منوعات

القصة المظلمة لإدوارد بيزنيل…الوحش المقنع الذي أرعب أمريكا

لأكثر من عقد من الزمن، كان سكان جزيرة قناة جيرسي النائية يخشون العثور على دخيل مقنع في منازلهم، إذ لم تكن هناك أنظمة إنذار في ذلك الوقت وبالكاد يوجد أي من رجال الشرطة في الجوار، مما سهل عملية تدمير هواتف المنازل بقطع الحبال، على هذا النحو، تمكن الوحش ذو قناع الجلد المنصهر من الاعتداء على أكثر من اثنتي عشرة امرأة وطفلًا بين عامي 1957 و 1971.

بداياته

ولد إدوارد بيزنيل في عام 1925، حيث قدم البريطاني من عائلة محدودة الدخل، وقد كان بالكاد مراهقًا عندما أعلنت المملكة المتحدة الحرب على ألمانيا في عام 1939، حيث سُجن لفترة وجيزة بسبب سرقته الطعام وتقديمه للأسر الجائعة.

بدأت جرائم بايسنيل في أوائل عام 1957، وذلك قبل وقت طويل من حصوله على لقبه السيئ السمعة أو ارتداء قناع وحش جيرسي. فقد كان دائما يضع وشاحا على وجهه، وفي يوم من الأيام اقترب الشاب البالغ من العمر 32 عامًا من امرأة شابة تنتظر حافلة في منطقة مونتي إيه لابي، وربط حبلًا حول رقبتها، فدفعها إلى حقل قريب واغتصبها وهرب.

مع مرور الوقت أصبح استهداف محطات الحافلات واستخدام الحقول المعزولة والخالية أسلوب عمله، حيث انتقل إلى ضحية ثانية تبلغ من العمر 20 عاما واعتدى عليها بنفس الطريقة، كرر ذلك في يوليو، ثم مرة أخرى في أكتوبر 1959. فلم تتوقف جرائمه الشنيعة، إلى أن قرر اقتحام البيوت والاعتداء على أهاليها.

ففي عام 1960 استيقظ صبي يبلغ من العمر 12 عامًا ليجد رجلاً يضع قناعا في غرفة نومه، فأجبره الدخيل على الخروج إلى حقل قريب واغتصبه، كما استهدف بعد ذلك كوخًا بعيدًا لامرأة تبلغ من العمر 43 عامًا، حيث استيقظت على إثر الضوضاء المزعجة على الساعة 1:30 صباحًا وحاولت الاتصال بالشرطة، لكن بايسنيل ذو القناع قطع خطوط الهاتف، وهجم بالضرب على المرأة لكنها تمكنت من الهروب والحصول على المساعدة، غير أنها عادت لتجده قد اختفى، ولتصدم بابنتها البالغة من العمر 14 عامًا وهي مغتصبة.

جرائم وراء جرائم

استمر الوحش المقنع في الاعتداء على مزيد من الأطفال الأبرياء، فانتفضت الشرطة أخيرا وبدأت التحريات، حيث تم استجواب جميع السكان الذين لديهم سجلات جنائية، لكن 13 منهم رفضوا تقديم بصمات أصابعهم، من بينهم الوحش المقنع بايسنيل، فضاقت قائمة المشتبه بهم. وحددوا بعض المواصفات الدقيقة: فقُدِّر أن عمره يتراوح بين 40 و45 عامًا، وطوله من خمسة أقدام وست بوصات، يرتدي قناعًا أو وشاحًا، ذو رائحة كريهة ويهاجم في الساعة 10 مساءً.

نهاية الوحش

بعد عامين من اختفاء وحش جيرسي، ظهر مرة أخرى سنة 1963، حيث اعتدى على أربع فتيات وفتيان كان قد خطفهم من غرف نومهم. فاختفى مرة أخرى لمدة عامين آخرين، وتم العثور بعدها على رسالة في مركز شرطة جيرسي في عام 1966 تتضمن سخرية وتهكما من الشرطة، كما وبخ المحققين لكونهم غير أكفاء، ولأنهم سمحوا للوحش بالفتك بمزيد من الضحايا الأطفال، وقد كان ذلك صحيحا ففي شهر غشت، خُطفت فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا من منزلها واغتصبت، حيث وجدت وهي مغطاة بالخدوش والجروح.

حدث الشيء نفسه لصبي يبلغ من العمر 14 عامًا سنة 1970 فأخبر الصبي الشرطة أن المهاجم كان يرتدي قناعا. لحسن الحظ، تم إيقاف بايسنيل البالغ من العمر 46 عامًا بسبب خرقه للضوء الأحمر في سيارة مسروقة في 10 يوليو 1971. وأثناء عملية التفتيش عثرت الشرطة على شعر مستعار أسود وأسلاك وشريط وقناع بالداخل، وكان بايسنيل يرتدي معطف واق من المطر مع أظافر مثبتة على الأصفاد والكتفين، وكان يحمل مصباح يدوي، فتم اعتقاله فورا، كما وجدوا أثناء تفقد منزله غرفة مخفية بها صور للممتلكات المحلية وسيف ومذبح مغطى بكتب عن السحر والتنجيم والأسود.

أدين الوحش المقنع ب13 تهمة، بالاغتصاب والاعتداء الجنسي واللواط وحُكم عليه بالسجن 30 عامًا. تم لاحقا إطلاق سراحه لحسن السلوك في عام 1991، لكنه توفي بنوبة قلبية بعد ثلاث سنوات. لكن ملابسات جرائمه البشعة وغير الرحيمة لازالت تذكر إلى الآن، بوصفه الوحش المقنع الذي أرعب أمريكا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى