مشروبات الطاقة هي مشروبات تحتوي على قدر كبير من المواد المنبهة، غالباً الكافيين، بالإضافة للسكر، والمتممات الغذائية في بعض الأحيان كالفيتامينات والكارتنيتين، ما يجعلها مشروبات قادرة على تحسين الحالة الذهنية لمستهلكها، ورفع مستوى اليقظة والنشاط عنده. في مقالنا اليوم سنتحدث عن عدد من الحقائق التي لم تكن تعرفها غالباً عن هذه المشروبات التي غزت الأسواق في العقود الأخيرة خصيصاً، فلنباشر:
محتويات المشروب:
تحتوي عبوة مشروب الطاقة الاعتيادية ذات الـ 250 ميلي لتر في العادة على 80 ميلي غرام من الكافيين، بينما تحتوي العبوة ذات الـ 500 ميلي لتر على ضعف تلك الكمية، أي حوالي الـ 160 ميلي غرام من الكافيين، ما يجعل مشروبات الطاقة تحتوي نصف الكمية من الكافيين التي تحويها كمية مماثلة من القهوة منزلية الصنع (الأمريكية)، والتي يحوي 500 ميلي لتر منها عادة على 330 ميلي غرام من الكافيين. قد تحتوي المشروبات الطاقية في بعض الأحيان على النيكوتين، الأمر الذي يجعلها بدائل جيدة للأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين.
يعود أصل مشروبات الطاقة إلى اليابان:
ظهرت فكرة مشروبات الطاقة في اليابان في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ الأمر في الخمسينيات بالأمفيتامين، والتي سرعان ما قامت الحكومة بحظرها، قبل أن تظهر شركة تدعى “تاشيو” لتقدّم لليابانين مشروباً سمّته “ليبوفيتان D”، والذي كان مشروباً منشّطاً تمّ بيعه في عبوات صغيرة مشابهة لعبوات المياه الغازية. بحلول ثمانينيات القرن الماضي، أصبح الشعب الياباني يستهلك المشروبات المنشّطة الحاوية على كمّيات معززة من الكافيين والسكر بشكل كبير، في سعي للكثير منهم للحفاظ على نشاطه طوال أيام العمل أو الدراسة الشاقة.
تأخّر انتقال مشروبات الطاقة لباقي أنحاء العالم حتى الثمانينيات:
كانت الكوكا كولا في سنوات إنتاجها الأولى منتجاً حاوياً على الكوكايين ذو الأثر المنشط، لكنّ ذلك لم يستمرّ طويلاً. بدأت لاحقاً المحاولات الخجولة لإنتاج مشروبات الطاقة للمرة الأولى في الولايات المتّحدة عام 1949، حينما قام كيميائي من ولاية شيكاجو الأمريكية بالإعلان عن مشروب معزّز بالكافيين والفيتامينات سمّاه “Dr. enuf”، إلّا أنّ هذا المشروب لم يكتب له النجاح. عام 1984 كان رجل الأعمال النمساوي ديتريخ ميتزيتش في زيارة عمل إلى بانكوك، عاصمة تايلند، حينما أذهل بالأثر العجيب لمشروب الطاقة التايلندي Krating Daeng، الأمر الذي دفعه للتعاون مع الشركة المنتجة لهذا المشروب الذي تمّ تغيير اسمه إلى ريدبول، حيث تمكّن بين عشية وضحاها من غزو القارة الأوروبية، وفي عام 1997 توسّع المنتج إلى الأسواق الأمريكية، ليولد بذلك سوق مشروبات الطاقة الذي نعرفه اليوم.
ترعى شركات مشروبات الطاقة العديد من أحداث الرياضات الشاقة:
تعدّ عقود الرعاية التي تلتزم بها شركات مشروبات الطاقة واحداً من أهم الوسائل التي تستخدمها لزيادة شعبيتها، حيث بدأ الأمر للمرة الأولى برعاية ريد بول لسباق الدولوميتينمان، وهو أصعب سباق تتابع في العالم، حيث ضمّ الركض، الطيران الشراعي، ركوب لدراجات الجبلية، وركوب قوارب التجديف في مياه الأنهار. قامت ريدبول لاحقاً برعاية أعلى قفزة حرّة في تاريخ البشرية حتى ذلك الحين (فيليكس بومغارتنر: محطم الأرقام القياسية، وصاحب أشهر قفزة حرّة في تاريخ البشرية).