تعرّف على بوتان: بلد “تنّين الرعد”، وصاحبة أول “مؤشّر سعادة إجمالي قومي”.

جنّة السياحة البيئية، وأنقى بلد في العالم.

على الحافة الشرقية لجبال الهميالايا، متوضعةً بين الهند والتبتّ، تقع مملكة بوتان أو بلد “تنين الرعد” كما يعني اسمها، وقد سمّيت بذلك بسبب كثرة العواصف الرعدية التي تضرب البلاد. تعال معنا في رحلةٍ إلى هذا البلد الغريب الذي بقي معزولاً عن العالم بين سفوح الجبال لعدة قرون، حتى فتح أبوابه أخيراً للسياح في مطلع السبعينيات من القرن الماضي.

أفضل ظروف بيئية في العالم!

تمتاز بوتان بجوّ شديد النقاوة بحكم موقعها المرتفع عن سطح الأرض، وكثرة الخضرة فيها، و القوانين الصارمة فينما يتعلق بالحفاظ على البيئة، فالدولة خالية تماماً من التدخين، كما أنها تفرض على أي سائح دفع تكلفة يومية لإقامته تبلغ 250$ يتمّ استخدامها لاحقا في جهود تحسين البيئة، وتنظيف المخلفات التي يتركها السياح وراءهم.

شيءٌ آخر مثير للاهتمام بخصوص البيئة في بوتان، هو أن الدولة بشكل عام سلبية الكربون (أي أن الأشجار الموجودة فيها تمتص كمية من الكربون أكبر من الكمية التي تنتجها المصانع و عودام السيارات فيها!).

مؤشر السعادة الإجمالي القومي:

هو مصطلح ظهر منذ فترة طويلة في بوتان يقوم على تقييم سعادة الأفراد من خلال إجراء استبيانات عشوائية في عموم أنحاء البلاد كل 5 سنوات، و يعتمد عوامل متعددة منها: الصحة النفسية، الصحة الجسدية، التعليم، الإدارة الجيدة، البيئة، استغلال الوقت، حيوية المجتمع، الثقافة، ومقومات الحياة.

على الرغم من هذا فإن بوتان -وفق التصنيفات الدولية- ليست أسعد دولة في العالم، بل إن ترتيبها 95 من بين 151 دولة تم تضمينها في آخر تصنيف، يعود السبب في ذلك بشكل رئيسي إلى فقر سكانها، فهي تعدّ إحدى الدول النامية في آسيا الوسطى.

نمط الحياة المتوازن:

يحافظ سكان بوتان على نمط حياة يساوي بين أهمية الحالة الذهنية والحالة الماديّة، فالتأمّل و ممارسة الرياضة جزء رئيسي من الروتين اليومي في حياة المواطن البوتاني، على سبيل المثال يقوم سكان العاصمة “تيمفو” كل يوم خميس و أحد بالصعود على الأدراج للوصول لقمة التلة الواقعة في وسط العاصمة حيث يقومون بإجراء التأمل هناك، جامعين بذلك الرياضة البدنية بالرياضة “الروحية” حسب وصفهم.

رئيس الوزراء الطبيب:

ينهي الطبيب “لوتاي تشيرنغ” ذو الـ 50 عاماً مهامه السياسية و الإدارية كرئيس وزراء للبلاد صباح كل يوم في مكتبه، ثم يتوجه بعدها إلى المشفى الرئيسي في العاصمة ليمارس مهنته الأساسية ألا و هي الطب، فالدكتور “لوتاي” هو جراح يعمل على رأس مهنته منذ أكثر من 25 عاماً، “قررت أن أتوجه للسياسة منذ حوالي الـ 20 عاماً عندما أدركت أن ضربة من مشرطي الجراحي قد تعالج مريضاً واحداً، أما الآن فجرّة من قلمي قد تنهض بحال الأمة” حسب تعبيره.

مستقبل بوتان:

تسير بوتان بخطىً واثقة في عملية النمو الاقتصادي، فمنذ أن فتحت البلاد أبوابها على العالم في السبعينيات، زادت عوائد السياحة بشكل كبير، كما أن آلافاً من الكيلومترات من الطرق قد تم إنشاؤها، وازداد عدد المدارس و المشافي بشكل ملفت للنظر، أما في مجال الطاقة فقد بنت بوتان محطات توليد طاقة كهرومائية على مجاري الأنهار الرئيسية فيها، مما أسهم بتأمين جزء كبير من احتياجاتها للطاقة بوسائل نظيفة تحافظ على البيئة، و بالنسبة إلى معدل العمر المتوقع في البلاد فقد ارتفع في العقود الأربعة الماضية من 50 إلى 70 عاماً.

يصف البنك الدولي بوتان بأنها:”قصة نجاح لدولة نامية، مع تناقص معدلات الفقر الشديد و التحسينات على صعيد المساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى بيئة سياسية و اقتصادية مستقرة”.

Exit mobile version