يعرف جميع متابعي عالم كرة القدم المدرب الإسباني بيب غوارديولا، ولا يخفى عليهم تأثيره الكبير وإنجازاته مع الفرق التي قام بتدريبها. في مقالنا اليوم سنستعرض جزءاً من تاريخ هذا المدرب الاستثنائي بداية بطفولته، ومروراً بمسيرته كلاعب، وانتهاء بنجاحه الأكبر كمدرب، فلنباشر:
الطفولة والشباب:
ولد جوزيب غوارديولا (بيب غوارديولا) في الثامن عشر من يناير من عام 1971 في مدينة سانتبيدور الإسبانية لعائلة من الطبقة الوسطى، حيث عمل والده كعامل بناء ووالدته كعاملة مبيعات. يملك غوارديولا شقيقتين أكبر منه وشقيقاً أصغر منه يعمل هو الآخر في مجال كرة القدم، ولكن كوكيل للاعبين. التحق بيب بمدرسة لاماسيا الكروية التابعة لبرشلونة، وتدرج فيها لستّ سنوات. خلال طفولته، كان بيب محبّاً للكرة بشكل كبير، حيث كان يحمل معه كرة أينما ذهب، ويركلها لساعات عدّة يومياً، حسب ما صرح به والده؛ فالينتي غوارديولا في مقابلة صحفية.
نجم الوسط في برشلونة:
تمّ تصعيد غوارديولا للفريق الأول في برشلونة، والذي كان يدربه حينها الهولندي يوهان كرويف، حيث كان أول تعليق له على مستوى بيب في التدريبات: “أنت تعلب بشكل أبطئ من جدتي.” ولكنّ سرعان ما استطاع بيب تغير رأي مدربه –والعالم أجمع- به، حيث استمرّ مع الفريق الكتالوني حتى موسم 2001، حقّق فيها مع الفريق ستة ألقاب دوري إسباني، كأس الملك، 4 كؤوس سوبر إسباني، دوري أبطال أوروبا، وكأس سوبر أوروبي، بالإضافة إلى ألقاب أخرى. انتقل غوارديولا بعد مسيرته مع برشلونة في الليغا إلى الدوري الإيطالي Seria A من بوابة نادي بيرشيا، ثمّ نادي روما الإيطالي، قبل أن يتمّ إيقافه لمدة أربع شهور لثبوت تعاطيه مادة الناندرولون المخدرة – تمّت تبرئته من هذه التهمة لاحقاً عام 2009-، انتقل بعدها بيب إلى النادي الأهلي الناشط في الدوري القطري، وحصل في تلك الفترة على عروض من أندية مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي، لكنّه فضل أن يختم مسيرته لمدة 6 أشهر في نادي دورادوس دي سنالوا المكسيكي.
على صعيد المنتخب، مثّل بيب غوارديولا منتخب إسبانيا في عدد من المناسبات أهمّهما قيادة منتخب إسبانيا تحت 23 سنة للفوز بذهبية أولمبياد برشلونة، بالإضافة إلى تمثيله المنتخب في مباريات كأس العالم عام 1994، وتغيّب عن كأس العالم 1998 نتيجة الإصابة التي كان يعاني منها.
الانتقال إلى عالم التدريب:
بعد اعتزاله، عمل بيب غوارديولا كمدرب للفريق الاحتياطي برشلونة B رفقة مساعده تيتو فيلانوفا، قبل أن يتم ترقيته لقيادة الفريق الأول في الأول من يوليو عام 2008 خلفاً لفرانك ريكارد. صنع بيب معجزة في عالم التدريب مع نادي برشلونة، وطور أسلوب لعبهم الشهير (التيكي تاكا) إلى مستوى جعلهم النادي الأفضل في العالم لسنوات، وتمكّن معهم من تحقيق العديد من البطولات خلال السنوات الأربع التي قضاها كمدير فنّي للفريق، أهمها 3 بطولات دوري إسباني، بطولتي أبطال أوروبا، وكأسي ملك إسبانيا، قبل أن يغادر تدريب الفريق للاتجاه إلى مهمة جديدة في بافاريا الألمانية، حيث استلم تدريب نادي بايرن ميونخ، ونجح معهم في تحقيق الدوري الألماني في ثلاث سنوات متتالية، ولقبي كأس ألمانيا.
بعد مسيرته في ألمانيا، اتّجه غوارديولا إلى مهد كرة القدم إنجلترا ليبدأ تحدّياً جديداً متمثلاً بتدريب نادي مانشستر سيتي، والذي تمكّن معه من اكتساح الدوري الإنجليزي بتحقيقه 3 بطولات دوري حتى الآن، مع عدة ألقاب كأس. يذكر أنّ غوارديولا هو المدرب الوحيد الذي تمكّن من تحقيق دوريين متتاليين في كل من الليغا الإسبانية، البوندسليغا الألمانية، والبريميرليغ الإنجليزي، الأمر الذي يجعله أحد أعظم المدربين في التاريخ من ناحية الأرقام، فضلاً عن التفوق الواضح له على صعيد تطوير الأندية التي يقوم بتدريبها.