كيف أصبح إيلون ماسك أثرى رجل في العالم؟

ولد إيلون ماسك عام 1970 لعائلة جنوب إفريقية ميسورة الحال، لكنها حتما ليست بالثراء الذي هو عليه اليوم، وعلى الرغم من طفولته القاسية خصوصاً بعد طلاق والديه، وبقائه مع والده الذي حسب وصفه لم يكن إنساناً جيداً، استطاع ماسك خلال سنوات عمره الخمسين اعتلاء هرم الثروة ليصبح أغنى رجل في العالم حالياً -وربما في التاريخ مع حساب معدلات التضخم- بصافي ثروة بلغ حوالي 300 مليار دولار حتى تاريخ كتابة هذا المقال، حيث حقق قفزة هائلة من 20 مليار دولار قبل سنتين إلى هذا الرقم الهائل سابق الذكر، فما هو السرّ الذي اعتمد عليه إيلون ماسك ليحوز هذه الثروة العملاقة التي تتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للعديد من الدول؟

دخوله مجال الأعمال في سنّ مبكرة:

كان ماسك مولعاً بالحواسيب في طفولته، والتي كانت منتجاً جديداً في الأسواق حينها، حيث امتلك حاسوباً منزلياً من طراز commandore VIC-20، ثم ما لبث أن تعلّم البرمجة بمفرده من كتاب لتعليم البرمجة، وقام بكتابة أول سطور برمجية في حياته للعبة أطلق عليها اسم BLASTER، والتي قام ببيعها لاحقاً لشركة مختصة بألعاب الحواسيب حينها بمبلغ يقدر بـ 500 دولار. مع بداية ظهور الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي، قام ماسك بالاشتراك مع أخيه كامبل بإنشاء خدمة تقنية تدعى بـ ZIP2 وهو دليل للمدن لتستخدمه شركات توزيع الجرائد، لاحقاً عام 1999 قامت شركة Compaq بالاستحواذ على Zip2 مقابل 300 مليون دولار، هذا المبلغ كان المدخل الأول لماسك إلى عالم الثروة. لم يتوقف إيلون ماسك عند هذا الحد ويرضَ بالمبلغ الذي ربحه من عملية الاستحواذ، بل كانت أهدافه أكبر من ذلك بكثير، حيث شارك بتأسيس موقع bankx والذي باندماجه مطلع العام 2000 مع شركة confinity شكلا معاً شركة Paypal بالغة الشهرة، وفي عام 2002 تم الاستحواذ على Paypal من قبل Ebay مقابل 1.5 مليار دولار.

SpaceX:

في عام 2001 قام ماسك بتوجيه اهتمامه تجاه الفضاء، حيث كان يحلم بتسهيل الوصول للفضاء، وبجعله متاحاً أمام العامة وليس مقتصراً على المؤسسات الحكومية والبحث العلمي، حيث حاول في البداية التوجه نحو روسيا للبحث عن شريك يستطيع تأمين صواريخ تساعده على الوصول للفضاء بسعر أرخص من الصواريخ الأمريكية إلا إن كل محاولاته باءت بالفشل. قام إيلون عام 2002 بتأسيس شركة SpaceX لجعل أحلامه حقيقة، وهو ما حصل بعد أقل من عقدين، حيث تمكنت الشركة للمرة الأولى في تاريخ البشرية من إنتاج صواريخ فضائية قابلة لإعادة الاستعمال الأمر الذي جعل السفر إلى الفضاء أقل كلفة بكثير مما كان عليه سابقاًـ، كما أن الشركة بعد 4 سنوات فقط من إنشائها وقعت عقود تعاون طويلة الأمد مع ناسا الأمريكية.

Tesla:

دخل إيلون عالم السيارات الكهربائية عام 2003 باستثماره جزءاً كبيراً من ثروته في شركة تيسلا التي كانت تبحث عن مستثمرين، وكان استثمار الأموال في مجال السيارات الكهربائية أمراً بالغ الخطورة وبعيد المنافع، لكن مع ازدياد أهمية الوعي بضرورة تخفيف انبعاثات الكربون توسع الاهتمام عالمياً بمجال السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية. ما لبث أن أصبح ماسك المدير العام للشركة عام 2008، حيث تمّ بعد ذلك بأشهر إصدار نموذجهم الأول من السيارات التي حملت اسم roadster ومن بعدها تتالت الإصدارات، وأخذ سهم الشركة في الصعود منذ ذلك الحين بشكل تدريجي، ليأخذ المنحنى شكلاً صاعداً بقوة في العامين الأخيرين حيث ارتفع سعر السهم من 85 دولاراً للسهم الواحد في شهر مارس من عام 2020 إلى  أكثر من 1200 دولاراً للسهم الواحد في وقتنا الحالي، ولعل ذلك هو السبب الأهم الذي ساهم بالشكل الأكبر في رفع ثروة إيلون ماسك بهذا الشكل الهائل خصوصاً في العامين الأخيرين.