تقنية وعلوم

تيليسكوب جيمس ويب؛ العين التي ستتيح للبشر اكتشاف الفضاء كما لم يعرفوه من قبل.

تم في الشهر الماضي إطلاق تيليسكوب جيمس ويب، وهو تيليسكوب فضائي جديد تمّت صناعته من قبل وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية. من المخطط أن يحلّ التيليسكوب الجديد محلّ تيليسكوب هابل الذي ساعد البشرية لعقود على استكشاف الفضاء الخارجي. بلغت تكلفة إنشاء التيليسكوب الجديد 10 مليارات دولار، كما استمرّ العمل عليه لمدّة تزيد على 25 عاماً. في مقالنا اليوم سنتعرف على عدد من الحقائق المذهلة حول قدرات هذا التيليسكوب، والهندسة العبقرية الكامنة خلف تصميمه، فلنباشر:

 قدرات فائقة:

يتميّز تيليسكوب جيمس ويب بقدرات مهولة، حيث سيعمل بتقنية الأشعة تحت الحمراء بدل تقنية أشعة الطيف المرئية المستخدمة حالياً في تيليسكوب هابل والتيليسكوبات التقليدية. التيليسكوب مصمم على قدر عالٍ من الدقّة ويملك قدرات بصرية فائقة حيث يستطيع تمييز نحلة على الأرض من البصمة الحرارية الخاصة بها إذا كان التيليسكوب موجوداً على القمر! أمّا على مقياس النظر في الفضاء الذي سيستخدم فيه أساساً، فالتيليسكوب قادر على تمييز الأجسام التي تبعد عن الأرض مسافة تصل إلى 13 مليار سنة ضوئية، الأمر الذي يجعله بمثابة نافذة لنا على السنوات القريبة من بداية الكون.

هندسة معقّدة:

من المفترض أن يدور التيليسكوب بمدار حول الشمس يبعد عن الأرض حوالي مليون ميل (1.6 مليون كيلومتر)، ونتيجة لذلك فسيكون من المستحيل إصلاحه يدوياً في حال تعطّله، حيث لم يصل روّاد الفضاء سابقاً إلى مسافة بهذا البعد عن الأرض، وفقاً لناسا فالتيليسكوب معرّض للأعطال بـ 300 طريقة مختلفة، إذ إنّه ينبغي أن يتمّ تجنّب كل هذه الأعطال حتى يعمل التيليسكوب بشكل صحيح. بعد إطلاق التيليسكوب ووصوله إلى مداره سيتعيّن عليه القيام بمهمّتين أساسيّتين حتى يتمكّن من الشروع في العمل، الأولى هي فتح قطع المرايا المطوية التي يحملها لتشكيل المرآة الأساسية المكوّنة من 18 قطعة من المرايا الذهبية سداسية الشكل. بينما تتجلّى المهمّة الثانية في توسيع الدرع الحرارية الخاص بالتيليسكوب، والذي تصل مساحته إلى مساحة ملعب تنس، والغاية منه الحفاظ على درجة الحرارة بالغة الانخفاض التي سيعمل بها التيليسكوب، والتي تصل إلى -228 درجة مئوية، والسبب في ذلك كون التيليسكوب كما ذكرنا يعمل بالأشعة تحت الحمراء بشكل بالغ الحساسية، وبالتالي أي مصدر بسيط للحرارة سيسبب تشويشاً كبيراً في عمله.

آمال كبيرة:

من المتوقّع أن يستغرق التيليسكوب ما يزيد على ثلاثة أشهر حتى يتمكّن من التقاط صوره الأولى، حيث سيتمّ استخدامه للحصول على صور لمناطق بالغة البعد من الفضاء الخارجي كانت خارج قدرة تيليسكوب هابل. سيتعاون تيليسكوب جيمس ويب مع مشروع تيليسكوب أفق الحدث الأيقونير (EHT)، والذي تمكّن للمرة الأولى من الحصول على صورة للثقب الأسود في عام 2019، والهدف من هذا التعاون سيكون أكبر طموحاً، حيث سيحاول العلماء القيام بتصوير الثقب الأسود الواقع في مركز مجرتنا؛ مجرة درب التبانة، للحصول على صورة أوضح من الصورة السابقة. من المهام الأخرى التي ستلقى على عاتق التيليسكوب مراقبة الأجرام التي تدور حول الشمس خلف مدار نيبتون، والتي كانت لفترة طويلة غامضة بالنسبة لعلماء الفضاء، كما تعوّل بعض الأصوات الطموحة على التيليسكوب لإيجاد حياة في الفضاء الخارجي من خلال إيجاد أضواء صنعية في المنطقة القريبة من مجموعتنا الشمسية.

Mostafa Musto

طالب طبّ وكاتب محتوى، مهتمّ بالمجالات العلمية والثقافية والفنّية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى