منوعات

لغز الأميرة أناستازيا؛ آخر أميرات عائلة رومانوف الإمبراطورية الروسية.

لعلّ كثيراً منّا لا يزال يتذكر الأغنية التي سمعناها في طفولتنا كثيراً “أغنية عن شهر ديسمبر” حينما غنّتها الأميرة ذات الشعر الأحمر أناستازيا. لم يكن هذا الفيلم الكرتوني الذي تمّ إنتاجه عام 1997 أول فيلم يتحدّث عن لغز الأميرة الروسية المفقودة؛ أناستازيا رومانوف، فقد سبقه إلى ذلك الفيلم الشهير الذي يحكي عن القصة عام 1956 من بطولة أنغريد بيرغمان، حيث شكّل لغز الأميرة الضائعة مادّة دسمة لصنّاع الأفلام في القرن الماضي بما فيه من دراما مأساوية وغموض لفّ القصة على مدى 90 سنة حتى تمكّن العلماء من حلّه، ولكنّ النهاية لم تكن سعيدة للأسف كما كانت في نهاية فيلم ديزني.

الحادثة المروّعة:


لم تكن الأوضاع المعيشية في أفضل أحوالها في المراحل الأخيرة من حكم الإمبراطورية الروسية في عهد القيصر الأخير نيكولاي الثاني، وجاء اشتعال الحرب العالمية الأولى وانخراط الإمبراطورية الروسية فيها ليصب الزيت على النار، ويشعل غضب الجموع الجائعة من المواطنين الروس آنذاك، حيث قامت الثورة البلشفية عام 1917 تعبيراً عن هذا الغضب الدفين، واستجاب حينها القيصر بالتنحي عن عرش الإمبراطورية، والتخلي عن كامل سلطاته. تعرض القيصر بعد ذلك مع كامل عائلته للنفي إلى قصر ناءٍ في جبال الأورال الروسية، ولكن الأمور لم تنته عند هذا الحد، بل آلت للأسوأ.

في فجر يوم السابع عشر من يوليو اقتحم القصر فرقة نارية من القوات البلشفية، وقاموا بإعدام العائلة الإمبراطورية كاملة رشاً بالرصاص. ضجّت أوروبا كلّها بهذه الحادثة، ولكنّ غياب وجود الدليل عليها جعل بعض الأقاويل تنتشر حول نجاة الابنة الصغيرة للعائلة الإمبراطورية أناستازيا، وتمكّنها من الهروب من الفاجعة، وقد زادت دوافع انتشار هذا القول خصوصاً بعد العثور على جثث العائلة المالكة كاملة، مع غياب جثة الأميرة الصغيرة.

ادعاءات كاذبة:

بعد انتشار خبر مقتل عائلة الرومانوف، واحتمال نجاة الابنة الصغرى من المذبحة، دون ظهورها بشكل صريح، تزايدت أعداد الفتيات اللواتي ادّعين كونهنّ الأميرة المفقودة عبر أنحاء أوروبا طمعاً في ميراث عائلة رومانوف الهائل، لكنّ أياً منهنّ لم تكن تملك أي دليل يثبت كونها أناستازيا رومانوف. لعلّ أحد أكثر الفتيات اللاتي ادعين كونهنّ أناستازيا شهرة هي آنا آندرسون، والتي بقيت قضيتها قيد التداول في المحاكم الألمانية لأكثر من 30 سنة، حتى حكمت محكة ألمانية في العام 1970 بعدم وجود ما يثبت أو ينفي كون آنا أندرسون هي ذاتها الأميرة الروسية المفقودة.

النهاية المؤسفة:

بعد سنوات من العثور على جثث العائلة المالكة (القيصر، زوجته، وثلاثة من بناته)، تمكّن فريق من العلماء في عام 2007 من العثور على الجثتين الناقصتين من جثث عائلة رومانوف، وبعد فحص الحمض النووي تبين أنهما تعودان لابن الإمبراطور أليكسس، وابنته ماريا، الأمر الذي يعني أنّ جثة أناستازيا كانت من ضمن الجثث الخمس التي وجدت في المرة الأولى، وبذلك كتبت آخر سطور القصة الحزينة لمقتل العائلة الإمبراطورية الروسية كاملة، بعد أن تبيّن أنّ أحداً منهم لك يكتب له النجاة من المذبحة التي تعرضوا لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى