كل من يتابع كرة القدم دون استثناء يعلم حجم المعجزة التي حقّقها نادي ليستر سيتي في موسم 2015/16، حين تمكّن نادي الثعالب من تحقيق اللقب الأغلى في إنكلترا والوصول إلى بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد تفوّق النادي على أندية عريقة كانت تتنافس على اللقب كتشيلسي، وقطبي مانشستر، وأرسنال وتوتنهام وليفربول، حيث أثار النادي إعجاب عشاق الساحرة المستديرة عقب حصوله على لقب الدوري الأقوى بعد موسم من صعوده إلى الدرجة الممتازة، وهو إنجاز لم يتمكن أحد قبلهم من الوصول إليه. كان وراء هذه المعجزة عدد من الأسماء المغمورة التي حققت قدراً هائلاً من الشهرة بعد الأداء الكبير الذي قدّمته ولعلّ أشهر هذه الأسماء رياض محرز ونغولو كانتي، وبطل قصّتنا لليوم: جيمي فاردي. في مقالنا لليوم سنتحدث عن قصة هذا اللاعب المكافح، وكيف انتقل من لاعب في دوري الهواة إلى نجم نادي الثعالب الأول، فلنباشر:
بداية وعرة:
طالما حلم جيمي فاردي الطفل والمراهق أن يكون لاعب كرة قدم محترف، لكنّ أحلامه اصطدمت بواقع متعثّر، حيث تمّ طرده من أكاديمية شباب شيفيلد وينزداي؛ النادي الناشط في دوري الدرجة الثانية الإنكليزي. دفعه إصراره للعودة للمحاولة مرة أخرى ولكن هذه المرة من بوابة نادي ستوكس بريدج بارك ستيلز، وهو نادي يلعب في الدرجة السابعة، كان اللعب مع النادي لا يكفي جيمي للإنفاق على طعامه وشرابه، الأمر الذي دفعه للعمل في مصنع لألياف الكربون بالإضافة لمسيرته الأساسية في لعب كرة القدم. حينما ظنّ فاردي أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر من ذلك، تمّت إدانته بالاعتداء بالضرب على أحد الأشخاص أمام حانة.
بدايات التحسّن:
لمع نجم جيمي فاردي مع ستوكس بريدج حيث قام بتسجيل 66 هدفاً في 107 مباريات، ما جعل العديد من الأندية تضعه نصب أعينها للتعاقد معه، فاتنهى المطاف به يتعاقد مع نادي فليتوود الناشط في دوري الشمال الممتاز. في عام 2012 انتقل فاردي إلى فريق ليستر سيتي مقابل مليون يورو، حيث كان فريق الثعالب الزرقاء يلعب في بطولة الدرجة الأولى الإنكليزية (التشامبيونشيب)، وكان هدفهم حينها حجز مقعد في بطولة الدرجة الممتازة الإنكليزية، الأمر الذي تحقق بوساطة فاردي ورفاقه بعد موسم ممتاز لهم حازوا فيه بطولة التشامبيونشيب عام 2013/14، الموسم الذي قدم فيه فاردي أداءً ممتازاً سجل فيه 16 هدفاً.
صناعة المستحيل:
تمكن ليستر في الموسم التالي من البقاء في البريميرليغ، ولكنّ هدفهم كان أبعد من ذلك، حيث شهد موسم 2015/16 مفاجآت كبيرة. بدأ فاردي الموسم بأداء ممتاز حيث سجل هدف التعادل من علامة الجزاء في مباراة فريقة الأولى مع بورنموث، ثم سجّل في المباراة التالية ضد أستون فيلا، وبعدها ضد ستوك، ثمّ أرسنال ونورويتش ونيوكاسل ومانشستر يونايتد، كاسراً بذلك رقم فان نيستلروي القياسي، بتسجيله أهدافاً في 11 مباراة متتالية في البريميرليغ. استمرّ فاردي بأدائه الممتاز مع ناديه إلى نهاية الموسم، حيث حقق فريقه المعجزة بحصوله على لقب البريميرليغ، ووصل فاردي في ذلك الموسم الأسطوري إلى وصافة هدافي الدوري الإنكليزي الممتاز بمجموع 24 هدفاً خلف المتصدّر حينها هاري كين الذي سجّل 25 هدفاً.