بدأت في منتصف القرن التاسع عشر موجة هجرة أمريكية كبيرة نحو الغرب باتجاه ولاية كاليفورنيا الأمريكية، سميت آنذاك بحمّى الذهب؛ حيث كان الذهب هو الدافع الأساسي للمخاطرة والذهاب إلى الغرب الأمريكي الجامح حينها، وقطع طريق طويل مليء بالمخاطر وقطاع الطرق. هذه الحمّى كانت بداية لازدهار الولاية الغرب أمريكية وما تبعها لاحقاً من مد خطوط السكك الحديدية بين الساحل الشرقي الأمريكي والولاية لاحقاً، ومنذ ذلك اليوم أخذت الولاية في النمو والتطور الاقتصادي حتى صارت في نهاية المطاف أكبر ولاية ضمن الولايات المتحدة من حيث الاقتصاد وعدد السكان. في مقالنا اليوم سنتحدث عن عدد من الحقائق حول هذه الولاية التي يقطنها أكثر من 40 مليون مواطن.
اقتصاد قوي راسخ:
بناتج إجمالي يتجاوز 3.1 تريليون دولار حازت كاليفورنيا بجدارة لقب الولاية الأقوى اقتصادياً في الولايات المتحدة، متجاوزة بذلك الرقم دولاً عظمى كفرنسا وبريطانيا والهند، والدول العربية مجتمعة. في الواقع لو كانت كاليفورنيا دولة مستقلة لكانت تصنف كخامس أقوى دولة اقتصادياً في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان وألمانيا.
صناعة سينمائية فذّة:
تضم الولاية عدداً من أكبر المدن الأمريكية وأشهرها؛ كلوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وسان دييغو، لكن أحد أهم المناطق التي تحويها الولاية هي منطقة هوليوود ضمن مقاطعة لوس أنجلوس، وكما نعلم فهوليوود هي أهم منطقة لصناعة الأفلام في العالم حيث تنتج سنوياً 500-800 فيلم، بعائدات سنوية تفوق 42 مليار دولار عالمياً، حيث تعد صناعة السينما في هوليوود الجزء الأهم من تاريخ صناعة السينما العالمية، ومعلماً مميزاً من معالم ولاية كاليفورنيا، ومورداً هاماً للاقتصاد في الولاية سواء بشكل مباشرر أو غير مباشر.
ريادة الصناعات التقنية:
تحوي الولاية منطقة تعد الأهم في عالم التكنولوجيا بلا منازع، ألا وهي منطقة وادي السيليكون (يأتي اسمها من استعمال السيليكون كنصف ناقل في جلً الصناعات الإلكترونية) التي تحوي عدداً من مقرات كبريات شركات التكنولوجيا الرائدة عالمياً كآبل وغوغل وفيسبوك وإيباي وأدوبي وغيرها الكثير من الشركات الكبرى والمتوسطة التي جعلت من وادي السيليكون مقراً لها. بالإضافة إلى ذلك فمن المعروف عن الولاية عدد رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة الهائل فيها، حيث تعد مقصداً للكثير من الشباب الذي يملك أحلاماً كبيرة يسعى إلى تحقيقها.
أرقى جامعات العالم:
تضمّ كاليفورنيا عدداً من أرقى الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، حيث تبقى جامعاتها دائماً ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى العالم، كجامعة ستانفورد الشهيرة التي تحتلّ المرتبة الثانية في تصنيف أفضل الجامعات العالمية، والتي خرجت عدداً كبيراً من أشهر الشخصيات العالمية كجون كينيدي الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية، ولاري بيدج وسيرجي برين العقلين المؤسسين لمحرك البحث الأشهر عالميا google، ومن بين الجامعات الأخرى جامعة بيركلي كاليفورنيا المصنفة كرابع أفضل جامعة في العالم، والتي تخرّج منها 110 عالم حائز على جائزة نوبل!
تولي الولاية قدراً فائقاً من الاهتمام بالبحث العلمي والتطوير، حيث تبلغ الميزانية المخصصة لدعم البحث العلمي والتطوير في الولاية ما يزيد عن 17% من ميزانية الإنفاق فيها، مما يجعلها دوماً سباقة في مجال الاكتشافات العلمية.