جيف بيزوس؛ من طفل يعمل في مزرعة جدّيه إلى ثاني أغنى رجل في العالم!

حينما كنّا في السابق نذكر الأشخاص المصنفين في قائمة الأغنى في العالم، لوجدناهم بكل تأكيد يعودون لعائلات معروفة بالثروة الفاحشة، ولكنّ هذه العادة بدأت تأخذ بالتراجع شيئاً فشيئاً في العقود الأخيرة، وموضوع مقالنا اليوم مثال صريح على ذلك. ولد جيفري بريستون بيزوس في ولاية نيوميكسيكو الأمريكية عام 1964 لعائلة متوسطة الحال، ووالدين لا يبلغان من العمر سوى 17 و18 عاماً حين أنجباه، واستطاع خلال أقل من نصف قرن تشكيل ثروة هائلة تزيد على 200 مليار دولار حتى تاريخ كتابة هذا المقال، فما هي تفاصيل هذه الرحلة التي نقلته إلى مصافي أثرى رجال العالم، هذا ما سنستعرضه في مقالنا لليوم، تابع معنا.

بدايات طموحة:

كان جيف بيزوس منذ صغره طفلاً متميّزاً، ولد لعائلة متوسطة الحال في ولاية نيوميكسيكو الأمريكية، وعمل منذ طفولته ومراهقته في أعمال متعددة، بدأها بالعمل في مزرعة جدّيه للمواشي في ولاية تكساس، ثم انتقل للعمل في سلسلة مطاعم ماكدونالدز كطاهٍ يقوم بقلي الدجاج، ولا يتقاضى سوى 3 دولارات في الساعة. عرف عن بيزوس تفوقه في الدراسة، حيث تخرّج عام 1986 من كلية الهندسة الكهربائية في جامعة برينستون العريقة بأعلى تقدير. بعد تخرّجه، تنقّل بيزوس بين عدد من الوظائف كانت أولاها العمل في شركة فيتل، وهي شركة ناشئة مختصة في التجارة الدولية. انتقل بعدها بيزوس للعمل في نيويورك في بنك D.E. Shaw & Co الاستثماري، وسرعان ما وصل لمنصب نائب الرئيس الأعلى في البنك، حيث كان أصغر من يحقق هذا اللقب. كانت مسؤولية بيزوس في عمله متمحورة حول إمكانيات الاستثمار في عالم الإنترنت، الذي كان مجالاً واعداً في بداياته حينها، خصوصاً مع معدل نمو سنويّ للمستهلكين كان يصل إلى 2000%. يبدو أن عمل جيف في هذا المجال أوحى له بفكرة المشروع الذي سيجعله أثرى رجل في العالم لسنوات متتالية.

Amazon:

ترك جيف بيزوس عمله في البنك واتّجه لإنشاء مشروعه المعتمد على الاستثمار في الإنترنت، حيث انتقل إلى سياتل، واشنطن، المكان الذي قام فيه بافتتاح مكتب يحوي ثلّة من الموظفين، ليكون النواة الأولى للموقع الأشهر عالمياً في التجارة الإلكترونية؛ موقع أمازون. بدأ الموقع في الأساس كموقع لبيع الكتب عبر الإنترنت، وشكّل صديقاً لطيفاً لمتصفحي الإنترنت الذي كانوا معتادين في ذلك الحين على الصفحات الإلكترونية الرتيبة، حيث احتوى الموقع على تفضيلات للقراءة، وقدرة بحث عن الكتب النادرة المفقودة في المكاتب المحليّة. أخذ موقع أمازون يتوسّع شيئاً فشيئاً مع مرور السنوات حتى أصبح يضمّ قسماً للمزادات في البداية، ثمّ أضاف أنواع مشتريات جديدة كالإلكترونيات، والملابس، والأقراص المدمجة، حتى وصل في النهاية لبيع كل شيء قد يخطر على بال أيّ منّا، باستثناء الممنوعات طبعاً!

مشاريع أخرى:

لم تقتصر أعمال جيف بيزوس على عالم الإنترنت، حيث مدّ نفوذه ليصل إلى عالم الفضاء، من خلال شركته التي أنشأها عام 2000، والتي تحمل اسم Blue Origin، وهي شركة مختصّة في عالم السفر عبر الفضاء، وآلياته.

حياة شخصية صاخبة:

أعلن جيف بيزوس وزوجته السابقة ماكينزي تاتل عام 2019 عن طلاقهما، بعد زواج استمرّ قرابة ربع قرن، وذلك بعد فضيحة انتشرت له بعد أن قام بخيانتها مع امرأة ثانية. حصلت ماكينزي على تسوية طلاق هائلة بلغت قيمتها 36 مليار دولار، وهي عبارة عن 25% من ملكية أسهم شركة أمازون، الأمر الذي جعلها تصبح ثالث أغنى امرأة في العالم، ومع ذلك لم تتزحزح مكانة بيزوس حينها كأغنى رجل في العالم بثروة تقدّر بـ 130 مليار دولار، قبل أن يسبقه لاحقاً منافسه الصاعد بقوة إيلون ماسك الذي تمكّن لاحقاً من كسر عتبة الـ 300 مليار دولار فيما بعد! (كيف أصبح إيلون ماسك أثرى رجل في العالم؟)

Exit mobile version