مما لا شك فيه أن الدماغ البشري هو ماهية الإنسان، وهو عضو مليء بالعجائب والخوارق، ويُعتقد أن الدماغ البشري يمكن أن يولد حوالي 23 واط من الطاقة الكهربائية، وهو ما يكفي لإضاءة مصباح صغير. على الرغم من وجود بعض الحقائق المذهلة حول الدماغ، إلا أنه لا يزال هناك الكثير لنكتشفه، وقد أدت المعلومات الخاطئة من الماضي إلى انتشار العديد من الأساطير والخرافات حول الدماغ البشري. فيما يلي أهم 5 خرافات عن الدماغ البشري.
حجم الدماغ يؤثر على الذكاء
دائما ما نعتبر أن الشيء الأكبر هو الأفضل، أليس كذلك؟ لكن هذا ليس هو الحال حقا عندما يتعلق الأمر بالدماغ البشري. لا يتم تحديد الذكاء من خلال حجم الدماغ ولكن بدلاً من ذلك من خلال نقاط الاشتباك العصبي، وهي وصلات بين الخلايا العصبية في الدماغ. يرتبط الذكاء بحجم الفص الجبهي وحجم المادة الرمادية أكثر من مجرد الحجم الهائل للدماغ، وقد وجدت بعض الدراسات ارتباط طول الأفراد بكبر أحجام الأدمغة، فأظهرت البيانات أن الأشخاص طويلي القامة قد يكون لديهم أدمغة أكبر قليلاً من الأشخاص قصيري القامة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الأشخاص طوال القامة أكثر ذكاءً. لا يمكن تحديد حجم الدماغ أو الذكاء من خلال الطول وحده، والقدرة المعرفية لا تتحدد فقط من خلال حجم الدماغ. وبالتالي فلا بأس إذا كنت قصيرا، فالطول ليس كل شيء … على الأقل عند الحديث عن الدماغ.
نحن نستخدم فقط 10٪ من أدمغتنا
من الأساطير الشائعة حول الدماغ أننا نستخدم فقط جزءًا صغيرًا من إمكانات الدماغ. ربما تكون قد شاهدت العديد من الأفلام التي تحكي عن منح البشر فرصة لإطلاق العنان لإمكانيات عقولهم الكاملة، ولكنها مجرد أفلام خيالية. الحقيقة هي أننا نستخدم دائمًا أكثر من 10٪ من عقولنا. يتم استخدام هذه الأسطورة بشكل شائع من قبل المعلمين والمتحدثين التحفيزيين لمساعدتنا على إطلاق العنان لإمكاناتنا الكاملة، لكن أسطورة الـ 10٪ ليست أكثر من أسطورة حضرية ربما كانت موجودة منذ أوائل القرن العشرين. في حين أن الدراسات أكدت أن كل مناطق الدماغ نشيطة إلا في حالة الأشخاص الذين يعانون من بعض أنواع تلف الدماغ. ويُعتقد كذلك أن الدماغ يستخدم حوالي 20٪ من طاقة أجسامنا، ومن غير المنطقي أن مثل هذا الجزء الصغير من الدماغ سيستهلك الكثير من طاقتنا.
ألعاب الدماغ تحسن الذاكرة ومهارات التفكير
قد تكون ألعاب تدريب الدماغ ممتعة، ولكن هناك القليل من الأدلة التي تظهر أنها تحسن الذاكرة أو الذكاء. ظهرت هذه الألعاب كواحدة من أحدث الطرق المسلية لشحذ عقلك ويتم الترويج على أنها تفيد دماغ المستخدم وتطور من قدراته الذهنية، إلى أن جاءت إحدى تقارير الصادرة عن مركز ستانفورد حول طول العمر، حيث وجدوا أن ألعاب الدماغ تظهر القليل من الأدلة على التحسينات في القدرات المعرفية. ويشيرون إلى أنه قد يكون من الأفضل قضاء الوقت في الأنشطة التي تفيد الحياة اليومية، مثل القراءة والتواصل الاجتماعي وممارسة الرياضة والبستنة. قد يكون هناك دليل على أن نسبة صغيرة يمكن أن تستفيد من هذه الألعاب، مثل كبار السن الذين قد يواجهون مرض الزهايمر. ولكن بشكل عام، تعتبر ألعاب العقل مجرد خرافة يتم التسويق لها من قبل الشركات التي تتطلع إلى جني الأموال.
يختلف أشخاص الدماغ الأيسر عن أشخاص الدماغ الأيمن
كل شخص لديه مواهب وأنماط شخصيات مختلفة، لكن لا يوجد دليل على أن هذه الاختلافات ناتجة عن هيمنة نصف الدماغ، صحيح أن كلا من الجانب الأيمن والأيسر من الدماغ يتخصصان في مهام مختلفة. فالجانب الأيمن أكثر إبداعًا، بينما الجانب الأيسر أكثر تحليليًا. لكن الدراسة التي أجرتها جامعة يوتا سنة 2013 لم تجد أي دليل على أن الناس يمتلكون جانبًا مهيمنًا من الدماغ، لذلك فالإيمان بهذه الخرافة المغلوطة، قد يساعد على الحد من إمكاناتك.
معدل الذكاء يظل ثابتا طوال الحياة
من المرجح أن معدل الذكاء لدى الشخص يتحرك صعودًا وهبوطًا مع تقدمه في العمر، مما يثبت أن معدل الذكاء لا يظل كما هو طوال حياة الإنسان. إذ تبلغ قدرتنا على تذكر المعلومات ذروتها بحلول سن 18، ولكن الذكاء العاطفي قد يتحسن حتى سن 30.
تظهر الدراسات أن تجارب حياتنا بما في ذلك تلك المتعلقة بالمدرسة، تغير طريقة عمل أدمغتنا ويمكن أن تساهم في درجات الذكاء المتقلبة هذه. ومع ذلك، فإن تحديد معدل ذكاء الشخص ليس علمًا دقيقًا أبدًا، حيث يعتقد بعض الأساتذة أن هامش الخطأ حول تحديد درجة الذكاء يمكن أن يكون زائد أو ناقص 5 أو 6 نقاط في أي وقت. يعتقدون أيضًا أنه يجب عليك توخي الحذر بشأن كيفية قياس الذكاء لأن معدل الذكاء مفهوم نسبي.