بعد سنوات طويلة من المعاناة من العقم و انعدام القدرة على الإنجاب، أفصحت سيا عن تجربتها المؤثرة مع الأمومة بعد إعلانها العام الماضي عن تبنيها لشابين في سن الثامنة عشر، قبل تخرجهما من دار الرعاية الخاص بالأيتام!
“لطالما حلمت طوال حياتي في أن أصبح أماً، لكنني لم أستطع أن أصبح حاملاً أبداً ﻷسباب مجهولة طبياً… حتى أنني قمت وزوجي السابق بالعديد من تجارب التخصيب داخل الأنابيب، وطفل الأنبوب، إلا أنها لم تنجح أيضاً! إلى أن فقدت أملي، وقلت لنفسي أنها لربما ليست مشيئة ربي لي أن أصبح حاملاً، وأحصل على أولاد.
و عندما انفصلت عن زوجي، عشت فترة صعبة و مؤلمة، لقد عانيت جداً من علاقتي معه لدرجة أنني خضعت للكثير من جلسات العلاج و التأهيل النفسي حتى فهمت أخيراً أن عليّ أولاً الاعتناء بالطفل الذي بداخلي لفترة..
لذلك قررت أن آخذ فترة راحة بعيداً عن كل شيء لمدة 3 أو 4 سنوات، و في أحد الأيام تغير كل شيء… عندما شاهدت ذلك الشاب الذي خسر والدته أمام عينيه، و هو يروي قصته في أحد الأفلام الوثائقية على التلفاز.. تأثرت كثيراً بقصته و قلت لنفسي في تلك اللحظة.. هذا هو ابني! وعندما تواصلت معه، ترجّى مني أن يأتي معه صديقه من الميتم، فوافقت، وبدأت إتمام إجراءات التبني لكليهما.
أستطيع القول أن الأمومة غيرتني بكل شكل من الأشكال، لقد تعلمت الصبر و التفاهم و التعاطف. تعلمت أن أكون حازمة و أضع الحدود .. تعلمت أن ألعب دور الأب و الأم لشابين بحاجة لرعاية خاصة .. تعلمت معنى الحب الحقيقي غير المشروط.. و الأهم من ذلك كله تعلمت أنه و على الرغم من أنني لست من قمت بولادة ولداي قبل 19 عام، إلا أن هذا لا يعني أنهما ليسا ولداي اللذين أحبهما .. حتى أنني الآن أفكر بتبني و مساعدة المزيد من الأطفال المحتاجين .. لقد آمنت الآن أنه هذه هي الأمومة التي كُتبت لي في الحياة!”
وعن تبنيها لشابين في الـ 18 من عمرهما، قالت سيا إن حاجات المراهق من الرعاية والاهتمام والحب لا تقل أهمية عن حاجات الطفل الصغير.. فالميتم يخرّج للمجتمع شباباً لم تكتمل تنشئتهم النفسية والاجتماعية، فكيف يكون هذا الشاب ذي نفع لمجتمعه، إن لم يكن ذي نفع لنفسه أولاً… أضف لذلك أن فرص هؤلاء الشبان في الحصول على عائلة تحتويهم وتحبهم أضعف بكثير من فرص الأطفال الصغار… كما أن سيا وبالنظر لتجاربها الحياتية، والشخصية السابقة، تشعر بأنها تفهمهم وتستطيع التواصل معهم، ومساعدتهم.