منوعات

أسبوع كامل بلا قوانين! من أين اقتبس صنّاع فيلم The Purge (التطهير) حبكة الفيلم؟

24 ساعة بلا قوانين، جميع الجرائم متاحة من غير حساب، القتل والسرقة وتخريب الممتلكات أمور اعتيادية في هذا اليوم من السنة: يوم التطهير. لمن لم يشاهد -أو يسمع على الأقل- بفيلم الرعب الأمريكي the purge فهذه هي الفكرة العامة التي يتمحور حولها الفيلم، والذي تدور أحداثه في عالم موازٍ يقرر فيه قادة الولايات المتحدة أنّ إقامة يومٍ خال ٍ من القوانين يستطيع الناس فيه التنفيس عن غضبهم سيكون له إيجابيات أكبر من السلبيات المترتبة عليه، المذهل في الأمر أن منتجي هذا الفيلم لم يبتكروا القصة من بنات أفكارهم، بل جاؤوا بها من احتفال روماني قديم يدعى “ساترناليا” أو “يوم ساترن” يماثل تقريبا في فكرته العامّة “يوم التطهير”، فلنتعرف على التفاصيل في هذا المقال.

عيد وثني موغل في القدم:

تعود الجذور الأولى لعيد ساترن إلى ما قبل 500 عام قبل الميلاد، حين كان الناس يحتفلون ليوم واحد في بداية الربيع ليكرموا “ساترن”، وهو إله الزراعة والخصب عند الرومانيين القدماء، إذ كان العيد مقتصراً على الاحتفال البسيط، وتقديم خنزير صغير كقربان في معبد ساترن احتفاء بالربيع وقدوم موسم الخصب، و في روايات أخرى فإن أصل هذا الاحتفال يعود إلى جيرانهم الإغريق. مع مرور السنوات تحول الاحتفال السنوي من يوم إلى أسبوع ودخلت عليه إضافات عديدة كالإكثار من المشاريب الكحولية، وتعليق نباتات الزينة على أبواب المنازل.

تطورات على مستوى آخر تماماً!

بحلول العام 130 بعد الميلاد، ومع توسع الإمبراطورية الرومانية وتحولها إلى دولة عابرة للقارات، اكتسب عيد ساترن صفات جديدة كلياً، بداية كان أفراد العائلة يجتمعون قبل العيد بيوم، سواء كانوا أسياداً أو عبيدأً ، ثم يجرون نوعاً من القرعة فيما بينهم إذ يضعون حجراً صغيرا في عجينة الكعكة، والشخص المحظوظ الذي يحصل على القطعة الحاوية على الحجر يعامل معاملة الملك داخل الأسرة طوال العيد، حتى لو كان من العبيد، ثمّ مع مرور الوقت أصبحت القوانين تطوى خلال أسبوع العيد، ويتم غض النظر عن أي مخالفات للقانون، فتغلق المحاكم ودور العبادة والمحلات التجارية، وتتوقف الحياة والأنشطة بشكل عام، فيما عدا الاحتفال، في البداية شاعت حالات الوفاة بالحوادث الناجمة عن الإفراط بالشرب، ثمّ ما لبث الأمر أن تحوّل إلى فرصة لتفريغ شحنات الغضب، وتحقيق الانتقامات الشخصية بعيداً عن وجود قانون يحمي المستهدَفين، فكثرت عمليات القتل و التخريب و الاغتصاب.

أما عن موقف الحكّام، فقد رأوا أن وجود هذه الجرائم في العيد يخفّف معدلات الجريمة في بقية العام، كما أنها تفّرغ من غضب الجماهير، مما يقيهم في المستقبل من ثورات الجماهير الغاضبة، ويذكّرهم بالأمان الذي يشعرون به في ظل وجود السلطة، فيزيد شعبيتها لديهم على المدى الطويل.

نهاية العيد:

مع تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية عام 312 ميلادي، بدأ الاهتمام بعيد ساترن بالتناقص، خصوصاً مع وجود الأعياد البديلة في الدين المسيحي كعيد الميلاد (الكريسماس)، كما أن تقاليد إلغاء القوانين في عيد ساترن توقفت، وعاد القانون ليأخذ مجراه طول أيام السنة، بقي عيد ساترن يبهت تدريجياً حتى توقف النّاس عن الاحتفال به نهائياً في حدود العام 450 ميلادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى