طاعون دملي…أكثر الأمراض فتكا في التاريخ

الطاعون الذي حصد أرواح 200 مليون شخص!

“الجائحة”… لا يخفى على أحد أن هذه الكلمة هي أكثر ما تمت كتابته السنوات الفارطة ولازالت، واستحوذت على حياتنا، وخلقت استنفارا عالميا اهتزت له الكرة الأرضية بأكملها. لكن هل سبق وأن تساءلت يوما كيف تعامل التاريخ مع الأوبئة؟ ما هو أكثر الأمراض فتكًا على الإطلاق؟ تابع معنا قراءة المقال لتتعرف على التفاصيل.

ما نوع مرض دملي ؟

الطاعون الدملي هو نوع من الأمراض الذي تسببه بكتيريا الطاعون وهي خلية بيولوجية توجد ببعض الحيوانات. وتشبه أعراضه أعراض الأنفلونزا التي تظهر في غضون سبعة أيام بعد الإصابة، وتتمثل في الصداع والحمى وتضخم الغدد الليمفاوية، عادة ما تنفتح العقد المتورمة، مما يسبب الكثير من الألم. ويعتبر الطاعون الدبلي أو الدملي مميت جدا، وبدون علاج، حيث ينجو منه أقل من 40٪ من المصابين، كما تحدث معظم الوفيات بين اليوم الثالث والخامس بعد ظهور الأعراض الأولى.

تعد الغرغرينا الناتجة عن تلف الشرايين الطرفية (الأطراف والأنف) أمرًا شائعًا، ويؤدي هذا غالبًا إلى بتر أصابع اليدين أو القدمين أو أجزاء أكبر من الذراعين أو الساقين. ويمكن منع انتشار هذا المرض في الغالب من خلال عدم التعامل مع الحيوانات، وإذا كنت تعتقد أن هناك لقاحًا فعالًا لهذا المرض، فأنت مخطئ لأن معظم اللقاحات لا تعمل مع هذه الأنواع الخطيرة من الأوبئة.

متى ضرب طاعون دملي العالم؟

بين عامي 541 و 549، بدأت بوادر الجائحة المميتة في الظهور، إذ كان يطلق عليه طاعون “جستنيانو”، كناية على الإمبراطور “جستنيانو”، الذي أصيب بدوره بالعدوى لكنه عولج بعد شقاء وعناء طويلين وتمكن من النجاة، وهو أمر لافت للنظر مع العلم أن معدل الوفيات يبلغ حوالي 50٪.

تشير التقارير إلى أن هذا الوباء تسبب وحده في وفاة حوالي 25 إلى 50 مليون شخص، حيث بدأ في الإمبراطورية الساسانية، وبعد عام واحد فقط وصل المرض إلى القسطنطينية، حيث انتقل من ميناء إلى ميناء وأصاب منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​بأكملها. بل أن هناك ادعاءات تقول بأن الإمبراطور هو من خلق هذا الطاعون بنفسه وأنه أراد قتل شعب إمبراطوريته بأكملها.

لقد تسبب الطاعون الدملي في حدوث حالة من الفوضى والموت بسبب معدلات العدوى والوفيات الهائلة، الشيء الذي أفضى أيضًا إلى انتشار العنف في شوارع أوروبا.

بداية لسلسة من الأوبئة

في أعقاب جائحة القرن التاسع عشر، كان هناك وباءان آخران للالتهاب الرئوي في منشوريا في أوائل القرن العشرين، حيث حصد أرواح 60.000 شخص. بدأ الوباء نتيجة لزيادة أسعار فراء المرموط بنسبة 400٪. حيث كان يتم استخدام هذه الجلود كبديل لفراء السمور، فجذب ارتفاع أسعار الفراء مجموعة من الصيادين الصينيين عديمي الخبرة، إلى اصطياد الحيوانات المريضة كبديل لذلك الشيء الذي أدى إلى انتشار المرض من مناطق الصيد إلى نهاية إقليم منشوريا، ليواصل انتشاره لمسافة 2700 كيلومتر، حيث استمر الوباء لسبعة أشهر، بعد ذلك انطلقت جائحة أخرى كبرى في بيرو والأرجنتين في عام 1945، وتم تجنبها عن طريق الرش المكثف لمادة دي.دي.تي. منذ ذلك الحين، تفشى المرض بشكل كبير في إفريقيا وإندونيسيا وأمريكا الجنوبية والفيتنام.

تجدر الإشارة إلى أنه في الحرب العالمية الثانية، استخدم الجيش الياباني الطاعون كسلاح بيولوجي في منشوريا، حيث أصيب المدنيون وأسرى الحرب بالمرض كما انتشرت البراغيث المصابة بين الصينيين. في النهاية، لقي ما يقرب من 200000 صيني حتفه بسبب المرض.

هل ما زال طاعون دملي في العالم؟

نعم، الطاعون الدملي لا يزال بيننا، ففي ولاية أيداهو الأمريكية، أصيب طفل بهذا المرض وهو ما يوضح أنه لا يزال موجودا، لكن لحسن الحظ يمكن علاج هذا الطاعون بالتقنيات الطبية الحديثة التي لم تكن موجودة وقتذاك. وعلى الرغم من عدم وجود العديد من الحالات المعروفة لهذا النوع من الطاعون، فهناك بعض الحالات التي تظهر هنا وهناك في مناطق متفرقة من العالم بمتوسط 15 حالة سنويًا في الولايات المتحدة وإفريقيا.

Exit mobile version