كولومبيا هي بلد تقع في الشمال الغربي لقارة أمريكا اللاتينية، تطل على كلّ من المحيطين الأطلسي والهادي، وقد عرف عنها منذ القرن الماضي أنها أكبر بلد مصدّر للمخدرات عالمياً ، كما عرف عنها أنها بلد بابلو إسكوبار تاجر المخدرات الأشهر في التاريخ، لكننا في مقالنا اليوم سنتعرف على وجه آخر للبلد اللاتيني، حيث سنطرح مجموعة من الحقائق لم تكن تعرفها غالباً عن كولومبيا، فلنبدأ:
تمّ تسمية كولومبيا على اسم المستكشف كريستوفر كولومبوس:
كان كريستوفر كولومبوس مستكشفاً إيطالياً تمّ إرساله في مهمة من قبل الملكة إيزابيلا الأولى والملك فيرديناند الثاني ملوك إسبانيا حينها، بهدف الإبحار غرباً لإيجاد طريق جديد يصل إلى الهند، لكنّه اصطدم في رحلته بالعالم الجديد (جزيرة في الباهاماز تحديداً)، ومنذ ذلك الحين أطلق لقب كولومبيا على كل الأراضي المستكشفة في العالم الجديد –على الرغم من أن الفايكينغز وصلوا إليها قبله بأكثر من 400 عام-، في ذلك الحين كانت الأراضي المعروفة اليوم بكولومبيا تدعى نيو غرينادا (غرناطة الجديدة)، ثم لاحقاً دعيت بالاتحاد الكونفدرالي الغرناطي، لتستقر في النهاية على اسمها الحالي كولومبيا، أو جمهورية كولومبيا كما تعرف رسمياً.
كولومبيا هي المصدّر الأكبر للزمرد في العالم:
تنتج كولومبيا حوالي 70-90% من الزمرد في العالم سنويّاً، وبالإضافة إلى أنّ إنتاجه يتمّ بكميات مهولة، فإن الزمرد الكولومبي يعتبر الأفضل في العالم بلا منازع، خصوصاً أنه يستخرج من تربة رسوبية، على النقيض من معظم الزمرد الذي يتم إنتاجه في باقي العالم والذي يتم استخراجه من تربة بركانية، ما يمنح الزمرد الكولومبي نقاوة عالية تجعله في كثير من الأحيان يتفوق في ثمنه على الألماس، خصوصاً الزمرد الكولومبي الأخضر. يتم استخراج الزمرد في كولومبيا من السفوح الشرقية لجبال الأنديز، بينما تشكّل العاصمة بوغوتا مركزاً عالمياً لتجارة الزمرّد عالي الجودة.
تمتلك كولومبيا شجر النخيل الأطول في العالم:
يوجد في جبال الأنديز الكولومبية محمية طبيعية تدعى حديقة لوس نيفادوس الطبيعية الوطنية، حيث يمكنك أن تشاهد فيها وادياً يعرف بوادي كوكورا، يحوي هذا الوادي شجر النخيل الأطول في العالم -نخيل الشمع-، حيث يبلغ طول الشجرة منه في المتوسط حوالي 60 متراً! تعدّ شجرة نخيل الشمع الشجرة الوطنية لكولومبيا. يوجد حول العالم 14 نوعاً من شجر النخيل، تضم كولومبيا وحدها 7 منهم. في الواقع لا تقتصر هذه المحمية على أشجار النخيل، بل هي أيضاً محمية للعديد من الطيور المهددة بالانقراض كالببغاء ذو الذيل الأصفر، وطائر الطوقان.
كولومبيا هي ثالث أكبر مصدر للبن في العالم:
تأتي كولومبيا في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث تصدير القهوة، بعد كل من البرازيل وفييتنام، وتعدّ بذور البن الكولومبي من الأفضل في العالم، حيث يعد معظم الإنتاج الكولومبي من البن من بذرة الأرابيكا ذات المذاق الأخف والأكثر حلاوة من بذرة الروباستا، والسبب في كون البنّ الكولومبي ذو جودة عالية هو موقع البلد الجغرافي الممتاز لزراعة القهوة، فالبلاد مليئة بالجبال ذات المناخ المداري الذي تكثر فيه الأمطار، وفي نفس الوقت هو ذو درجة حرارة معتدلة، كما أن النبات يحظى بنصيب وافر من اشعة الشمس بحكم قرب البلاد من خط الاستواء. لا يجب أن ننسى أنّ العامل الأهم في جودة البن الكولومبي هو أن معظمه يتم حصاده يدوياً بعيداً عن استخدام الآلات!
كولومبيا بلد لا تمتلك فصولاً!
بما أن البلاد تقع شمال خط الاستواء مباشرة، فهي تملك مناخاً دافئاً طول السنة نتيجة قربها من خط الاستواء، وعلى الرغم من أن البلد تملك عدة مناطق جغرافية متمايزة كالسافانا، المناطق الاستوائية، الصحارى، والجبال، فإن هذه المناطق تملك درجات حرارة مختلفة فيما بينها، لكنّ كل منطقة منها تحافظ على درجات حرارة شبه ثابتة طوال العام، والأمر الوحيد الذي يتغير هو كمية الأمطار، ما يجعل السنة تقسم لديهم إلى فترتين، فترة جافة نسبياً، وفترة غزيرة الأمطار.
