تقنية وعلوم

4 حقائق لم تكن تعرفها عن كاميكازي اليابان؛ طيارو الحرب العالمية الثانية الانتحاريون.

كان هجوم اليابانيين على ميناء بيرل هاربر الأمريكي نقطة تحول في مسار الحرب العالمية الثانية، حيث لم ينهِ فحسب حياة قرابة الـ 2500 أمريكي، بل كان بداية لدخول الولايات المتحدة على خط الحرب العالمية الثانية، وما رافقه من تحوّل في مسار الحرب على كلّ من الجبهتين الآسيوية والأوروبية. قاد الصراع المتّقد بين الأمريكيين واليابانيين إلى ابتكار الكثير من التكتكيات الحربية الاستراتيجية التي لم تكن معروفة سابقاً، ولعلّ من أشهرها طيارو الـ كاميكازي اليابانيون، الذين على الرغم من خطورتهم، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على قلب مسار الأمور لصالح اليابان. في مقالنا اليوم سنذكر عدداً من الحقائق عن سلاح الكاميكازي الياباني سيء السمعة، فلنباشر:

“كاميكازي” تعني “الريح المقدسة”:

تترجم كلمة كاميكازي باللغة اليابانية حرفياً إلى “الريح المقدس”، وعلى الرغم من أن العالم اليوم يفهم الكلمة بمعنى الطيارين الانتحاريين، إلا أنّ معنى الكلمة يعود لما قبل الحرب العالمية الثانية بقرون، حيث تمّ إطلاق لقب الريح المقدسة على الإعصار الذي ضرب أسطول السفن المغولية الذي كان متوجهاً لغزو اليابان في القرن الثالث عشر، حيث رأى اليابانييون هذا الإعصار هدية من الإله إليهم، بعد سماعه واستجابته لصلوات الإمبراطور الياباني لحماية اليابان من غزو المغول.

معظم هجمات الكاميكازي أخطأت هدفها:

على الرغم من التضحية الهائلة التي كان يقدمها طيارو الكاميكازي، إلا أنّه من المقدر أنّ حوالي 14%- 19% فقط منهم نجحوا بإصابة السفن التي كانوا يحاولون إغراقها، بينما النسبة الكبرى الباقية من الطائرات فقد تمّ إسقاطها قبل أن تنجح بالوصول إلى هدفها، لكنّ ذلك لم يمنع طياري الكاميكازي من تخليد اسمهم في التاريخ كأحد أكثر أسلحة اليابان ضراوة في الحرب العالمية الثانية، إذ إنّ الذين تمكنوا من الوصول إلى أهدافهم منهم نجحوا بإغراق 47 سفينة من سفن الحلفاء، بينما تعرّضت 300 سفينة أخرى إلى ضرر بالغ.

ابتكر ماسافومي أريما استراتيجية الكاميكازي:

يرجع الفضل في فكرة الكاميكازي إلى رجل واحد بالتحديد؛ ماسافومي أريما، وهو طيار ياباني وأدميرال في البحرية الإمبراطورية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. على ما يبدو، فقد قام أريما قبل ركوب طيارته للمرة الأخيرة لمهاجمة حاملة طائرات أمريكية بنزع كل الرتب والرموز عن بدلته العسكرية، وأعلم جنوده أنّه لا ينوي العودة على قيد الحياة. على الرغم من فشله في تدمير حاملة الطائرات الأمريكية –حيث لم يسجل في ذلك اليوم أي ضرر على السفن الأمريكية في المحيط الهادئ-، إلّا أنّ أريما صنع جزءاً من التاريخ الحربي الياباني، بنسب الفضل إليه في ابتكار هذا التكتيك.

لم يكن الكاميكازي أول تكتيك انتحاري بحوزة الجيش الياباني:

على الرغم من الشهرة الكبيرة التي تمتّع بها انتحاريو الكاميكازي، إلّا أن هناك من سبقهم بالفعل في فكرة الانتحار لتحقيق الأهداف التكتيكية في المعارك، حيث كانت دفعات البانزاي الانتحارية أحد الأسلحة الفتاكة التي استخدمها الجيش الياباني في معاركه ضد الأمريكيين، في تمثيل آخر لرغبة اليابانيين الكبيرة في مواجهة مصيرهم المحتوم في سبيل وطنهم. سمّيت دفعات الكاميكازي بهذا الاسم لأن الجنود الأمريكيين كانوا يسمعونهم يرددون العبارة التالية “Tenno Heika Banzai” قبل قيامهم بعملياتهم، وهي تعبير عن وفائهم للإمبراطور قبل أن يهلعوا لملاقاة حتفهم. في الواقع، فقد كانت دفعات البانزاي سلاحاً شديد الفعالية في الحرب، حيث يقدر أن أحد الدفعات تمكّنت من الفتك بأكثر من 1000 جندي من سلاح البحرية الأمريكي.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى