يعتبر المخرج الأمريكي ستانلي كوبريك العقل المدبر لعدد من أكثر الأفلام أيقونية في تاريخ السينما الهوليوودية، حيث مكّنته شخصيته الباحثة عن الكمال من إخراج ما مجموعه 16 فيلماً فقط على مدار 46 عاماً، يملك كل منها شخصيته الخاصة، وتأثيره المحوري على عالم السينما، الأمر الذي جعله يصنّف ضمن أعظم المخرجين في التاريخ. تميّزت جميع أفلام كوبريك بالابتعاد عن نمط الأفلام الطبيعية، حيث حوّل أفلامه إلى نوع من الأدب الشعري. لطالما كانت حياة كوبريك الشخصية خاصة وبعيدة عن الإعلام، ولكن في مقالنا اليوم سنسلط الضوء على عدد من الحقائق الغريبة التي لم تكن معروفة لدى الغالبية منا عن كوبريك وماضيه، لذا فلنباشر:
بدأ عمله في المجال الفنّي كمصوّر:
حينما كان كوبريك طالباً في الثانوية كان عضواً في نادي التصوير الفوتوغرافي في المدرسة، ووفقاً لـ CNN، فقد عمل في بداياته كمصور لمجلة Look، والتي كانت ذائعة الصيت في ذلك الحين. ركّزت معظم صور كوبريك إبان عمله مع المجلّة على المشاهد اليومية من حياة أشخاص مختلفين، حيث حاول إظهار الجمال في التفاصيل اليومية التي لا نلقي لها بالاً في العادة. استمرّ كوبريك في عمله في مجلة Look حتى نهاية الأربعينينات من القرن الماضي، قبل أن يتركهم عام 1950، لينطلق في عمله المستقلّ في تصوير الأفلام القصيرة.
كان كوبريك قاسياً في التعامل مع الممثلين الذين يعملون معه:
يعرف الكثير من معجبو المخرج ستانلي كوبريك بخصوص المعاملة القاسية التي عامل بها نجمة فيلم الرعب الشهير The Shining شيلي دوفال، والتي كان القصد منها الوصول بالممثلة إلى الحالة النفسية المثالية لتصوير مشاهد الفيلم. لكنّ كثيراً لا يدرون شيئاً عن المعاملة السيئة التي تعامل بها المخرج الشهير مع نجم فيلم A Clockwork Orange مالكوم ماكدويل، والذي يذكر تفاصيل عمله السلبية مع كوبريك، حيث قام بالبصق عليه في إحدى المرات وأجبره على مشاهدة بعض المقاطع المزعجة التي كان ينوي وضعها في فيلمه، كما يذكر تجاهل المخرج لألمه حينما أصيب جفنه أثناء تصوير أحد مشاهد الفيلم، واستعجاله المستمر لاستكمال التصوير.
كان كوبريك مولعاً بالقطط بشكل كبير:
لطالما أحبّ كوبريك القطط، وقام بتربيتهم كحيوانات أليفة، حتى أنّهم قام بمنحهم ميزات لم يكن يمنحها عادة للبشر المحيطين به، حيث كانت يسمح للقطط بدخول غرفة التعديل الخاصة به، والتي كانت بالنسبة له حصناً منيعاً غير مسموح لأي شخص بالاقتراب منه. في الأوقات التي كان يضطر فيها للسفر وترك قططه، كان يقوم بترك دليل كوّن من 15 صفحة للشخص الذي يقوم بالعناية بهم، ووصل به الأمر لجعل قططه تشرب مياه سويسرية معدنية!
كان من عشاق الملاكمة:
أحبّ كوبريك الملاكمة منذ صغره وبدا ذلك جلياً في تركيزه في جزء كبير من أعماله على الملاكمة، لدرجة أنّ أول فيلم قام بإخراجه كان فيلماً قصيراً بطول 16 دقيقة عن الملاكمة بعنوان Day of the Fight. يحكي الفيلم قصة استعدادات الملاكم والتر كارتير لمباراته، وهو متاح للمشاهدة على منصة اليوتيوب.
قامت عائلته بتمويل فيلمه الأول:
حينما قرر كوبريك الانتقال من الأفلام القصيرة لعالم الأفلام الطويلة واجه بعض الصعوبات في الناحية المالية قبل أن يقوم كل من والده وعمّه بتمويل فيلمه الأول، والذي حمل اسم Fear and Desire. قام كوبريك لاحقاً بوصف الفلم بأنّه عمل هوّاة، حيث لم يكن قد قام بدراسة مبادئ الأفلام وتقنياتها، الأمر الذي جعله يقع في العديد من الأخطاء، خصوصاً وأن عمره كان ما يزال 25 عاماً.