طالما أثارت قصص القتلة المتسلسلين اهتمام صنّاع الأفلام والمسلسلات، لما في قصصهم من إثارة وتشويق، وبطل قصتنا لليوم هو أحد أكثر الوجوه المجهولة التي حيرّت قسم شرطة سان فرانسيسكو الأمريكية لأكثر من 50 عاماً، كما كان له واسع الأثر في عالم هوليوود السينمائي، حيث تمّ اقتباس قصته في عدد من الأفلام أشهرها فيلم Zodiac إنتاج عام 2007 من بطولة روبرت داوني جونيور وإخراج ديفيد فينشر، فمن هو zodiac؟ وما هي قصته؟
سلسلة من الجرائم:
يدّعي القاتل المتسلسل الذي يفضل أن يقلب نفسه بـ zodiac أنّه يملك حصيلة من القتلى تزيد عن 37 ضحيّة، لكن الشرطة الأمريكية تمكّنت من تحديد 7 جرائم منها فقط وربطها به. بدأت قصتنا في ديسمبر من عام 1968 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث وقعت أول جريمة تمّ ربطها بالقاتل، حين كان كل من المراهقين ديفيد فاراداي ابن الـ 17 عام، وبيتي لو جنسن ذات الـ 16 عاماً جالسين في سيارة في منطقة معزولة على طريق بحيرة هيرمان قرب مدينة بنيسيا في كاليفورنيا الأمريكية، لتفاجئهم سيارة ركنت بالقرب منهم، ونزل منها رجل طلب منهما الترجل من السيارة، وأثناء نزول ديفيد من السيارة قام بإطلاق النار عليه بطلقة في الرأس، بينما حاولت بيتي الهروب، لكنّها سقطت ميتة على بعد 9 أمتار من السيارة نتيجة خمس طلقات نارية اخترقت ظهرها. تكررت جرائم زودياك في الشهور التي تلت تلك الحادثة حيث كان يقتل شخصين مع بعضهما في كل مرة حتى أوكتوبر من العام التالي 1969.
رسائل وشيفرات مرسلة إلى الصحافة:
أكثر ما ميّز zodiac بالإضافة إلى عدم تمكن الشرطة من القبض عليه، كان استفزازه للشرطة وسخريته منهم، حيث كان يرسل رسائل للصحف المحلية وأشهرها صحفية الكرونيكل مع إثباتات تؤكد كونه الجاني في الجرائم لتقوم الصحف بنشرها ، وكانت الصحف تضطر لنشر رسائله خوفاً من تهديده بتفجير حافلة أطفال مدرسية في حال تجاهل رسائله. أرسل كذلك zodiac للصحافة خلال فترة نشاطه وفي السنوات الـ 4 التي تلتها 4 شيفرات “لتساعدهم في القبض عليه”.
تمكنّت الشرطة من فكّ أول شيفرة فقط حينها، وكانت تحوي سبب قتله لضحاياه، حيث كانل “يحولّهم إلى عبيد لديه” ولم تحوِ أي شيء يفيد فعلياً في الوصول إليه. تمكّن فريق أمريكي-أسترالي-بلجيكي من فك الشيفرة الثانية مؤخراً عام 2020، ومرة أخرى كانت الرسالة لا تحوي شيئاً يفيد في توجيه التحقيق، حيث كان نصها “حظاً موفقاً بالإمساك بي”.
آخر نتائج التحقيق:
أعلن فريق لحل الجرائم الباردة مكوّن من 40 عضواً من أعضاء شرطة سابقين وصحفيين و ضباط استخبارات عسكرية سابقين، عن خرق جديد في القضية التي تعود لأكثر من خمسين سنة مضت، حيث قام الفريق بالتدقيق في ملفات القضية بشكل كامل مرة أخرى، وتوصّلوا إلى هوية zodiac الحقيقية. المتهم الذي توصلوا إليه هو غراي فرانسيس بوست، والذي توفي عام 2018، حيث أشارت العديد من الأدلة التي وجدت في منزله إلى كونه الجاني في عمليات القتل المنسوبة لـ zodiac، كما أن وجهه يشترك مع الرسم التقريبي الذي تحوزه الشرطة منذ خمسين عاماً بندبة في وجهه، حسب تقرير نشرته fox news الأمريكية في أوكتوبر 2021.