تختلف اسباب الانتحار من شخص لآخر مع زيادة متاعب الحياه و مشكالها تزداد حالات الانتحار .
بحسب منظمة الصحة العالمية يبلغ عدد حالات الانتحار سنوياً 800 ألف حالة، أي 2160 حالة يومياً .
رقم مخيف و كبير بل الاكثر رعباً ان ضخامة هذا العدد لا يمثل الحقيقة اذ ان الحالات الغير موثقه أكبر بكثير من ذلك بل ان مقابل كل حالة انتحار واحدة ناجحة ستجد ما لا يقل عن 30 حالة لم تنجح في الانتحار .
في اليابان تختلف اسباب راغبو الانتحار و لكن وجهتهم واحده غابة الموت “أوكيغاهارا”.
شرائط و حبال ممتدة
اشجاراً عالية و كثيفة و طبيعة خلابة بطول 35 كم . “ شرائط و حبال ممتدة ” في الكثير من أطراف الغابة وجودها وسط الغابة غريب جداً في بداية الأمر و تتبعها مرعب اذ تنتهي تلك الشرائط بوجود جثة شخص منتحر .
يستخدمها الاشخاص المقبولون على الانتحار بربطها بشجرة في بداية الغابة ليمسك بها اثناء تعمقه بداخلها بحيث اذا قرر العدول عن رأيه في الانتحار يستطيع الخروج من الغابة متتبعاً ذلك الشريط .
جثث الغابة .. والمتعلقات الشخصية
يتراوح أعداد المنتحرين في هذه الغابة من 70 الى 100 حالة انتحار علي الاقل سنوياً .
يتركون انفسهم للموت جوعاً وعطشاً , جرعات سامه , و الاغلب شنقاً . ولعل الاكثر رعباً داخل الغابة وجود هياكل عظمية و جثث متحللة اختار اصحابها الانتحار عميقاً داخل الغابة و لم تكتشف جثثهم الا متأخراً .
غير ذلك وثناء التجول داخل الغابة ستجد الكثير من المتعلقات الشخصية للمنتحرين تركوها ورائهم من ملابس و هواتف نقالة و أجهزة الكومبيوتر المحمولة متناثرة بمحيط الغابة .
حظر التخييم و المعسكرات
حظرت الحكومة اليابانية إقامة المعسكرات البرية فيها، كما أن هناك دوريات أمنية تراقب المكان في حال ظهور أي شخص يبدو عليه التفكير في الانتحار لمحاولة منعه، فضلا عن أن الغابة بها الكثير من اللافتات التي تشجع على التراجع عن فكرة الانتحار .
كما تجوب فرق من المتطوعين داخل الغابة للبحث عن أي أشخاص أحياء قبل إقدامهم على الانتحار وقد نجحت تلك الفرق في انقاذ حياة الكثيرين .
أشباح ومعتقدات سائدة
مكان مثل هذا قد يسمح لعقل الانسان بتقبل أفكار غريبة مثل وجود قوى خارقة و أشباح المنتحرين التي تجوب الغابة و توسوس للأشخاص المتواجدين داخلها علي التخلص من حياتهم .
وكان حراس الغابة يقسمون أنهم كانوا يسمعون أصوات صراخاً وأصواتاً غريبة أخرى تخرج منها تبث الرعب داخل قلوبهم .
ويرجح البعض أن ممارسات ومعتقدات اليابانيين القاسية قديماً وراء قوى الشر الموجودة داخل الغابة . ومن اشهرها يعود للقرن التاسع عشر وهو ان تجلب كل أسرة يابانية كبار السن وتتركهم داخل الغابة حتى “يموتوا بكرامة” بحسب معتقدات تلك الفترة .
تدابير حكومية
اتخذت الحكومة اليابانية عدة اجراءات في سبيل تقليل اعداد المنتحرين داخل الغابة و اهمها وقف الاعلان عن عدد حالات الانتحار داخل الغابة او أي تفاصيل و اخبار تخص هذا الشأن بغرض تفادى لفت الانتباه لوجود مثل هذا المكان .
وضع العديد من اللافتات على مداخل الغابة تشجع على عدم الانتحار والتراجع عن هذا الفعل الشنيع مثل :
” انت لا تستحق ان تموت في هذا المكان .. لا تدع أمك تبكي عليك ”