ولد ساندر بيتشاي في مدينة مادراس الهندية عام 1972 لعائلة متوسطة الحال، ووالدٍ يعمل كمهندس كهرباء، وعاش طفولته يحلم بأن يصبح لاعب كريكيت محترفاً، إذ لم يكن يدرك أنّه بعد سنوات سيصبح أحد أعمدة وادي السيليكون في كاليفورنيا الأمريكية، والمدير التنفيذي لإحدى أكبر الشركات في العالم؛ شركة ألفابيت (الشركة القابضة المالكة لغوغل). في مقالنا اليوم سنستعرض بعضاً من التفاصيل حول حياة هذا الملياردير العصامي، والذي تمكّن من شقّ طريقه من قلب الطبقة المتوسطة في الهند إلى مصافي أكبر المؤثرين في العالم التكنولوجي في وقتنا الحالي، فلنباشر:
بدايات الطريق:
لم يدرس ساندر بيتشاي تخصصاً جامعياً متعلقاً بالتقنية في البداية، حيث توجّه لدراسة هندسة المعادن في الهند، قبل أن يسافر للولايات المتحدة ويكمل تعليمه في جامعة ستانفورد. عبّر بيتشاي في تصريح سابق لصحيفة الغارديان عن شعوره بفارق كبير حين انتقاله من الهند إلى الولايات المتحدة، خصوصاً مع بدايات ثورة الإنترنت فيها قبل أن تصل إلى الهند في ذلك الحين، “لم أفهم الإنترنت في البداية، التغيير كان كبيراً جداً بالنسبة لي، كنت تائهاً بعض الشيء، لكنّني منذ اللحظة الأولى شعرت أن وادي السيليكون هو مكان مميز بالفعل، الناس هنا يأخذون رأيك بشكل فوري على محمل الجد، ينظرون إلى أفكارك قبل أن ينظروا إليك أو إلى المكان الذي أتيت منه.”
عمل بيتشاي في بداية مشواره في الولايات المتحدة كاستشاري ومدير للإنتاج في إحدى الشركات قبل أن ينتقل إلى شركة غوغل عام 2004 بعمر الثانية والثلاثين.
مسيرته مع غوغل:
انضمّ ساندر بيتشاي إلى غوغل بصفة مدير تطوير المشاريع البرمجية التابعة للشركة، كتطبيق المتصفح الشهير Google Chrome، ونظام Chrome OS. بدأ بيتشاي بعد فترة بسيطة من التحاقه بالشركة بالترقي في سلمّ المناصب، حيث أوكلت إليه في عام 2009 مهمّة تقديم نظام Chrome OS الوليد لعمالقة تصنيع التكنولوجيا، قبل أن يظهر للعامة للمرة الأولى عام 2012، ثمّ انتقل عام 2013 للإشراف على تطوير نظام Android الشهير التابع لـ Google.
ظهرت شائعات عام 2014 ترجّح انتقاله لشركة Microsoft المنافسة ليشغل فيها منصب المدير التنفيذي بعد تنحّي مديرها التنفيذي السابق ستيف بالمر، لكنّ مواطنه (هندي المولد أمريكي الجنسية) ساتيا ناديلا كان أقرب إلى هذا المنصب.
وصل ساندر بيتشاي إلى قمّة هرم الشركة عام 2019، حيث تمّ تعيينه كمدير تنفيذيّ لها.
راتب ساندر بيتشاي وثروته الصافية:
يبلغ راتب ساندر بيتشاي السنوي الثابت قرابة 2 مليون دولار سنوياً، تمّت إضافة 5 مليون إليها العام الماضي كمكافآت على الأداء الممتاز الذي تقدمه الشركة، في حين تبلغ ثروة بيتشاي الصافية حوالي 1.3 مليار دولار، جزء كبير منها يأتي كأسهم في شركة ألفابت نفسها.
مواقف خلافية:
تعرّض ساندر بيتشاي خلال مسيرته إلى عدد من المواقف الحدّيّة، حيث تمّ اتهامه عام 2017 بالتلاعب بنتائج بحث Google لدى مستخدمي الموقع الأمريكيين لإظهار نتائج تصبّ في صالح الحزب الديمقراطي، وتمّ استدعاؤه عام 2018 أمام لجنة من الكونغرس الأمريكي للشهادة بخصوص هذه الحادثة.
من المواقف الشهيرة عنه أيضاً قيامه بطرد موظّف من الشركة بسبب منشور له انتقد فيه سياسات شركة Google للمساواة بين الجنسين، حيث وصف في منشوره الرجال بأنّهم يملتكون قدرات بيولوجية أكبر من النساء في مجالي الإدارة والتكنولوجيا، إذ علّق بيتشاي حينها على الحادثة بقوله: “افتراض أنّ مجموعة من الزملاء يملكون قدرات بيولوجية أدنى من الآخرين تبعاً لجنسهم تجعلهم أقل ملاءمة للعمل هو أمر مهين وغير مقبول.”