تقنية وعلوم

اختراعات الحرب العالمية الأولى التي لا زلنا نستخدمها إلى اليوم

هل تعلم أن العديد من الأدوات التي نستخدمها الآن بشكل يومي قد تم اختراعها خلال الحرب العالمية الأولى؟ بغض النظر عن التطورات الرئيسية التي أحدثتها الحرب العالمية، فقد عرفت تلك الحقبة الزمنية بكونها رائدة في اختراع العديد من الوسائل العملية التي نستخدمها يوميًا، كالمعاطف والمناديل الورقية وبنوك الدم. أعتقد أننا ندين لمرحلة الحرب العالمية بالكثير أليس كذلك؟

بنوك الدم

لقد كانت عملية نقل الدم والتبرع به قبل الحرب العالمية الأولى منخفضة للغاية، وكنتيجة مات العديد من الجنود بسبب نزيف الدم، حيث لم تكن هناك عملية محددة مبتكرة لنقل الدم.

 منزعجًا من الموقف برمته، قام الطبيب أوزوالد روبرتسون في الجيش الأمريكي، بالتشاور مع الجيش البريطاني ونجح في تطوير أول بنك دم خلال الحرب العالمية الأولى. وقد صممت بالشكل الذي نستعمله اليوم وإن كانت تقليدية نوعا ما، حيث تقوم بنوك الدم في يومنا هذا بتجميع الأكياس وهي مبردة ومختومة بعناية مع شريط وصفي، أما في الماضي، فقد استخدموا طرقًا أكثر تقليدية لتخزين الدم، إذ كان الدم يخزن في قوارير زجاجية تُحفظ على الجليد ويضاف إليها خليط من محلول الصوديوم وسكر العنب للحفاظ عليه.

المصابيح الشمسية

من المعروف أن الحرب تسببت في زيادة الفقر وسوء التغذية، ففي عام 1919، كان على عدد كبير من الأطفال أن يواجهوا اضطرابات صحية مثل الكساح، الذي أدى إلى تليين العظام وتشوه في الجسم، حيث افترض الأطباء أن السبب هو الفقر ونقص الاحتياجات الأساسية. لكن الطبيب “كورت هولدشينسكي” وهو طبيب في المدينة، لاحظ أن الأطفال المصابين بالكساح كانوا شاحبين للغاية وخلص إلى أن هذا يرجع إلى عدم تعرضهم لأشعة الشمس، ونتيجة لذلك، أصبح الأطفال يعانون من نقص فيتامين (د). من جهة أخرى، لاحظ الأطباء أيضًا أن أشعة الشمس تساعد على التئام جروح الجنود بسرعة كبيرة، فلم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإدراك أن الأطفال بحاجة إلى مزيد من الضوء. وهكذا، تم اختراع المصابيح الشمسية!

الخوذة الواقية

قبل الحرب العالمية الأولى، اعتاد الجنود على تغطية رؤوسهم بقطع القماش، وهذا غير كفيل بالطبع للحماية من القنابل والرصاص، فلاحظ August-Louis Adrian  من فرنسا الأمر وصمم أول خوذة مصنوعة من الفولاذ الرقيق، بعد فرنسا صنعت بريطانيا خوذتها الخاصة باستخدام نفس التصميم ولكن بالاعتماد على مادة أكثر سمكًا، ثم ابتكرت فرنسا والولايات المتحدة أيضًا تصميمًا مشابهًا. وفي وقت لاحق من عام 1916، صنعت ألمانيا خوذاتها المميزة بتفاصيل أكثر تطورا. وكانت هذه بدايات ظهور الخوذة الحربية الواقية.

الساعات اليدوية

قبل الحرب العالمية الأولى، كان الأفراد يفترضون الوقت من خلال صفارات المصانع وأجراس الكنائس، حيث لم يكن الاحتفاظ بالساعات أمرا شائعًا، في حين كانت النساء ترتدين الساعات في الغالب كقطع زينة. وخلال الحرب، كان من الصعب على الجنود إخراج الساعات من جيوبهم وإلقاء نظرة على الوقت، خلال تلك الفترة لاحظ المبتكرون وجود فجوة في السوق، بالإضافة إلى الحاجة الملحة لساعات المعصم، وسرعان ما تم طرحها للبيع وكان الطلب عليها في تزايد مستمر. حتى اليوم، تتزايد الإيرادات التي تجنيها ساعات المعصم بشكل سنوي!

القطارات

خلال الحرب العالمية الأولى، لم يكن نظام السكك الحديدية متقدمًا كما هو الحال في الوقت الحاضر، ومع ذلك، أثبتت السكك الحديدية أنها مفيدة للغاية في نقل الرجال والمعدات. وقد لعبت السكك الحديدية دورًا رئيسيًا في سرعة استدعاء القوات المسلحة ونقل الجنود الجرحى. فأدى هذا إلى تأميم السكك الحديدية في أوروبا، في وقت لاحق من عام 1920، أنشأت بريطانيا أول وزارة للنقل، ثم بذلت الحكومة والأوساط الأكاديمية جهودًا جماعية خلال الحرب لخلق أرضية إدارية قوية فيما يخص وسائل النقل وخاصة القطارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى