من منّا لا يعرف جي كي رولينغ ، الكاتبة التي ذاع صيتها مع تأليفها لسلسلة الروايات الأكثر مبيعاً في التاريخ؛ سلسلة هاري بوتر. كما يعرف الكثير منّا، فدرب النجاح الذي سلكته رولينغ لم يكن درباً مفروشاً بالورود، حيث كانت أمّاً وحيدة عاطلة عن العمل، تعيش على إعانات الحكومة حينما قامت بتأليف كتابها الأول، لكنّ بعض الإلهام الذي استوحته من مصادر لم تكن في بال أحد ساعدها لتعصف بالعالم الأدبي بقوّة مع تتالي إصدار رواياتها الناجحة. في مقالنا اليوم سنستعرض عدداً من الحقائق التي لا يعرفها إلا القليل عن هذه الكاتبة المكافحة، لذا فلنباشر:
تدين رولينغ في نجاحها إلى طفلة بعمر 8 سنوات:
حينما أتمّت رولينغ كتابة روايتها الأولى: هاري بوتر وحجر الفلاسفة، بعد العديد من العقبات التي يواجهها الكتّاب في كتابهم الأول، تلقّت رولينغ الرّفض من أكثر من 10 دور نشر، قبل أن تمنحها دار نشر إنكليزية صغيرة تدعى بلومزبيري موافقتها على نشر الكتاب. حدثت تلك الموافقة بعد أن أعطى مدير دار النشر حينها نسخة من الكتاب إلى ابنته أليس التي كانت تبلغ من العمر 8 سنوات حينها. على الرغم من البدء بطباعة الكتاب، إلّا أنّ المحرّر في دار النشر باري كانّينغهام نصح رولينغ حينها بالحفاظ على وظيفة يومية، لأنّ عوائد بيع كتاب أطفال لم تكن كافية في نظره لتنفق على نفسها، حيث لم يكن يتوقّع هذا النجاح المدوّي الذي ستحققه رواياتها.
كتبت رولينغ أسماء المنازل في هوغوورتس للمرة الأولى على الوجه الخلفي لكيس تقيّؤ!
لطالما عمدت رولينغ إلى تسجيل الأفكار التي تخطر ببالها أولاً بأول حتى لا تنساها في ما بعد، فحينما تخطر في بالها فكرة تمسك بورقة وقلم وتشرع في تدوينها والاحتفاظ بها لوقت لاحق. حسب مقابلة أجرتها رولينغ مع أمازون فقد تراودت لها فكرة أسماء المنازل في هوغوورتس للمرة الأولى أثناء رحلة لها في الطائرة، فلم تجد سوى كيس للتقيّؤ أمامها لتكتب عليه أسماء نازل هوغوورتس، “نعم، لقد كان الكيس فارغاً.”
استلهمت جي كي رولينغ سوداوية السلسلة المفرطة من حياتها وتجاربها الشخصية:
على الرغم من أن سلسلة هاري بوتر هي سلسلة للأطفال بشكل أساسي، إلّا أن مستوى السلسلة وسوداويتها أخذا منحى متصاعداً مع تقدّم أجزائها، حيث تعاملت السلسلة مع مسائل جدّية كالموت و التعصّب. في مقابلة أجرتها رولينغ مع أوبرا وينفري، أكّدت أنّها جعلت شخصية هاري بوتر يتيمة الأبوين كمحاكاة لفقد أمّها التي توفت عندما كانت رولينغ بعمر الـ 20 بمرض التصلّب المتعدّد، كما أنّ الديمينتورز، وهي المخلوقات المرعبة التي كانت تطوف حول هوغوورتس في جزء السلسلة الثالث، ما كانت إلا تعبيراً عن الاكتئاب الذي أحاط بها في مرحلة العشرينات من عمرها. ” لم يكن الأمر حزناً عادياً، أنا أعرف الحزن بما فيه من بكاء ومشاعر، لقد كان الحالة الباردة من غياب أي شكل من أشكال المشاعر.”
استخدمت رولينغ اسم الكتابة الخاص بها (بالحروف الأولى من اسمها) استجابة لنصيحة دار النشر:
بالإضافة إلى افتراض فريق التحرير في دار بلومزبيري أنّ رواية رولينغ الأولى لن تحقّق نجاحاً كافياً، فقد نصحوها أيضاً بعدم استخدام اسمها الصريح؛ جوان رولينغن والاستعاضة عنه باسم رمزي من الحروف الأولى من اسمها، وذلك بناء على افتراض متحيّز على أساس الجنس، ففي نظرهم لن يقرأ الأولاد الذكور كتاباً قامت امرأة بتأليفه. دفع توق رولينغ للنجاح بها إلى قبول نصيحتهم، واستخدام اسم جي كي رولينغ، حيث يرمز حرف k إلى جدّتها المتوفية كاثلين.