نحتاج جميعنا -كوننا كائنات حية- أن نأكل لنعيش، كما نحتاج إلى عدد من مستلزماتنا اليوميّة، لكنّنا في معظم الأحيان نشتري الكثير من المنتجات التي لا تفيدنا، حيث ندخل المتجر لنشتري غرضاً أو اثنين، ونخرج منه حاملين العديد من المشتريات التي لا تنفعنا سوى في تحقيق متعة الشراء. في مقالنا اليوم سنأتي على ذكر عدد من الخدع التي يستخدمها أصحاب المتاجر الكبرى ليدفعوك لتشتري المزيد من المنتجات، احذر الوقوع في فخّها إن كنت تنوي الاحتفاظ ببعض المال!
استخدام المشاهير في الإعلانات:
أحد أذكى الحيل التسويقية التي تستخدمها الشركات في إعلاناتها، حيث أنّ أول ما يتبادر إلى أذهاننا حينما نرى إعلاناً يظهر فيه رياضي مشهور أو ممثّل يستهلك منجاً معيّناً كوجبة سريعة، أو مياه غازية من إنتاج شركة معينة: “هم أيضاً يأكلون هذا!”. في الواقع، فنحن -لا شعوريّاً- نحاول مواكبة نمط حياة المشاهير الذين نتابعهم، الأمر الذي يجعلنا نجد أنفسنا قد اشترينا منتجات لسنا حقّاً بحاجتها.
تشغيل موسيقى لطيفة:
هل لاحظت سابقاً أنّ المطاعم تشغّل عادة موسيقى كلاسيكية، أو أغنية لطيفة معروفة بين الناس. السبب في ذلك يرجعه العلماء لكوننا نميل لأن نصرف أموالاً على الطعام أكثر بـ 10% في حال كنا نستمع للموسيقى ممّا لو كنّا نأكل في جو هادئ. تقوم المتاجر الكبرى بنفس الحركة، حيث تتلاعب بمشاعر المشترين بأغاني معيّنة مألوفة لدى معظم الزبائن، ما يدفعهم لملئ عربات التسوّق الخاصة بهم بمنتجات أكثر من تلك التي يحتاجونها.
الفائدة الخادعة:
كثيراً ما نلاحظ حين ذهابنا للمتاجر لوحات سعريّة بألوان برّاقة على المنتجات، مع “حسومات” على سعر القطعة في كثير من الأحيان. في الحقيقة، فإنّ هذه السياسة في التسعير تدفع المستهلك للشراء بشكل أكبر من خلال إيهامه بفائدة معينة حققها من خلال استغلاله لهذا “الحسم”، لكن عند إعادة الحساب بدقّة غالباً سنجد أن الفائدة معدومة في كثير من الأحيان، وأنّنا دفعنا ثمن المنتج الاعتيادي نفسه.
وضع البضائع أمام عينيك:
من المعروف في علم التسويق أنّه من الضروري وضع البضائع بشكل معين جذّاب للمشتري حتى تزداد مبيعاتها، صدّق أو لا تصدّق، هناك برامج مخصوصة لدراسة حركة العين ضمن المتاجر يعتمدها علماء التسويق لمعرفة أكثر الأماكن جاذبية للعين البشرية، ليضعوا فيها البضائع المراد ترويجها، والبضائع الأغلى ثمناً، ممّا يزيد مرابح المتاجر والمسوّقين على حدّ سواء.
الأسعار المخفّضة:
تستغلّ المتاجر تخفيض الأسعار تجارياً بالعديد من الوسائل، فغالباً ما يكون تخفيض الأسعار على منتجات شارفت صلاحيّتها على الانتهاء، الأمر الذي يدفعنا لشراء مشتريات لا تلزمنا لنشعر بانتصار وهميّ على المتاجر كوننا حصلنا عليها بسعر مخفّض، كما يتمّ في بعض الأحيان إبراز تخفيض الأسعار بشكل ملفت للأنظار، وإظهار مزايا المتجر التنافسية في بضائع مخفّضة الثمن، ولكن عند دخولك للمتجر لشراء البضاعة المخفّضة، سينتهي بك الأمر وقد اشتريت معها العديد من البضائع غير مخفّضة السعر والتي في كثير من الأحيان تكون بأسعار تساوي أو تزيد على باقي المتاجر، يبقى المتجر في النهاية هو المستفيد الأكبر من هذه العملية. في كثير من الأحيان تكون التخفيضات محصورة بالبضاعة ذات الكميّات الكبيرة من دون تخفيض ثمن الكميّات المتوسّطة أو القليلة، ما يدفع بكثير من الزبائن لشراء كمّيات تفوق احتياجاتهم الاعتيادية، والرابح من هذه الصفقة كالعادة هو المتجر.