ننشغل في كثير من الأحيان عن متابعة الأمور المتعلّقة بصحّتنا، ونهمل الكثير من الآلام الخفيفة التي قد ترافق الاستيقاظ أو الرضوض البسيطة التي نتعرّض لها، وغالباً لا يكون لذلك تأثير كبير على مجرى حياتنا اليومية –وإن كان ذلك أمراً غير صحيح بالمطلق-، إلّا أنّ بعض الأعراض التي قد تصيبنا أو تصيب المقربين منّا ينبغي ألّا تترك دون عناية طبية، بل إنّ كثيراً منها يستدعي إجراءً إسعافياً لما فيها من خطورة على حياة المريض، في مقالنا اليوم سنتعرّف على 5 منن تلك الأعراض والمسببات المحتملة لها، فلنتابع:
صعوبة أو ضيق في النَفَس:
يعدّ ضيق النفس، أو عسرة التنفّس كما يطلق عليه طبياً عرضاً للعديد من الأمراض الهامة التي تتنوع في شدّتها من زيادة الوزن البسيطة، إلى الأزمات القلبية، والجلطات الدموية والربو، وصولاً إلى الإنتانات الرئوية. من الممكن أن يصاب أيّ منّا بضيق النفس في بعض الأحيان، لكن في حال كان هذا الضيق شديداً، مفاجئاً، أو يحدّ بشكل واضح من نشاطاتك اليومية، فلا بدّ لك من زيارة طبيب بشكل عاجل لتقييم حالتك الطبية، لأنّ صفات ضيق النفس هذه تكون ذات أسباب خطيرة في كثير من الأحيان.
الآلام الصدرية والبطنية العلوية:
قد تشير الآلام في المنطقة الصدرية والبطنية العلوية للعديد من الأسباب كالمشاكل المتعلّقة بالجهاز الهيكلي (العظام والعضلات)، الإنتانات الرئوية، أو الارتداد الحمضي من المعدة إلى المريء أو الفم، فالطبيب قادر بوساطة القصة السريرية الجيّدة على تحديد سبب من هذه الأسباب البسيطة نسبياً لهذا الألم. لكنّ هذه الأعراض قد تشير لسبب آخر بالغ الخطورة هو النوبات القلبية، في حال ما كان الألم مفاجئاً، لا يخفّ بالراحة، ومترافقاً مع أعراض أخرى هامّة كالغثيان، الإقياء، الدوار، ضيق النّفس أو التعرّق، لذا في حال ما كنت مصاباً بشيء من هذه الأعراض، ينبغي عليك زيارة الطبيب بشكل سريع للاطمئنان وإجراء الفحوص اللازمة.
“أسوأ ألم رأس شعرت به في حياتي”:
من الأعراض التي قد تشير لسكتة دماغية، هو الألم بالغ الشدّة المفاجئ في الرأس، ففي حال كانت هذه هي صفات الألم الذي تشعر به، ينبغي عليك المسارعة بالاتصال بالإسعاف، حيث أنّه من المعروف في السكتات الدماغية أن الوقت يساوي سلامة الدماغ، إذ كلّما سارعت بالحصول على المساعدة الطبيّة، كلّما كان الضرر المتوقّع أقلّ. من الأمراض الأخرى الخطيرة التي تتّصف بالألم بالغ الشدّة في الرأس التهاب السحايا الفيروسي أو الجرثومي، حيث يترافق الألم مع تيبّس في العنق وحمّى شديدة. من المهم الحصول على الرعاية الطبّية بشكل عاجل خصوصاً في التهاب السحايا ذو المنشأ الجرثومي، وذلك لمنع الضرر الدائم الذي قد يسببه المرض على الجهاز العصبي.
تغيّرات في الرؤية:
يمكن أن تكون التغيرات في الرؤية ناتجة عن إصابة، كصدمة على الرأس على سبيل المثال، ومن الأسباب الأخرى التي قد تسبب تغيّراً في الرؤية الإنتانات والحساسية. سواء كنت تعاني ضعفاً في الرؤية، أو أنّ الرؤية أصبحت ضبابية بالنسبة لك، فمن الضروري أن تراجع طبيباً ليقوم بتقييم حالتك والبحث عن سببها ومعالجته، لا سيما إذا كانت هذه التغيرات قد بدأت بشكل مفاجئ وبنسق تصاعدي.
أيّ ألم شديد أو مفاجئ:
يمكن أن يعود الألم المفاجئ الشديد غير المعتاد إلى طيف واسع من الأسباب، كأمراض الديسك (فتوق النواة اللبية)، التشنّجات العضلية، الإنتانات، والإلتهابات. الألم البطني الحاد المفاجئ تحديداً يشكل حالة طبية تستدعي مراجعة الطبيب بشكل إسعافي، إذ يمكن أن يكون ناتجاً عن عدد من الأسباب التي تستدعي علاجاً إسعافياً كالتهاب الزائدة الدودية، انثقاب القرحات، وانسداد الأمعاء.
