يعرف كل مشجعي كرة القدم مكانة مباراة الكلاسيكو في أوساط الساحرة المستديرة، والتي -وعلى الرغم من مكانتها التاريخية غير القابلة للطعن- اكتسبت زخماً هائلاً خلال العقد الماضي، عززته المنافسة المحتدمة بين أسطورتي كرة القدم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. في مقالنا لليوم سنعود بالذاكرة قليلاً لنراجع 5 من أقوى مباريات الكلاسيكو خلال العقد الماضي، فلنباشر:
5-0 لصالح برشلونة (منافسات الدوري الإسباني، نوفمبر 2010):
إذلال تامّ وكلّي لصالح الكتيبة الكتالونية، وإحدى أكثر المباريات التي لعبت من جانب واحد في تاريخ الكلاسيكو في العقد الأخير. أعطى بيب غوارديولا في هذه المباراة درساً تكتيكياً للبرتغالي جوزيه مورينيو في معقل نادي برشلونة؛ الكامب نو. شهدت المباراة واحداً من أفضل أداءات ليونيل ميسي في تاريخه على الرغم من عدم تسجيله لأي هدف فيها، حيث سجّل كل من تشافي، بيدرو، ديفيد فيا مرتين، ليرمي الفريق الكتالوني منافسه المدريدي في مهبّ الرياح بأربعة أهداف قبل أن يطلق البديل جيفرين رصاصة الرحمة بهدفه الخامس. تحصّل راموس في هذه المباراة على بطاقة حمراء لتدخّله العنيف على الأرجنتيني ميسي زادت من صعوبة الليلة على أبناء العاصمة.
1-0 لصالح ريال مدريد (نهائي كأس الملك 2011):
أول لقب لمورينيو أثناء فترته التدريبية في ريال مدريد، ويا له من لقب. أخذت المباراة مجراها في الميستايا قبل كلاسيكو الأبطال الشهير في نصف النهائي (والذي سنأتي على ذكره بعد قليل). شهدت المباراة استبسالاً كبيراً من كلا الفريقين، دفع بالمباراة لأن تمتدّ لأشواط إضافية، لتنتهي المباراة بهدف رونالدو الحاسم في الدقيقة 113، بعد رأسية كسر فيها قواعد الجاذبية، وجلب بها الكأس إلى القلعة المدريدية.
2-0 لصالح برشلونة (نصف نهائي أبطال أوروبا 2010/2011):
واحدة من أكثر صدامات الأبطال ملحمية في الذاكرة الكروية القريبة، ربّما لم تكن المباراة الأعظم من الناحية الفنية، لكنّها حتماً من الأعظم من ناحية الدراما التي شهدتها في الصراع الكلاسيكي بين بيب غوارديولا وغريمه جوزيه مورينيو. دفع مورينيو بلاعبه بيبي للقيام بدور وسط الميدان الدفاعي، لكنّه لم يستمرّ بهذا الدور كثيراً، إذ تلقى بطاقة حمراء بعد عرقلته لداني ألفيش أخرجته من حسابات المباراة. استغلّ الكتلان هذا النقص العددي للفريق الملكي لينقضّ الأسطورة الأرجنتينية عليهم بهدف يعده الكثيرون أجمل أهدافه في مباريات الكلاسيكو، اخترق من خلاله لاعبي الوسط والدفاع وأجهز على كاسياس معلناً حسم التأهل للنهائي للبلاوغرانا.
2-1 لصالح ريال مدريد (نهائي كأس الملك موسم 2013/2014):
“غاريث بيل هرب، شدّ شدّ”، من منّا لا يتذكر كلمات المعلق الشهير رؤوف خليف في هدف غاريث بيل التاريخي الذي التفّ فيه من خارج الملعب حول الإسباني بارترا، ليمحي لدى المشجعين ذاكرتهم عن هدف برشلونة الأول الذي قام هو –بارترا- بتسجيله، وتبقى ذكرى إذلاله من قبل المهاجم الويلزي ماثلة في الأذهان. ضَمِن كلّ من هدف بيل المميز وهدف دي ماريا الأول ثاني كأس للمدريديين في هذا العقد، مع هدف يعدّ من الأجمل في تاريخ المنافسة الحماسية بين الفريقين.
4-3 لصالح برشلونة (منافسات الدوري الإسباني):
هاتريك من ميسي، بطاقة حمراء على راموس، كلا العاملين السابقين أفرزا واحدة من أعظم مباريات الكلاسيكو وأكثرها حماساً في العقد الماضي. كمية الدراما التي حصلت خلال الدقائق التسعين النارية في البرنابيو كانت كافية لإشباع شغف أي محب لكرة القدم. لم يتأخر فتيل المباراة الأول بالاشتعال، حيث أطلق إنييستا صاروخية تجاه مرمى النادي المضيف في الدقيقة السابعة، ليتبعه بينزيما بالرد بهدفين جعلا نادي ريال مدريد في الصدارة، ليعيد ميسي توازن المباراة بهدف قبل انتهاء الشوط الأول. مع بداية الشوط الثاني عاد المدريديون للتقدم بهدف من علامة الجزاء سجّله رونالدو، قوبل بالردّ المضاعف بهدفين للأسطورة الأرجنتينية من علامة الجزاء أيضاً بعد أن تلقى راموس بطاقة حمراء عقب عرقلته لنيمار في الدقيقة الثالثة والستين، والتي تسببت بجزاء برشلونة الأولى.