أعلن فرانسيس فورد كوبولا -المخرج الشهير صاحب تحفة هوليوود الخالدة “The Godfather”- في مقابلة أجراها شهر فبراير الماضي نيّته للعودة قريباً مرة أخرى إلى عالم السينما، هذه المرة من خلال فيلم megalopolis المبني على قصّة أصلية من تأليفه بالكامل.
عن ماذا تدور الأحداث؟
تدور أحداث الفيلم حول مهندس معماري طموح، يسعى لإعادة بناء مدينة نيويورك بشكل يوتوبي وفقاً لمخيّلته، بعد أن أصابتها كارثة أدّت إلى دمار أجزاء منها. يضع كوبولا في هذا المشروع كامل ثقله الفنّي والاقتصادي، حيث تمخّضت فكرة الفيلم في ذهن عبقري السينما خلال 4 عقود من الزمن، ولكنّ الظروف لم تتهيّأ له كما ينبغي، ما جعله في أسفل قائمة مشاريع كوبولا، حتى حان وقته في نظره اليوم. يبدو أنّ فرانسيس مستعدّ للرهان بكلّ ما يملك على هذا الفيلم الجديد، فقد أعلن أنّه سيقوم بتمويل الفيلم بميزانية ستصل إلى 100 مليون دولار من ثروته الخاصة في حال لم يجد التمويل الكافي من شركات الإنتاج -وهو الأمر المرجح-، فما هي تفاصيل هذا المشروع، وماذا نعرف عنه حتى الآن؟ هذا ما سنعرفه في مقالنا اليوم.
العقبات والظروف المحيطة:
قد يبدو مستغرباً للكثير من المتابعين أن يعلن كوبولا قيامه بتمويل الفيلم بكامل ثروته في حال عدم حصوله على التمويل الكافي، ولكنّ هذا ليس بجديد على المخرج ذو الـ 82 عاماً، حيث سبق له أن وضع كامل ماله كرهان في فيلمه الشهير “Apocalypse Now”، كما قام سابقاً بمحاولة تأسيس شركة إنتاج خاصة به في الثمانينيات أطلق عليها American zoetrope، حيث كان هدفه من هذه الخطوة التخلص من قبضة شركات الإنتاج الهوليودية، وتحكّمهم بعناصر الأفلام فيما يخدم مصالحهم الاقتصادية، إذ كان من المعروف عن فرانسيس علاقته غير الطيبة مع شركات الإنتاج، فقد كاد أن يخسر فرصة إخراجه لتحفته الخالدة “The Godfather” بعد خلافه مع منتج الفيلم.
أمّا بخصوص الاحتمال الغالب بعدم إيجاد مموّل للفيلم، فشركات الإنتاج الكبرى في الوقت الحالي ليست مستعدة في أغلب الأحيان لتقديم مبلغ ضخم كالـ 100 مليون دولار التي يطلبها كوبولا في حال لم يكن الفيلم تابعاً لسلسة أفلام ذات مردود اقتصادي جيّد، أو يكن فيلم مبنيّاً على نصّ مقتبس من عمل أدبي شهير تمّت شراء ملكيّته الفكرية، أمّا تمويلهم للنصوص الأصلية فيقتصر على المبالغ التي لا تتجاوز 10 ملايين دولار، والتي غالباً ما تكون من نمط أفلام الرعب، بالإضافة إلى أنّ شركات الإنتاج تفضل المراهنة بأموالها على مخرج ذو نجاحات قريبة كمارتن سكورسيزي على سبيل المثال، وهو أمر لا ينطبق على كوبولا الذي يعود آخر فيلم قام بإخراجه لعام 2011.
الطاقم التمثيليّ:
لا يزال طاقم فيلم Megalopolis غير معروف لغاية اللحظة، لكنّ الشائعات ترجح حتى الآن مشاركة كلّ من أوسكار آيزيك، زيندايا، وكيت بلانشيت للقيام ببطولة الفيلم المرتقب بالإضافة إلى مشاركة أحد رفاق فيلم العرّاب القدماء؛ جيمس كان.
الدوافع الكامنة خلف مشروع “Megalopolis”:
في مقابلة أجراها عام 1997 رفقة مارتن سكورسيزي، عبّر كوبولا عن أسفه العميق لفشل جيلهم من المخرجين في توصيل السينما بشكل أفضل للجيل الذي تلاهم، “صناعة الأفلام التي نورثها اليوم للجيل القادم لم تكن جيدة كحال التي ورثناها عمّن سبقنا.” يبدو أنّ كوبولا سيسعى حثيثاً من خلال فيلمه القادم لتحسين حال صناعة الأفلام في نظره، وإيصال رسالة أخيرة من إخراجه تمنح الأمل لجيل جديد من المبدعين بعيداً عن غطرسة شركات الإنتاج وأفكارها التجارية المستهلكة.
تاريخ الإصدار:
حين إعلانه عن مشروعه، فضّل كوبولا عدم تحديد جدول عملٍ دقيق فيما يخصّ فيلمه الجديد من موعد إطلاق وما شابه، لكنّه أكّد أنّه مستعد لبدء أعمال تصوير الفيلم في خريف العام الحالي 2022. ما هي توقعاتك للفيلم؟