مما لا شك فيه أن كل شخص منا تبادر إلى ذهنه هذا السؤال وهو يشاهد مسلسلات وأفلام “الزومبي” أو الموتى السائرون، هل من الممكن أن يظهر هذا الوباء في يوم من الأيام؟ ماذا لو استفاق العالم ذات صباح على هجوم من هذه الكائنات المتحولة؟ ماذا لو وجد الأحياء أنفسهم محاطين بالموتى المتعطشين للتغذي على دمائهم؟ ما السبيل للنجاة؟ كل هذه السيناريوهات ممكنة الحدوث، وهو ما أعلنت عنه دراسة علمية صادمة تؤكد إمكانية ظهور هذا الوباء، حيث أنه يحتاج تطور طفيلي واحد.
طفيلي “توكسوبلازما غوندي”
يقول الخبراء إن التجارب التي أجريت على القوارض والفئران أثبتت أن الطفيلي الذي يسمى “توكسوبلازما غوندي toxoplasmosa gondii” قادر على إصابة أدمغة القوارض وبالتالي التلاعب بها وتغيير سلوكاتها الفطرية التي جبلت عليها، فبعد أن طور الخبراء الطفيلي في دماغ أحد الفئران لوحظ أنه يتوجه نحو القطة بإرادته على الرغم من الخطر الذي يحدق به، وهو ما يعتبر شاذا في دماغ الفأر الذي يلوذ بالفرار فور رؤيته للقطة باعتبارها كائن يهدد حياته، وهو ما أقلق العلماء على اعتبار أن الجرذان والبشر لهم نقط مشتركة كثيرة، الشيء الذي يفسر سبب اعتماد الجرذان والفئران دائما في اختبار العقاقير والاختراعات الطبية من طرف المختبرات الطبية والعلمية.
تعتبر ذات الدراسة التي أجريت من طرف جامعة كاليفورنيا أن نصف البشر من مختلف جهات العالم يمتلكون بالفعل نسخة خامدة من هذا الطفيلي في أدمغتهم، لكن بصيغة غير ضارة، كما حذروا من درجة فتك هذا الطفيلي، حيث صرحت الخبيرة “ويندي إنغام Wendy Ingham” المشاركة في الدراسة أن:
” التوكسوبلازما أبدى قدرة هائلة في اكتشاف أدمغة الثدييات لتعزيز انتقالها عبر دورة حياة معقدة”
أية تهديدات أخرى؟
بعيدا عن طفيلي “التوكسوبلازما” تحدث العلماء عن سيناريوهات أخرى لظهور وباء “الزومبي” وربطوه أساسا بالفيروسات، مثل الفيروس المسبب لداء الكلب الذي يغير تماما الطريقة التي يتصرف بها الكلب، علاوة على انتقاله عن طريق اللدغات، وتسببه في الجنون والتشنجات. وبالتالي فإنه ليس مستبعدا أيضا لانتقاله للبشر وخلقه لداء متطور يصل لداء “الزومبي”.
الأمر لم يتوقف عند تقديم دراسات علمية ونظريات، ولكن أيضا إلى تقديم دليل إرشادات للتعامل مع “الموتى السائرين” أو “الزومبي” في حالة ظهورهم، حيث نشرت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها “سي دي سي” CDC تعليمات للنجاة والبقاء على قيد الحياة في حالة هجوم “الزومبي” على العالم. مؤكدة على أنه كما ظهر فيروس “كورونا” دون سابق إنذار وخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة فإنه من الوارد جدا أن يظهر وباء “الزومبي”، لذلك فإن الاحتياط واجب على اعتبار أن “الأمان أفضل من الأسف”، لذلك وجب الاستعداد جيدا لأي شيء محتمل.
دليل الإرشادات
يقول المركز إن أول شيء يجب القيام به في حالة تفشي فيروس “الزومبي” هو التأكد من تخزين الإمدادات ولوازم الطوارئ، والتي يجب أن تتوفر على ما يلي:
- تخزين 3 لترات من الماء على الأقل يوميا لكل شخص، إلى جانب أطعمة غير قابلة للتلف السريع.
- الأدوية ومستلزمات الإسعافات الأولية
- بعض الأدوات واللوازم الضرورية مثل: السكاكين متعددة الاستخدامات، شريط لاصق، راديو البطارية …
- لوازم النظافة الشخصية مثل الصابون والمناشف …
- الملابس والمفروشات الضرورية
- المستندات والأوراق المهمة مثل: رخصة القيادة، جواز السفر، شهادة الميلاد…
يؤكد كذلك المركز على ضرورة وضع خطة للإخلاء والاتفاق مع باقي أفراد الأسرة على أماكن الالتقاء في حالة ما ظهر سرب من كائنات “الزومبي” الجائعة.
يختتم المركز تقريره بكون هذه التعليمات “قد تبدو مضحكة للبعض لكنها جدية، ويجب أن تكون سعيدا لأنك قرات هذا وستتعلم كيف تقي نفسك من الهجوم في حالة ما تأكدت هذه النظرية وظهر وباء الموتى السائرون”.