عندما نلتفت إلى أبسط الأمور وأكثرها عفوية في حياتنا اليومية بشيء من التدقيق والشك، سنجد الكثير من الغرائب والأسرار التي لم تكن لتخطر على بالنا في الأحوال العادية بشكل من الأشكال، ولعلّ عديداً من هذه الحقائق ستكون مثيرة للاشمئزاز بشكل كبير، هذا ما سنراه في مقالنا لليوم للأسف. على الرغم من أنّ الحوادث قد تحدث في بعض الأحيان خصوصاً عند الأطفال، إلّا أنّنا جميعاً نتفق أنّ التبول في مياه المسابح أمر غاية في القرف. وعلى الرغم من أنّ السباحة في مياه مليئة بمفرزات الأشخاص الآخرين الذين يشتركون في نفس حوض السباحة من عرق ولعاب وحتى بول، أمرٌ لا يوقف معظم النّاس عن السباحة في المسابح العامة، إلّا أنّ العلماء لديهم مخاوف من أسباب أخرى تجعل من السباحة في أحواض كهذه عامل خطر للإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية.
أصدر المجتمع الكيميائي الأمريكي مقطع فيديو صادم يشرح فيه الآلية المرعبة التي يمكن أن تتفاعل فيها فضلات الجسم البشري ومفرزاته مع المواد المطهرة المستخدمة في أحواض السباحة العامة من كلور وغيره. وفقاً للباحثين، يحتوي حوض السباحة الواحد حوالي الـ 30-80 ميلي لتر من البول لكل شخص يسبح! عندما تختلط مفرزات الجسم البشري من بول وعرق ولعاب مع مواد التطهير الكيميائية المستخدمة في المسابح كالكلور وغيره وتتفاعل معها، تنتج مركبات يطلق عليها الـ DBPs، والتي تعني النواتج الثانوية للمواد المطهرة. من الممكن أن تسبب هذه المواد آثاراً جانبية خطيرة، كتحريض نوبات الربو، اهتياج الجلد، وحروق العيون واحمرارها. في الواقع، فإنّ نتائج التجارب تذهب أبعد من ذلك، حيث أثبت العلماء كون هذه النواتج الجانبية لمواد التطهير قادرة على إحداث ضرر جيني في الخلايا التي تم إجراء تجارب عليها في الشروط المخبرية، بالإضافة إلى ذلك، تفيد تقارير أخرى بأنّ الأشخاص الذين يسبحون أو يعملون بالقرب من أحواض السباحة العامة رازحون تحت معدلات خطر أعلى من غيرهم للإصابة بمشاكل صحية مؤكدة، من ضمنها الأعراض التنفسية وحتى سرطان المثانة! وفقاً لأبحاث مجتمع الكيميائيين الأمريكي.
خطر التلوث لا يتوقف عند هذا الحد، هل تتذكر رائحة المسابح المميزة التي سرعان ما أن تشمّها حتى تعود لذكريات السباحة الصيفية المنعشة؟ حسنا في الواقع مصدر هذه الرائحة ليس بلطف الذكريات التي تستجلبها، يؤكّد العلماء أن مصدر هذه الرائحة هو مزيج مكون من عنصرين، الأول هو المفرزات البشرية، والثاني هو الماء، أمّا الكلور فهو بريء من هذه التهمة الموجهة إليه! هذه الحقيقة كفيلة بجعل العديد من الناس يفكّرون جدّيا بحرق ثياب الباحة الخاصة بهم، والاستعاضة عنها بالتزلج على الجليد أو تسلق الجبال أو أي نشاط بدني آخر.
في الختام، حتى نتجنب الكثير من هذه الآثار السيئة، فالتصرّف المثالي هو قيام كلّ منا بالاستحمام قبل النزول في حوض السباحة، للتخفيف قدر الإمكان من المفرزات التي ستنحلّ في مياه الحوض، حيث تجبر الكثير من المسابح العمومية مرتاديها على القيام بذلك للمحافظة على بيئة أقرب ما تكون للصحية، على الرغم من صعوبة تطبيق ذلك بشكل كامل.