيها يومياً بشكل اعتيادي.
رافق الخدم سادتهم إلى العالم الآخر بعد وفاتهم في مصر القديمة:
لشدّة إيمانهم بالحياة الأخرى، كان المصريون القدماء حريصين على أخذ كل ما يحتاجونه معهم إلى العالم الآخر، وكان الخدم والعبيد أحد أهم هذه الاحتياجات، فقد عكف كبار القوم (والملوك خصوصاً) على أخذ عبيدهم معهم بعد وفاتهم ليتابعوا خدمتهم، لكنّ هذا الأمر أخذ في التغير مع مرور الزمن، حيث تمّ رفض هذه الممارسة القاسية من قبل المجتمع من ناحية، وممانعة العبيد التضحية بأنفسهم بهذا الشكل من ناحية أخرى، لتظهر فكرة الـ “شابتي” للعلن للمرة الأولى، وهي تماثيل صغيرة على أشكال مومياءات يتم تصميم كل منها بعناية فائقة لتقوم بمهمة معينة من مهام خدمة الملك بعد وفاته.
استخدم الرومان البول لتنظيف ملابسهم المتّسخة:
على الرغم من أنّ الأمر يبدو مقرفاً بشكل كبير، إلّا أنّ عامة الرومان اعتادوا على استخدام البول في تنظيف ملابسهم المتّسخة، حيث كانت الأمونيا الموجودة في البول تقوم بتنظيف البقع المتسخة في الملابس بشكل مقبول، لكنّها كانت تترك رائحة مروّعة، لذلك كانت الملابس تفرك بعد “تنظيفها” بالبول بعدد من الأعشاب ذات الرائحة العطرية للتخفيف قدر الإمكان من الرائحة الكريهة. لا يعني ذلك عدم استخدام الرومانيين للمنظّفات، إلّا أنّها كانت قليلة وغالية الثمن، ما جعل معظم الرومانيين العاديين غير قادرين على تحمّل كلفتها.
استخدم الرومان دماء المصارعين كعلاج للعديد من الأمراض:
كان المصارعون الرومانيون رجالاً ذوي بينة شديدة وصحّة جيدة، وامتلكوا وفقاً لاعتقاد الرومانيين أرواح أسود بداخلهم -حرفيّاً!-، ولشدّة إيمان المجتمع الروماني بالخرافات، وخوفهم الكبير من الأمراض والأوبئة، اعتقد الرومانيون حينها أنّ شرب دماء المصارعين سيجلب لهم الصحة والقوة، ويشفيهم من العديد من الأمراض كالعقم والصرع وغيرها.
ركض الرياضيون الإغريق عراة وقاموا ببيع عرقهم!
كان الركض أحد الرياضات المفضّلة لدى الإغريق، ولا يزال ينسب لهم إلى اليوم إقامة أول ماراثونات الركض، لكنّ ما لا يعرفه الكثيرون منّا أنّ الرياضيين الإغريق كانوا يجتمعون في النوادي ليركضوا بعد أن يخلعوا ثيابهم، ثم يقوموا بعد انتهائهم من التمرين ببيع عرقهم! كان اليونانيون القدماء يعتقدون أنّ العرق المفرز من قبل أجساد الرياضيين العراة قادر على شفاء آلام العضلات وصداع الرأس.
أخذ الإغريق القدماء معهم قطعة من النقود حين موتهم:
بعد الوفاة، كان على الإغريقي قطع نهر حتى يصل به إلى العالم الآخر وفقا للأساطير اليونانية، وحتى يقطع هذا النهر، كان عليه أن يدفع لسائق قارب يدعى تشارون (يتبع لإله العالم السفلي هاديس) قطعة نقدية، وإلّا فالتيه لمئة عام على ضفة هذا النهر هو مصيره المحتوم، لذلك كان الإغريق يضعون قطعة نقدية تحت لسان موتاهم على أمل أن تعينهم للوصول إلى العالم الآخر.