ترفيه

أحدهم قتل ولده والآخر اعتبر نفسه إلهاً، 3 ملوك تاريخيين عانوا من أمراض عقلية جسيمة

حينما نأخذ بالاعتبار أنّ معظم الحكّام التاريخيين القدماء حصلوا على السلطة التي حازوها وراثة من عائلاتهم، فلن يكون من الغريب أن نجد عدداً من هؤلاء الملوك يعانون من مشاكل عقلية جسيمة، خصوصاً عندما كانت هذه المشاكل تسري بشكل وراثي في بعض الأحيان في العائلات المالكة. بغضّ النظر عن الثراء، الرفاهية، والراحة التي تمّ توفيرها للملوك في العصور الغابرة، إلّا أنّ هذه الميزات لم تكن قادرة على شفاء، أو حتى إخفاء المشاكل التي عانى منها هؤلاء الملوك. في مقالنا اليوم سنستعرض عدداً من الحكّام القدماء الذين عانوا من مشاكل عقليّة أثرت بشكل كبير على حكمهم للبلاد، وعلى ذكر التاريخ لهم في سطوره، فلنباشر:

كاليغولا (إمبراطور روما، 37-41):

Julius Caesar

سيطر كاليغولا على عرش روما لمدة أربع سنوات خلال العشرينات من عمره، وعلى الرغم من إنجازاته الكبيرة في أول فترة حكمه، إلا أنّه سرعان ما أصبح حاكماً مجنوناً. ساورت كاليغولا العديد من الشكوك بأنّه سيتعرض للاغتيال، الأمر الذي قاده للحكم بوحشية كبيرة وسادية منقطعة النظير. أجبر كاليغولا وريثه في الحكم جيميلوس على الانتحار بالسمّ لأنّه كان يرى فيه مصدر خطر، ومنافساً له على الحكم، كما قام بترهيب أعضاء مجلس الشيوخ في روما وإهانتهم، واغتصاب زوجات بعضهم حتى. تمتّع كاليغولا أيضاً بفكرة شاذّة دفعت به للطلب من الناس أن يعبدوه كإله، فبنى لنفسه معبداً وأقام التماثيل التي تصوّره كأحد الآلهة، حتى وصل به الجنون إلى إعلان الحرب على إله البحر لدى الرومان (نبتون)، فأمر جنوده بالذهاب إلى شاطئ البحر، وضرب سطحه بالرماح والسكاكين، وعادوا بالأصداف كغنائم حرب! انتهى الأمر بكاليغولا مقتولاً من قبل أحد ضباطه؛ كاسيوس، بالإضافة إلى زوجته وابنته. لم يُعرَف على وجه التحديد المرض النفسي الذي كان يعاني منه كاليغولا، ولكن العلماء يعتقدون أنّ ماضيه القاسي الذي خسر فيه كل أفراد عائلته كان له أثر في ما آل إليه، ويذهب آخرون إلى أنّه كان مصاباً بالصرع.

إيفان الرابع “الرهيب” (قيصر روسيا 1547-1584):

خلال بدايات حكمه، نحج إيفان الرابع في تحسين وضع بلاده، وتوسيع رقعتها، وتحويلها لقيصيرية للمرة الأولى، وإنشاء أول برلمان وصحافة مكتوبة فيها، إلّا أنّ العنف الشديد الذي عرف به كان أكثر ما ذكره التاريخ عنه، حيث قام بقتل عدد كبير من حاشيته وتعذيبهم لمجرد شكّه بكونهم متورطين بقتل زوجته بالسم، وأعمى عيون المهندس العماري الذي قام بتصميم كاتدرائية سانت باسيل حتى لا يتمكن من تصميم مبنى أجمل منها، ووصل أثره المدمر إلى أهل بيته، إذ ضرب زوجة ابنه حتى تسبب بإجهاضها للجنين الذي كانت تحمله، وقتل ابنه في إحدى المرات التي كان يحاول فيها فضّ النزاع ما بين زوجته وأبيه. يشكّك بعض العلماء أن سبب تصرّفاته الغريبة وثورات عنفه هو الضرر الحاصل للفص الجبهي في قشرته المخية نتيجة ضربه لرأسه بشكل متكرر –وهو تصرّف اعتاد على القيام به بشكل مفاجئ بين الحين والآخر-، بينما يعتقد آخرون أنّه كان يعاني من نوبات من الصرع، أمّا الفريق الأخير فيبرر تصفاته بتعرّضه للتسمم بجرعة غير قاتلة من الرصاص –وهي المادة التي يُعتقَد أنّها استخدمت لتسميم زوجته- وهو ما سبب له هذه الأعراض الغريبة.

 تشارلز السادس “المجنون” (ملك فرنسا 1380-1422):

تسلّم تشارلز السادس حكم فرنسا في صغره، وحظي في أولى سنواته على لقب “المحبوب”، لكنّ هذا اللقب سرعان ما تحول إلى “المجنون” بعد التصرفات الغريبة التي أظهرها. يجمع العلماء على أن تشارلز السادس كان مصاباً بالسوداوية والفصام والذهان، ومن أشهر القصص التي سبّبها مرضه العقلي، قيامه بمهاجمة 4 من فرسانه وقتلهم، واعتقاده أنّه مصنوع من الزجاج، ومع تقدّمه في العمر أخذت حالته تتراجع شيئاً فشيئاً، حتى اعتقد في نهاية عمره أنّه لا يملك زوجة ولا أولاد، وأنّه غير موجود أساساً.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى